الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-08-2003, 03:43 AM   #32
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

هل ستعودين ؟


وبالفعل .. جاء الغد . .وتمت خطبة فهد على نورة .. جاء أخوي بعد صلاة المغرب .. ودخلا مع فيصل غرفة الجلوس .. جلس فهد متوترا يهز قدمه بعصبية.. نظر إليه سعود .. وعندما التقت عينا فهد الحائرة بعينا سعود .. ابتسم له سعود مطمئنا .. فكأن باتسامته اخبره .. أن كل شيء على ما يرام .. تكلم سعود وفيصل بأشياء كثيرة .. بينما كان فهد يرد ردودا مختصرة .. فلم تكن لديه القدرة على الكلام .. ولم تكن لديه الرغبة للحديث .. فما كان يشغل باله
أهم من أي حديث .. سكت الجميع قليلا فقال سعود : فيصل .. أنت تعلم لم نحن هنا الآن .. زيارتنا هذه المرة مختلفة عن جميع المرات .. لذا دعنا ندخل بالموضوع الرئيسي ..
- تفضل يابن عمي .. كلي آذان صاغية ..
- سلمت يا فيصل .. بصراحة يا أخي .. نحن هنا لنطلب يد نورة أختك للزواج من أخي فهد .. فما رأيك يا فيصل ؟؟
ابتسم فيصل وقال: إنه لشيء يشرفني بالطبع .. ولن أجد رجلا يستحق أختي كفهد .. بالطبع أنا موافق ولكن يجب من أخذ رأي نورة .. سنناديها الآن ونسألها عن رأيها .. ما رأيكم ؟؟
نظر سعود إلى فهد فقال فهد: أرجوك يا فيصل ..عجّل ..
ضحك فيصل فقال: ألهذه الدرجة مستعجل أنت ؟؟
قال فهد بخجل : أجل يا فيصل .. أجل يا أخي.. آه لو تعلم كم أحبها !!
أطرق فيصل وشرد بذهنه .. يحبها .. ذكرته هذه الكلمة بكلمة لطالما ترددت في باله منذ زمن طويل .. أحبها .. نعم لازال يحبها .. لازال القلب لها .. لها وحدها .. حتى وبعد زواجه ..
قطع تفكيره صوت فهد : فيصل .. مابك ؟؟ هل أنت معنا ؟؟
أجابه فيصل : أجل أجل .. أنا معكم .. عن إذنكم سأذهب لأنادي نورة ..
وكنّا أنا ونورة نقف خلف الباب محاولة سماع ما يجري بينهم .. وعندما سمعت أنه قادم إلينا .. ركضنا أنا ونورة إلى الغرفة المجاورة وكأننا لم نفعل شيء .. طرق فيصل الباب .. قلت له: تفضل يا فيصل ..
دخل ببطء .. وعندما وجدني مرتدية حجابي دخل .. قال لنورة التي كانت ترقبة بعين خائفة خجلى: نورة .. هيا تعالي ليراك فهد .. ولتعطيه رأيك ..
نظرت إلي نورة فقلت لها : هيا يا أختي .. اذهبي ..
نهضت نورة بخطى متثاقلة .. وكادت تموت حياء .. خرجت تسبقنا إلى المجلس.. كان فيصل عند الباب .. وكأنه بوقفته تلك يمنعني من الخروج .. كان يقف مسندا ظهره على الباب ينظر إلي بشرود .. وعندما اقتربت منه .. ووجدت أنه لم يتحرك..ولن يتحرك قلت له : فيصل .. هل تسمح ؟؟
وأشرت له بيدي أن أفسح لي المجال ..
ابتعد بسرعة وقال: اعذريني يابنة عمي .. لقد سرحت قليلا ..
أجبته بسرعه محاولة تغيير الموضوع: لا عليك .. هيا نورة تنتظرنا ..
دخل فيصل ودخلت انا خلفه .. ومن بعدي دخلت (العروس ).. دخلت وعيناها على الأرض .. تجر قدماها خلفها استحياء .. سألها فيصل : نورة .. فهد يطلب يدك للزواج .. فهل توافقين ؟؟
لم تجب .. وطال صمتها .. فازدادت حيرة فهد وخوفه .. قال لها فيصل: نورة مابك؟؟ أجيبي .. هل تريدينه أم لا ؟؟
هزت رأسها هزة خفيفة ولكنها كانت كفيلة بأن تزيل بعض مما كان في نفس فهد من الخوف والقلق ..
فيصل : نورة .. لا أفهم .. قولي .. نعم أم لا ؟؟
أجابت بصوت أقرب إلى الهمس : كما ترى يا أخي ..
ابتسم فيصل ومد يده لفهد مصافحا وقال: على بركة الله .. ذلك دليل على موافقتها .. مبارك لك ..
شدّ فهد على يد فيصل بقوة وقال: أشكرك.. شكرا جزيلا يا فيصل ..
خرجت أنا ونورة من الغرفة وما أن خرجت حتى ضممت نورة بقوة وسالت عيناي فقلت:مبارك لك يا أختي .. أنا سعيدة جدا لك يا عزيزتي ..
- أشكرك يا روز .. وعسى أن نفرح بك قريبا .. مع حبيب القلب ..
وكأنها صفعتني بقولها هذا .. فلقد تملكني الحزن لما قالت .. أنا وهو ؟؟ معا ؟؟ لا يمكن .. لا أظن انا سنكون لبعضنا في يوم .. أبدا أبدا ..
سألتني: روز .. مابك؟؟ هل عبدالعزيز بخير ؟؟
- أجل يا نورة أعتقد ذلك ..لأني عندما فتحت بريدي كانت آخر رسالة منه قبل اسبوع ..فأعتقد أنه بخير ..
- إذا مالمشكلة ؟؟ لم الحزن ؟؟
- لأني وعبدالعزيز لا يمكن أن نكون معا في يوم .. لا يمكن ..
أجابتني بهلع: ولم ؟؟ ألا يحبك كما تحبينه ؟؟
- آه يا نورة .. بالعكس .. بل أن عبدالعزيز يحبني أكثر مما أحبه .. فإن كنت أنا أحبه مرة .. فهو يحبني ألف مرة ..
- إذا مالذي يمنع ارتباطكما ؟؟ هل هو متزوج ؟؟
أجبت بسرعه : لا ..لا لا يانورة .. ليس متزوجا ..
- حسنا ليس متزوجا..فما الذي يمنع إذا؟
- لا أدري .. آه يانوره لا أعلم ماذا أقول لك .. أنا أريده .. نعم أريده .. بكل جوارحي أريده .. ولا أتمنى لنفسي شخصا غيره .. ولكن دعي كل شيء للأيام..
- هوني عليك يا أختي .. كل شيء سيكون بخير بإذن الله .. اتّكلي على الله وإن شاء الله لا يحدث إلا كل ما يسرك ..
- إن شاء الله .. هيا الآن دعيني أضع أغراضي لأعود مع اخوتي ..
- روز .. هل ستعودين ؟؟ لم أصدق أنك عدت .. أفبعدما عدت تذهبين ؟؟
- عزيزتي.. لقد تركت اخوتي كثيرا..وهم بحاجة لي .. على العموم سأكون أنا دوما بقربكم فلا تخافي ..
ارتسمت الابتسامة على شفتيها وقالت : أجل إن شاء الله .. هيا لنذهب ..
جمعت أغراضي ..سّلمت على أمي واخوتي .. وفي الليل .. كنت في منزلي!


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس