عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-11-2018, 09:53 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,946
إفتراضي

"عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم "المعنى لعل الرب أن يضع بينكم وبين الذين حاربتم منهم حبا والرب فاعل والرب عفو نافع،يبين الله للمؤمنين أن الله عسى أن يجعل بينهم وبين الذين عادوا مودة والمراد أن الله عسى أن يخلق بين المؤمنين وبين الذين قاتلوهم من الكفار حبا ممثلا فى إسلامهم ومن ثم تعاونهم على البر والتقوى والله قدير أى فاعل لهذا إن أسلم بعض الكفار والله غفور رحيم والمراد والرب نافع مفيد لما أسلم بعد كفره .
" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين "المعنى لا يمنعكم الرب من الذين لم يحاربوكم فى الإسلام ولم يطردوكم من بلادكم أن تحسنوا أى تعدلوا معهم والرب يرحم العادلين، يبين الله للمؤمنين أنه لا ينهاهم عن أن يبروا والمراد لا يمنعهم عن أن يحسنوا وفسر هذا بأنه يقسطوا أى يتعاملوا بالعدل مع الذين لم يقاتلوهم فى الدين وهم الذين لم يحاربوهم بسبب الإسلام ولم يخرجوهم من ديارهم وهم الذين لم يطردوهم من مساكنهم ويبين لهم أن الله يحب المقسطين أى يرحم المحسنين وهم المتوكلين مصداق لقوله بسورة آل عمران"إن الله يحب المتوكلين ".
"إنما ينهاكم عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون "المعنى إنما يمنعكم عن الذين حاربوكم بسبب الإسلام وطردوكم من مساكنكم وساعدوا على طردكم أن تناصروهم ومن يناصرهم منكم فأولئك هم الكافرون ،يبين الله للمؤمنين أنه ينهاهم أن يتولوا والمراد أنه يحرم عليهم أن يناصروا من فعلوا التالى قاتلوكم فى الدين أى حاربوكم بسبب الإسلام والمراد حاربوكم حتى تتخلوا عن الإسلام وأخرجوكم من دياركم أى وطردوكم من بيوتكم وظاهروا على إخراجكم والمراد وساعدوا الطاردين على طردكم وهذا يعنى أن من يفعل الثلاثة أفعال أو بعضهم وهو قتال المسلمين وطردهم من بيوتهم أو مساعدة الطاردين على الطرد هو عدو لا يجب مناصرته ويبين للمؤمنين أن من يتولى أى من يناصر فاعلى الأفعال الثلاثة أو بعضهم يكون من الظالمين وهم الكافرين المستحقين لعذاب الله .
"يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وأتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا أتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر وسئلوا ما أنفقتم وليسئلوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم "المعنى يا أيها الذين صدقوا إذا أتتكم المصدقات منتقلات فاختبروهن الرب أعرف بتصديقهن فإن عرفتموهن مصدقات فلا تعيدونهن للمكذبين لا هن مباحات لهم ولا هم يباحون لهن وأعطوهم ما أمهروا ولا عقاب عليكم أن تتزوجوهن إذا أعطيتموهن مهورهن ولا تديموا زواج الكافرات واطلبوا الذى أمهرتم وليطلبوا ما أمهروا ذلكم قول الله يقضى بينكم والرب خبير قاضى،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله فيقول:إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن والمراد إذا أتتكم المصدقات بحكم الله منتقلات لدولتكم فاختبروهن حتى تتأكدوا من صدق إيمانهن أو عدمه لأن بعض النساء تعلن إيمانها هروبا من زوجها حتى تتركه ويبين لهم إنهم إن علمونهن مؤمنات والمراد إن عرفوا أنهن مصدقات عن طريق مراقبة أفعالهن وأقوالهن حقا فالواجب عليهم هو ألا يرجعوهن للكفار والمراد ألا يعيدوهن لدول أزواجهن المكذبين بحكم الله والسبب هو أنهم ليسوا حل لهم والمراد ليست المؤمنات حلال للكفار ولا هم يحلون لهم والمراد ولا الكفار يباح زواجهم للمؤمنات وأتوهم ما أنفقوا والمراد وأعطوا الأزواج الكفار ما أمهروا وهذا يعنى أن على المؤمنة رد المهر لزوجها الكافر ويبين للمؤمنين أن ليس عليهم جناح أى عقاب أن ينكحوهن إذا أتوهن أجورهن والمراد ليس عليهم عقاب أن يتزوجوا المؤمنات المهاجرات إذا أعطوهن المهور التى أوجبها الله لهن ويطلب منهم ألا يمسكوا بعصم الكوافر والمراد ألا يديموا زواج الكافرات وهذا يعنى وجوب ترك من كان متزوج كافرة لها بطلاقها ويبين للمؤمنين أن يسألوا ما أنفقوا والمراد أن يطلبوا ما أمهروا الزوجات الكافرات به فيأخذوه منهن وأن يسأل الكفار ما أنفقوا والمراد أن يسترد الأزواج الكفار ما أمهروا المؤمنات المهاجرات ويبين لهم أن ذلكم وهو ما سبق هو حكم أى فرض أى قضاء الله يحكم به أى يفصل به بينهم فى تلك القضايا والله عليم حكيم والمراد خبير قاضى بالحق والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"وإن فاتكم شىء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فأتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذى أنتم به مؤمنون "المعنى وإن هرب منكم بعضا من زوجاتكم إلى المكذبين فأذيتم فأعطوا الذين هربت نساءهم قدر الذى أمهروا وأطيعوا الرب الذى أنتم به مصدقون ،يبين الله للمؤمنين التالى إن فاتكم شىء من أزواجكم إلى الكفار والمراد إن فرت منكم من نساءكم بعضهن إلى بلاد الكفار فعاقبتم والمراد فعاملتم بالمثل والمراد فعاملوا الكفار بنفس المعاملة وهى منع مهور رجالهم عنهم بأخذها من المؤمنات المهاجرات ثم أتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا والمراد ثم أعطوا الذين هربت نساءهم لبلاد الكفر قدر ما أمهروا من مهور الكفار للمؤمنات المهاجرات وفى حالة عدم وجود مهور يعطى من بيت مال المسلمين ويطلب منهم أن يتقوا الله أى يطيعوا حكم الله الذى هم به مؤمنون أى مصدقون .
"يا أيها النبى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم "المعنى يا أيها الرسول (ص)إذا أتتك المصدقات يعاهدنك على أن لا يعبدن مع الله أحدا أى لا ينهبن ولا يفحشن ولا يذبحن عيالهن ولا يجئن بافتراء يقدمنه بين أيديهن وأقدامهن ولا يخالفنك فى حق فعاهدهن واستعفى لهن الرب إن الرب عفو نافع ،يخاطب الله النبى (ص)فيقول إذا جاءك المؤمنات يبايعنك والمراد إذا أتتك المصدقات بحكم الله يعاهدنك على أن لا يشركن بالله شيئا والمراد على أن لا يطعن مع حكم الله حكما أخر وفسر هذا بأن لا يسرقن أى لا يأخذن مال الغير بلا حق ولا يزنين أى ولا يرتكبن الفاحشة ولا يقتلن أولادهن والمراد ولا يذبحن عيالهن وهو الوأد ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن والمراد ولا يحضرن كذبة يؤلفنها أمامهن والمراد ولا ينسبن طفلا زورا لهن وأزواجهن دون إنجابهن له ولا يعصينك فى معروف والمراد ولا يخالفنك فى حق من الحقوق المنزلة كلها فبايعهن والمراد فعاهدهن على ذلك واستغفر لهن الله والمراد واستعفى لهم الرب والمراد واطلب لهن من الله ترك عقابهن على ذنوبهن السابقة والله غفور رحيم أى نافع مفيد لمتبعى حكمه والخطاب للنبى(ص).
"يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور "المعنى يا أيها الذين صدقوا لا تناصروا ناسا سخط الرب عليهم قد قنطوا من القيامة كما قنط المكذبون من أهل المدافن،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله فيقول :لا تتولوا قوما غضب الله عليهم والمراد لا تناصروا أى لا تحبوا ناسا سخط الله عليهم أى لعنهم أى عاقبهم قد يئسوا من الآخرة والمراد قد قنطوا من دخول الجنة كما يئس الكفار من أصحاب القبور والمراد كما قنط المكذبون بحكم الله من عودة الحياة إلى أهل المدافن وهم الأموات والخطاب للمؤمنين
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس