عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-02-2024, 02:27 PM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي قراءة لكتاب هاروت وماروت

كما نجد أن تلك الروايات تتعارض مع قصة السجود لآدم(ص) واعتراض الملائكة وبالطبع من رأى مصير إبليس بالطرد ودخول جهنم لن يكرر الاعتراض على خلق الناس أبدا لأنه رأى بعينيه العقاب الإلهى
وأخيرا تحدث شوابكة عن مدينة بابل فقال :
"مدينة بابل: لغز للمفكرين والعلماء:
كلمة " بابل " في اللغة الأكادية تعني "باب الإله"، وقد سماها الأقدمون بعدة أسماء منها: " بابلونيا "، أرض بابل ما بين النهرين، وبلاد الرافدين، وبابيلا (باب الإله) بابل مدينة قديمة بأرض بلاد مابين النهرين (نهري دجلة والفرات)، وهي (بعد سقوط آشور) قاعدة الإمبراطورية البابلية. وقد ظهرت الحضارة البابلية ما بين القرنين (18 ق. م) و (6 ق. م)
وتجدر الاشاره هنا أنها مدينة أثرية أثرت في الأدب الروماني واليوناني من خلال الأعمال الادبية مثل ملحمة جلجامش وملحمتي الإلياذة والادويسة اللتين تنسبان إلى هوميروس والادويسه وهذه الملاحم تصور البحث عن الهوية كإنسان والبحث عن الخبرة والتجربة فضلا عن البحث عن الخلود.
ومن جانب آخر تعتبر هذه المنطقه ملاذا للأجسام الطائرة المجهولة (اليوفو) أو للأضواء الغربية حيث ذكر العديد من شهود عيان مشاهدتهم لها وهي تصدر أضواء وتحلق في سماء بسرعة فائقة تاركة وراءها الحيرة والدهشة لدى سكان هذه المنطقة.""
وكلام شوابكه كلام بلا أدلة فلا وجود للأطباق الطائرة لعدم العثور على إحداها أو على ركاب أو وجود آثار تتخلف عنها
ثم تحدث عن ماهية المنزل على الملكين(ص) فقال :
" علم أم سحر؟
ما هي طبيعة العلم الذي أتى به الملكين هاروت وماروت؟
- علم ذو حدين
بما أن العلم الذي أتى به هاروت وماروت هو علم منزل من الله تبارك وتعالى فهو علم رباني أو علم ملائكي، خصوصاً أنه شمل الجن عموماً مؤمنهم وكافرهم، لقوله تعالى (وَمَا يُعَلِمَانِ مِنْ أَحَدٍ)، فقوله (مِنْ أَحَدٍ) ليس فيه تخصيص لشياطين الجن من دون المسلمين، وهذا ينفي الزعم الباطل بأنه سحر، فالجن الصالح لا يتعلم السحر لحرمته، وعلى هذا يحمل معنى الآية على تعليم الملكين للجن عمومًا، مؤمنهم وكافرهم، مما يدل على أن الجن المسلمين لهم نصيب من هذا العلم، مما يمنحهم القدرة على مواجهة سحرة الجن بهذا العلم، قال تعالى: (حَتَى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ)، فالدخول في الكفر لا يتحقق إلا بالخروج من الإيمان، أو بالإيغال في الكفر من بعد كفر، وعلى هذا يتحقق أن من يتعلمون هذا العلم ليس شرطا أنهم شياطين في الأصل، ولكن يدخل في تعلمه الجن المسلم أيضاً، لكن بطبيعة الحال ليس هذا العلم مما هو متاح لدى كل جني، إنما متاح لخاصتهم وأكابرهم، فلو أتيح هذا العلم لسفهاء الجن وعامتهم لصارت فوضى نتيجة سوء استخدامه، فمن البديهي وجود أن الشياطين يستخدمون علم الملكين هاروت وماروت في أفعال الشر والضرر، وهو علم شريف منيف يمكن استغلاله في الخير كما يمكن استغلاله في الشر، فحامل هذا العلم في وضع اختبار، فأدخلوا هذا العلم في السحر، ثم نسبوا علم السحر إلى الملكين الكريمين هاروت وماروت، فالعلة ليست في علمهما ولكن العلة فيمن يستخدم علمها في الشر لا في الخير، فأساءوا بذلك إلى العلم المنزل من الله على الملكين كما أساءوا إلى سليمان عليه السلام، وما هو إلا ابتلاء للجن واختبار لهم، فاستخدموه فيما يضر ولا ينفع، هذا لأن السحر ضرر محض لا نفع فيه، قال تعالى: (وَيَتَعَلَمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ)، وهذا فيه إشارة على أن شياطين الجن كانت تدلس على سحرة الإنس من اليهود، فتضع مع علوم السحر وفنونه بين ماهو من جملة علم هاروت وماروت، خاصة وأن بعض أنواع السحر تستخدم فيه بعض الأسماء الشريفة والآيات الكريمة من الكتب المنزلة، وبذلك يدلس عليهم ويحسبون أنهم على حق.
- علم السحر
أنزل الله هذين الملكين هاروت وماروت لتعليم الناس السحر ابتلاءً من الله وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلام وبين كلام السحرة. وأن الله تعالى إنما أنزلهما ليحصل بسبب إرشادهما الفرق بين الحق الذي جاء به سليمان وأتم له الله به ملكه، وبين الباطل الذي جاءت الكهنة به من السحر."
قطعا وصف السحر بالعلم الشريف هو خطأ فادح فالشر لا يوصف بكونه شىء خير وكلام القرآن يظهر حرص الرجلين على ألا يمارس أحد هذا العلم لأن مصير ممارسه هو النار
والسحر المذكور فى الآية هو ما يسمى بفن الوقيعة أى كيفية التفريق بين الناس وليس بسحر الحواس لقوله " فيتعلمون منه ما يفرقون به بين المرء وزوجه"
وأنهى الرجل مقاله ببيان وجهة نظر القدامى وهى أنهما من الملائكة فقال :
"تعقيب
يقول ابن كثير: " وذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء، وكان من أمرهما ما كان، وقد ورد في ذلك حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في مسنده وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة أن هذين سبق في علم الله لهما هذا، فيكون تخصيصاً لهما، فلا تعارض حينئذ، كما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق. مع أن شأن هاروت وماروت على ما ذكر أخف مما وقع من إبليس لعنه الله تعالى".
وقال ابن حجر الهيتمي في الزواجر: " ويجاب أن عصمة الملائكة ما داموا بوصف الملائكة، أما إذا انتقلوا إلى وصف الإنسان فلا وأما تعليمهما السحر، فإنه كان لغرض صحيح، وهو بيان حقيقة السحر للناس، وأنه من فعل الشياطين، وأنه كفر وحرام" وقال بعض أهل العلم: إنما نزلا لبيان اجتناب السحر لا لبيان فعله. والله أعلم"
وأما رأيه الشخصى فهو أن كل الحكايات التى ذكرها المقال مجرد ضلالات فالملائكة لن تفعل شىء بعد أن رأت مصير إبليس بنفسها وهو قوله :
"ملائكة الله لا يعصون اللهَ ما أمرهم ويفعلونَ ما يؤمرون، وبرأيي الشخصي أن كل القصص التي اتهمت الملائكة بالوقوع بالخطأ مجرد تضليل وتشويه لما جاء بالقرآن والسنة عن هذه القصة فالملائكة خلقت لطاعة الله وليس لمعصيته ونزولها للأرض يكون أمر من الله لتوصيل رساله أو مناصرة الأنبياء والرسل."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس