عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-01-2009, 02:21 PM   #14
طاهر العتباني
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 5
إفتراضي

جزاك الله خيرا أختي الفاضلة وللخيمة أهدي هذه القصيدة : هكذا تكلم الشعر

(1)
أناالشعر ...
لاأعرف المستحيلا
ولا أرتضي بالدخيل دخيلا
أنا الشعر ...
حاربت كل الرياح ...،
وحاورت هذي الفصولا
وأترعت بالعطر كأسي ،
وأطلعت هذا النخيلا
أنا الشعر ..
لاأقبض الجمر إلا ...
وفي قلبه أستحيل احتراقا نبيلا
ولا أعرف الخيل مسرجة للأسى،
فاقدات لظى الاشتعال ...
ولاأرتضيها صهيلا
أنا الشعر ...
روّيت بالدمع روح المحارب ...،
حتى تظل البطولة صامدة ...،
والصمود فتيلا
أنا الشعر ...
أرخت للؤلؤ العذب في شفتيها
وحاورت فيها الدلال الجميلا
وأذكيت ليل الأغاريد ...
بالمستحيلات من سجعها ،
وشربت النحولا

هكذا لغتي ...
تشرب اليأس حينا ...
وحينا تصب انهمار الينابيع ..
عطرا ذهولا
وحينا تروّي السوسن في ردهة البيت ،
تجري الخميلا

أنا الشعر ...
سيدة البيت تنكرني
وهي تعرفني
منذ كنت الصبي الخجولا
ومنذ رسمت على خافقات الطيور...
مواسمها
ونقشت الفصولا
ومنذ تعتقت في وردة فتحت ...
فارتدتني عطرا وفاحت ذبولا
ومنذ سرت بعض هذي البلابل ،
في ساحة الأغنيات ...
وأثكلت الدار أمي البتولا
ومنذ خططت على دفتري وجهها
وارتديت الذهولا
ومنذ أفقت على وجه قريتي ....
المستحمة بالموت ..
أذرت على طفلة خفقة من دماها
وهامت ثكولا
ومنذ أتاني عذبا هديل الحمام ...
ليرسمني صادحا سلسبيلا

أنا الشعر ...
يكتمني الليل في وجنة الوجد ...
يسرقني العشق من ناظريّ...،
وإذ ماأحدق ...
أبصر صبح الصبابات نيلا
وأبصر هذا الندى الأقحوانيّ...
والنرجس المختبي ...،
في حدائق هذي العيون ...
لظى مستحيلا
أنا الشعر ...
لو شق صدري عما به ...
لأبى أن يقولا
ولو جاس بين مرايا اللظى
لانتضى الروح في أوجها
والمدى والتلولا
ولو صبغته جميع الدروب ...
بأوجاعها
ما أحب القفولا
****
أنا الشعر ...
أنا ، عالمي لم تهيئه هذي الحماقات ...
لا، ..لم تشيده جيلا فجيلا
أنا ، عالمي
لم يمت فيه طفل يتيم ...،
ولم يسكب الحقد فيه الأسى
والأفولا
أنا ، عالمي
وردة ليس تذبل إلا لتطلع
وردا أًصيلآ
أنا ، عالمي
للفراشات فيه انبثاق ...،
وللعطر فيه انطلاق ...،
وللحب فيه انعتاق لئلا يحولا
أنا ، عالمي
خطرات المحبين ...،
همسهمُ ...،
وجدهم ...،
وانتظاراتهم للقطارات ...،
تعبر هذا الأسى ثم تبكي الطلولا
أنا ، عالمي غيركم ....،
إنني في حرير الشغاف ...،
أفاكه صبية قلبي ، وأجلو السبيلا
تعرفون لماذا ...
أخبئ بين حدائق روحي ابتساماتها ؟
ولماذا أدل عليها الربيع الجميلا ؟
أنا ، عالمي فوضوي ...
وأنتم لكم عالم ...
في تعقله ، قد أباد العقولا
****
أنا الشعر ...،
قد أتدثر بالوهج حينا
وحينا بأناملها الطهر ...
حينا أكون القتيلا
حانيات أصابعها ....
مترعات عيون المها ....
وسنابلها الخضر صارت حقولا
حانيات وفي مرفأ الليل تنشدني
كي أرود القرون ....
وأحكي الطلولا
أنا الشعر ....
لاأعرف المستحيلا
(2)
أطارحك الشعر ...
ياسيد الشعر ....

يامن جعلت البطولات نيلا
وإني الحواريّ....
حين تكون النبوءة صادقة ...
والكتاب على الصدق فيها دليلا
وإني الحواريّ...
حين تكون المواجد متنا ..
تكون الشروح =المواجع ...
ليست بديلا
عقدت لنا رايةً فارتقبنا
سنأتيك بالنصر ، يافارسا مستحيلا
عقدت لنا راية ...
لاترعٍِ ...
" خيبر" سوف تسقى المهانة ...
من كفنا...،
والحسام الصقيلا
ومن نارك المشرئبة في الليل ...
نقبس مايتلظى بأضلاعنا
كي نقولا
هو الفتح ياسيدي ....، فارتقبنا
فهذي " فلسطين "تصرخ فينا
وهذي مواجع" بغداد " صارت جنونا
فكن راية للمدى ...،
للمرافئ موجا سئولا
وكن لمحبيك صدرا رحيبا
وثغرا قئولا
وكن لأعاديك " يوسف " ...
حين أن يعاذل إخوته ...،
وارتضى أن يقولا :
" لاتثريب عليكم "
(3)
قم الليل إلا قليلا
ورتل طويلا طويلا
حروفك من عسجدالليل منسوجة ،
ولسانك أقوم قيلا
وإن كنت أدلجت حتى بلعت النزولا
وإن كنت جبت البلاد ...
السهول ....
التلولا
فقد كان بللور كأسك عطرا ..
وقد مزجت زنجبيلا
قم الليل إلا قليلا
وسبح طويلا طويلا
وضم جناحك ...، ألق العصا
فالثعابين من حولها لن تطيلا
طاهر العتباني
طاهر العتباني غير متصل   الرد مع إقتباس