عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-10-2010, 10:03 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة السيد عبد الرازق مشاهدة مشاركة
[frame="13 70"]القصيدة

سأسأل عنك سيّدتي
طيور العشق والنّورس
وآتي اليوم حيّكم
ويسري فينا هاالنرجس

زمان الوصل زايلني
وعاد الحبّ في الهيكل
جمال الروح داعبني
ويعلي ذاته الأجمل

غرامي سوف يحملني
وأمضي أسكب العنبر
جماع الذات في ذات
وطابت شهدها كوثر

سفير القرب يأتيني
ويحمل حبّنا كوكب
ويخفي عشقنا دهرا
وينثر هجرنا غيهب

صباح الأنس غيّرني
ويشرق بدرنا بيرق
ويصفو وجه مرآتي
ونضحي عندنا رونق

هجرت الخلق في سغب
وعدت لذاتكمْ أصدح
فتلك تلال أوزاري
وصفح جمالكم يشرح

وفيض الفجر يمنحني
عبيرا فاض ممتدّا
ويخلعني بأودية
ونور الذكر كم ردّا

شربت كؤوس فرحتكم
وأضحي عندنا قلبا
شهدنا اللطف في لطف
جلالا زادنا نخبا

ألبّي العمر مشتاقا
وأسعي عند مروتكم
وأترع فيض زمزمة
ويأتي القلب قبلتكم

فأفراحي تلاحقني
وأرمي الجمر في العقبة
أبيت الليل مزدلفا
وعرف الطهر في الرقبة

حرام العشق ألبسه
رداء القرب والطهر
ردائي سوف يسترني
ويطوي عورة العمر

وأتلو ورد توراتي
وموسي يهدي ألواحي
وإنجيلي أرتّله
وعيسي يعلي أفراحي

ويحملنا ونحملها
وصار النّور يجمعنا
بساط الأنس وجهتنا
وسدر القرب مرتعنا

فإن رحتم ولم آت
فشوقي سوف يحملني
وأجري أطوف كعبتكم
ونهر العين يدفعني

الخميس 13/12/2007

بقلم السيد عبد الرازق[/frame]
هذه قصيدة عندما قرأتها قلت في نفسي : تالله ما الذي حولك عن هذا النهج أبانا العزيز ؟! جمال الشعر في أنه يدفعك إلى استخدام القالب أو الشكل الذي تحوم حوله طيور الإبداع وتتهادى ألواح الجمال على بحاره ، وهذه القصيدة شاهدة على قدر ما أوتيته من الشاعرية لو أنك لم تقيد نفسك بقيود القافية ، لينطلق الإبداع وابلاً لا تقف أمامه أية صخرة من صخور الخوف أو مصدات التردد.
أعطيت للنفس الفرصة فكافأك الإبداع بهرولته إلى مساحات ذهنك ، وهكذا هو المبدع لا يتعالى على الحالة من أجل الوزن والقافية ولا من أجل ما يدعيه أدعياء التراث من أن ذلك هو الأصالة الحقة ، وإلا لأعدمنا موشحات الأندلسيين وما فيها من عبقريات المضمون وكفى بالحالة والنشوة المنبعثتين منها جمالاً وبهجة .
من هنا أتت هذه القصيدة دفاقة رومانسية بما تحمله الكلمة من معنى ، وهي في الوقت ذاته قد استغنت بجمالها عن أن تحتاج إلى صور ومجازات تحدث فوضى أسلوبية في النص .
النص توازى فيه ببراعة الجانب الإنساني مع الجانب الروحاني ، وكانت النزعة الصوفية حاضرة بشدة من خلال (الفيض -الأنوار-الانسكاب -البدر .....إلخ). والذي أراه هو أن هذا التوازي كان مفهومًا من خلاله أنك تمهد للكعبة المشرفة أسأل الله تعالى أن يمن علينا بتكرار زيارتها مرات ومرات ، وقد كان من الممكن أن تبتعد عن التلميح إليها ليكتشفها القارئ في غير ما عسر ولا استغلاق .
هذا التوازي بين العالمين في القصيدة ومصطلحاتها تجعل القارئ مندهشًا بهذه الانسيابية في تدفق الكلمات ومدلولاتها ، كما تجعله يُبهج بهذا التفرد في الصورة الشعرية والتي تخرج عن مألوف صور الشعراء من تذكر موكب الحج أو العمرة في شكله القديم العيس والإبل ..إلخ وقد تكون هذه الأدوات -في هذ االقرن- باعثة على نوع من النفور ، بعكس هذه الصورة التي أشعرتك بأن فرحة الذهاب إلى مكة وجمالها يفوقان فرحة الذهاب إلى أي مكان به مناظر طبيعية خلابة ، لتكون مكة هي مصدر كل صورة جميلة في النفس ، وكأنك بذلك تومئ إلى قول الشاعر محمد حسن فقي :
ما تبالين بالرشاقة والسحر ،
فمعناك ساحر ورشيق
سجدت عنده المعاني فما ثمّ
جليل سواه أو مرموق
وتصبح مشقة الحج أو العمرة وقيود الزي الحرام لدى الشاعر على عكس ما هي في الواقع فهي رحلة إلى عالم طبيعي يتلألأ بالسحر والأضواء ، كما كان بحر الهزج أو مجزوء الوافر لاعبًا أساسيًا في الشعور بهذا الجو الهادئ الجميل ، جمال معنوي حسي متعانق ، ولعمري تعد هذه القصيدة واحدة من أحسن ما قلت إن لم تكن أحسنها مطلقًا. قصيدة رائعة للغاية أرجو لك المزيد من التوفيق فيما كتبته ، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك ودمت مبدعًا على المدى وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس