عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-04-2021, 07:52 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي

فليس من محبته (ص)الغلو فيه، ولا رفع فوق منزلته التي أنزله الله إياها، ليس من محبته الإشراك به مع الله، ليس من محبته أن يسأل في قبره ويستغاث به بعد موته، ليس من محبته أن تصرف له أنواع من العبادات، ليس من محبته أن تجعل له علوم الدنيا والآخرة وعلم اللوح المحفوظ وعلم الغيب، ليس من محبته هذا الغلو، ليس من محبته التوسل به بعد موته، وليس من محبته التمسح بقبره ولا بشباك القبر وحديد القبر وقفص القبر، ليس من محبته أن تقوم هذه الموالد البدعية بما فيها من الرقص والدف والطبول والقصائد المشتملة على الشركيات والغلو بالنبي (ص)، ليس من محبته أن يؤتى في هذه الموالد بالرقص والمنكرات، وأن تشبع البطون من الحلاوة والبقلاوة والأغنياء يتخمون بطونهم، والفقراء يخرجون من المولد بلا حمص، ليس هذا من محبته بشيء، ليس هذا من اتباع السنة في شيء، أين الدفاع عنه، أين الذب عن سنته، أين التمسك بهديه، أين قراءة الصحيحين والكتب الأخرى التي فيها الأحاديث ومعرفة معانيها، أين الإتباع أين ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) أين ((خذوا عني مناسككم)) أين التعامل بهديه مع الزوجات وهديه مع الأبناء والأحفاد وهديه مع الأقارب والأباعد والصغار والجيران والخدم والدواب، أين التعامل بهديه مع النساء ومع كبار السن، وهديه في التعامل مع ذوي العاهات، حتى الدواب والبهائم، أين هديه في التعامل مع الأعداء والمنافقين، أين هديه في التعامل مع الأغنياء والفقراء وأهل المصائب والمسلمين الجدد، والمتخاصمين وحتى الأعراب وذوي الطباع الصعبة، أين هديه في التعامل مع العصاة والمذنبين والشباب والسفراء والوفود وغير المسلمين، حتى هديه في التعامل (ص)مع الناس كافة
عرضي فدا عرض الحبيب محمد وفداه مهجة خافقي وجناني
وفداه كل صغيرنا و كبيرنا وفداه ما نظرت له العينان
وفداه ملك السابقين ومن مضوا وفداه ما سمعت به الأذنان
وفداه كل الحاضرين و ملكهم و فداه روح المغرم الولهان
وفداه ملك القادمين ومن أتوا أرواحنا تفديه كل أوان
صلى عليه الرب في عليائه إذ زانه بالصدق والإيمان"
وصل المنجد للمعنى الحق وهو أن حب النبى0ص) ليس سوى إتباع دين الله المنزل عليه ثم حدثنا عن سبب المصائب وهو موضوع مخالف للأول فقال التالى:

"عباد الله ترك النبي (ص)لنا أرثا عظيما، بلغنا الكتاب، وشرح الكتاب وهي السنة، وترك لنا هذين الثقلين والوحيين، وأوصانا بأهل بيت خيرا، أوصانا بعترته الشريفة، فنحب أقاربه وآله (ص) المسلمين مرتين، مرة لإسلامهم ومره لقرابتهم من النبي (ص)، وهذا دعاء المسلمين في العالم في كل صلاة له ولآله، يصلون عليه وعلى آله، ويسألون الله البركة عليه وعلى آله
المصائب سببها الذنوب وليست الطبيعة
وفيما علمنا يا عباد الله أن ما يصيبنا من المصائب إنما هو بسبب ذنوبنا، ولا زال المنافقون حتى هذه اللحظة وأهل الجهل والغباء يصرون على أن تعزى كل كارثة في الأرض ومصيبة إلى الطبيعة، الطبيعة فعلت والطبيعة وهبت والطبيعة أخذت والطبيعة منعت والطبيعة زلزلت، وهكذا فلا يذكر الله في كلامهم، والآيات التي نصت والأدلة على أن ما يصيب العباد من المصائب سببها ذنوبهم لا يعترفون بها، ويقولون هذا التيار الديني يقدم تفسيرا للأحداث تفسيرا دينيا يقوم على السذاجة، ماذا تسمي الآيات والأحاديث الواردة في ذلك، تسميها سذاجة، قال الله تعالى: {ما أصابك من سيئة فمن نفسك}
قال الله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} ما أصابكم هذا أسلوب عموم، {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}
ما هي المصائب؟ أوجاع أسقام قحط غلاء غرق صواعق زلازل كما قال أهل التفسير كالخازن رحمه الله
ثلاثة: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا} فما هو الفساد في البر والبحر؟ فساد الزروع والثمار، فساد الهواء والتلوث، نقص الثمرات القحط قلة البركة الزلازل الأوبئة الأنفلونزا بأنواعها، يا جماعة الآيات واضحة، {ظهر الفساد في البر والبحر بما} الباء للسببية يا من يعقل! {بما كسبت أيدي الناس}
قال الله تعالى: {فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا}

قال الله تعالى في كتابه العزيز: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} فتعم
وهكذا نرى حديث النبي (ص)((إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه))،قالت عائشة: وفيهم أهل طاعة الله عز وجل؟قال: ((نعم ثم يصيرون إلى رحمة الله تعالى)) وصححه الألباني في الصحيحة (3156)
الذي يمنع نزول العذاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهؤلاء أهل المنكرات يستعلنون بها اليوم تبرجا واختلاطا وسفورا وأنواع المحرمات التي يريدون نشرها، وكذلك الحرب على دين الله وحكمه والاستهزاء بأوليائه وأهل العلم والقضاء والشريعة، ولا يذرون شيئا ولا يريدون أمرا بالمعروف ولا نهيا عن منكر ولا حسبة، ثم نقول لهؤلاء، يقول ربنا {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} وأنتم تريدون أن لا يخاف الناس، وتقولون طبيعية لا أحد يفزع، لا داعي للفزع، طبيعية، فإذا زلزلت الأرض من تحت أقدامهم وقذفتهم فوهة بركان فما هي الطبيعية التي ستنفعهم حينئذ، الله -عز وجل- يخوف العباد ويستعتبهم، النبي (ص)يقول: ((إذا ظهر الزنا والربا في قرية، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله)) أخرجه الطبراني في الكبير وصححه الألباني في صحيح الجامع (679)
النبي (ص)يقول: ((إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)) ابن ماجه (4022) وضعفه الألباني، وحسنه العراقي والبوصيري وابن حجر
ويقول: ((لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين, وشدة المئونة, وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يمطروا)) ابن ماجه (4019) وصححه الألباني في صحيح الجامع, رقم: (7978) وجاء في النصوص القحط السنة أن تمطر ولا تنبت الأرض يريدون عزوها للظواهر الطبيعية ولا يريدون أن تربط بالنصوص الشرعية لا بالقرآن ولا بالسنة ولا بكلام العلماء

النبي (ص)يقول: ((أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا: الفتن والزلازل والقتل)) رواه أبو داود (4278) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة فذكر ونص على أنه من العذاب، ثم يقال بعد ذلك كل شيء طبيعي، لا تربطوها بالتفسيرات الدينية، وهكذا قال العلماء: الرزايا والمصائب في الدنيا هي مجازاة عن الذنوب وقال شيخ الإسلام: " فما أصابه من الحسنات هي نعم الله فتقتضي شكرا، و ما أصابه من المصائب فبذنوبه تقتضى تذكرا لذنوبه يوجب توبة و استغفارا" مجموع الفتاوى (16/ 187)
وقال ابن القيم: " فكل نقص وبلاء وشر في الدنيا والآخرة فسببه الذنوب ومخالفة أوامر الرب، فليس في العالم شر قط إلا الذنوب وموجباتها، وآثار الحسنات والسيئات في القلوب والأبدان والأموال: أمر مشهود في العالم لا ينكره ذو عقل سليم " مدارج السالكين (1/ 424)وقال: " عقوبات الدنيا العامة وبلاؤها من آثار غضبه, فإذا استمر غضبه استمر ذلك البلاء, فإذا رضي وزال غضبه, زال البلاء وخلفته الرحمة " شفاء العليل (1/ 263)
قال الله تعالى: {أصابك من سيئة فمن نفسك}
قال الله تعالى: {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون}
وقال: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}
هذا الكلام واضح جدا في الآيات والأحاديث، وبعد ذلك يصرون، الله -عز وجل- قال: {فلولا إذ جاءهم باسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم}
لا فائدة، ستستمر مقالات المنافقين ليصروا على أن القضية قضية طبيعية عادية لا تستحق أي التفات في القلب ولا تأثر ديني، ولا أن تنسب إلى شيء، فما الذي زلزل الأرض؟ احتباسات غازات، فمن الذي أمرها أن تحتبس؟ حركة الصفائح، فمن الذي أمر الصفائح أن تتحرك؟ الجاذبية، فمن الذي أمر الجاذبية أن تعمل؟ فمن الذي أمر الجاذبية أن تتحرك؟ المياه، والمياه أن تعمل؟ الرياح، والرياح أن تعمل؟ الفضاء، سننتهي إلى أين؟ ألا يوجد رب يأمر، ألا يوجد رب يخلق، أين قوله تعالى {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}

عباد الله المسلم صاحب قلب حي، والمنافق قلبه ميت، مهما فعلت لا يمكن إيقاظه إلا إن يشاء الله، والدين عزيز أيها الأخوة، الدين عزيز وينبغي أن يبقى الدين عزيزا، ولا نريد أن نهين الدين، ولا أن ننزل من قدر الدين، ولو أراد العالم ذلك لا يستطيعون، تبقى التصرفات هي التي تدنو والدين عاليا، وليس الدين قصيدة ينشدها مغني، أو أنه يعتز بذلك ثم تصرف الأموال إلى قنوات الفسق، ويقول: أغني نصف القصيدة لا كل القصيدة وتفعل وأين الريع وتذهب، الدين عزيز أعز من ذلك، والنزول إلى المستويات الهزلية فيه يضر صاحبه ولا يضر الدين شيئا، يبقى دين الله عزيزا، ويجب أن يصان الدين ويجب أن يتعامل مع الناس على أساس الدين ولو دغدغوا عواطفنا بتصريحاتهم، فما هو؟ ((أسلم تسلم))، هذا الذي يقال لكل من تكلم ((أسلم تسلم، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين))، كما قال (ص)لهرقل وكسرى، يعني رعايك وأتباعك فهذا هو الخطاب ((أسلم تسلم))، هذا الذي ينجي"
قطعا الكلام الثانى خروج على موضوع الكتاب أى المحاضرة وهو ليس سليم تماما فليس سبب كل شر فى دنيانا هو عقابنا على ذنوبنا لأن من الأضرار وهى الشر ما هو ابتلاء لنا كما قال تعالى " ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
والسؤال أى ذنب ارتكبه النبى(ص) والمؤمنون الأوائل حيث أجاعهم الله وأصابهم بالخوف ونقص الأنفس والأموال والثمرات فقال:
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
قطعا القوم تحملوا الأذى وهاجروا تاركين أموالهم وديارهم وكانت تلك الأضرار ابتلاءات من الله لهم ولا يمكن أن تكون عقابا على ذنوب ارتكبوها
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس