الموضوع: شعر سلاف
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-03-2001, 06:30 AM   #3
سلاف
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

...................-16-.........ما ظل
ما ظلّ في القلبِ من دمعٍ لأذرفَهُ…….ولستُ آسى على نفسي فأرثيها
أوردتُها جنة الأحبابِ ما وُعظتْ….…..لحفظِ خطّ رجوعٍ من مآسيها
يا أيها القلبُ كمْ أرهقتني ألماً……في كل خبطة (حبٍّ/زفتٍ) قدتني لِيْها
قلبٌ كبيرٌ !! قُتِلْتَ اليومَ مسخرةً…….لا كنتَ يا قلبُ للأحزانِ تقفوها
كم تحسب الجد قولاً في مجاملةٍ ........…….تظن تركيبة الألفاظ تعنيها
طفلا تظل لديك الأمر مختلطٌ…….......…إنّ السجالَ يرادُ اليومَ ترفيها
متى ستعرفُ أنْ للحُلْم منطقه ........……….وللوقائع والأشيا مراميها
إني ابتسمتُ وهذا إثمُ من عشقوا……….كفارة الإثم نارٌ شبَّ حاميها
حيثُ ائتمنتُ على قلبي معذِّبَهُ……..……يا لَلْغباءِ فحاميها حراميها
هل المحبّةُ كالرقطاءِ قاتلةٌ….……..……بملمسٍ ناعمٍ كالرّقطِ يخفيها
لا بلْ يزيّنها وشياً وزخرفةً…………كالنارِ حُفّتْ بشهواتٍ تُشَهّيها
هذي الرسائلُ معْ قلبي غدتْ لهباً………كما رسائلُ قلبي سوفَ أُلغيها
كم انتظرت حروفاً كنتُ أحسبها.….يالصدقِ تنطقُ، إنّي لستُ أهجوها
كانت حياتي وما زالت وإنّ لها..…..…في النفس أعلى مقامٍ من معاليها
لكنّهـا الآنَ معْ ما قدْ مضى وُضِعتْ…….كأنني حاسبُ الآلامِ أُحصيها
ظننت ميناءَها ما الحلم صوّره……..…..وقلتُ فيه سفيني سوفَ أرسيها
فإذْ بـه كسواهُ قُلَّبٌ وبـه……………من الأعاصير والأنواء عاتيها
تبّاً لحبٍّ إذا أحبابُنا ارتحلوا………….……..ولمْ يبالوا بآلامٍ أُعانيها
أمحو بمُنْهلِّ دمعي دربَ روضِكِمُ…………إذْ لم يعدْ شادياً حبٌّ لنا فيها
حتى العناوينُ عندي سوفَ أُغلقها....……..كيْما أكون بيأسٍ من مآتيها
أتوبُ للهِ من فرْحٍ هممتُ بهِ..…………هو الكبيرةُ ربُّ العرشِ يمحوها
ما ظلّ من دمعةٍ فاليومَ أسكبُهُ.…………إنّ الدموعَ قد اعتادتْ مجاريها
أرخصت نفسك للأحبابِ فارتُخِصتْ.....……كأنما حسبوه من معانيها
وبي مثالبُ شتّى الحبُّ أولُها.………….لكنّ نفسيَ عن رُخْصٍ أزكيها
والله إن جزعت نفسي فما حقدتْ..…….تبقون ريحانَ روحي في منافيها
خير لنفسي إن أحبابُها كَرُموا.……….….بطعنة منهم تلقَ الردى فيها
ليست قوافِيَ بالأوزانِ أغزلُها.…..…….بل أنّةُ الروح يجتاز الردى فيها
هيهاتَ يُرْتَقُ ما أيديكمُ فتقتْ……….…..لله حكمتُهُ فينا ويمضيهـا
تبقون في الروح لو من شعر ودكم..…..…بيت تبقى فتحييه ويـحييها
هذي جراح الهوى بالشعر نازفة................والماءُ يمنع حاجاتٍ فأكنيها
يا حسرةً لمعيزٍ جدّها هزلٌ.................والذئبُ حارسها والذئبُ راعيها
يبقى جمالٌ ومجدي مثل إسمهما.……….ومن أغاني الهوى أحلى مثانيها

___________________________________
...............-17- ..............أنتِ
أحبَّها وأحبته، ولم يكن يقرض الشعر، فعلمته أن يقرضه بما بعثت فيه من عواطف، وبما كانت تقوله من كلام عادي مفعم بمعاني الشعر، وكانت تحب الشعر الحر، وكان يؤثر الشعر.ثم كانَ خلافٌ فهجرتُهُ. فقال هذه المنظومة على شكل حوار، حافظ فيه على ما قالته من معان وتراوحت القصيدة بين الشعر الحر والشعر، مع غلبة الحر على كلامها، والشعر على كلامه.
قالها مستعطفاً، مذكِّرا بما حلما به، مرددا ما قالاهُ، لعلّها تعطفُ وتعود
ولا تخلو القصيدة من أخطاء
هو: …أنت وذكركِ إفتتانْ ---أنتِ ويغمرنـي الحنانْ
……أنت وتـمتد الرؤى---أنت وينطلق العـنانْ
……وأنا بنفس مكانـنا---وكـأنه نفسُ الـزمانْ
……هذي يداك تضمني---وتذيقني معنىالأمــانْ
……عينــاكِ شاخصتــانِ في عينيَّ رتْلاً من معانْ
هو وهي:….هذا لِمنْ ؟-----هو للحبيبْ
………..وهذه؟ -------أيضاً لــهُ
…………والذكريــاتُ لـــــهُ
………....والعهْدُ كلُّ العهدِ أيضاً يا حبيبْ
….………فليسَ ينالُهُ أبداً غريــــبْ
………….والخلْقُ كلُّهمو غريــــبْ
…………..إلاكَ أنتَ،
…………فأنت يا عمُـري الحبيــبْ
هوَ:…..مهلاً فموسيقى كلامِكِ خيرُ شعرِ
……..ونشرُ الطّيبِ طيبِكِ خيرُ عِــطْرِ
……..وإسمُكِ في فمي نغمٌ -------أردِّدهُ مع الفجـــرِ
……..فانتِ الحبُّ والإخلا------صُ لستُ أخافُ من غدْرِ
……..رعيتِ العهدَ من قِدَمٍ------وضحَّيـتِ أنـا أدري
هي:………..أفديكَ يا عمُري بروحي والحياةْ
…………...لكَ أنتَ كـلُّ التضحيــاتْ
……………فأنا رسمتكَ من زمـانْ
……………في القلبِ رمزاُ للحنانْ
……………وعرفتُ منذُ سنينَ أنَّ لقاءَنا لا بُدَّ آتْ
هو:……ماذا أَأَحْلُمُ أم يخالطني الجنونْ
………هذا مكانُكِ لستِ فيـهِ فَأينَ يا قمري تكونْ
……...وهُرِعْتُ للبابِ الـذي روَّيْتُهُ دمعي الـهَتونْ
………وقرعتُ مرّاتٍ فما صوتٌ يُجيبُ سوى الرّنينْ
………أتركتِني وقسوتِ ثانيةً
……………………..عودي بربّكِ واحْضُنينْ
هي: بجسمي نأيتُ ---- وروحي معكْ
…………فلا تبْـتَـئِـسْ يا حبيبي
…………فسوفَ أعودُ قُبَيْلَ المغيبِ
…………وسوفَ أعودُ بكلّ الطّيوبِ
…………وكلِّيَ عزْمٌ --- وكُلِّي مضاءْ
…………بأني سأحيى ---- حياتي معَكْ
هو:……إذنْ سوفَ أهذي وسوفَ أُجَنُّ --- أُغنّي بحبِّكِ حتى الخبلْ
………وسوفَ أَضُمُّ ثــنايا الفراشِ --- وأُوسِعُ حتى التكايا قُبَلْ
………وألثُمُ أرضاً عليـها مشيْتِ ---- وأَرعى بقلبي بُذورَ الأملْ
………وعهداً سنمشي الدروبَ التي --- مشينا خيالاً بأَغلى الجبَلْ
………وعهْداً سأَفـعَلُ ما تشتهـينَ ---ولوْ كانَ ما تشتهينَ الأَجَلْ
هي:……….لوْ لمْ تكُنُ أنتَ لكنتُ اخترعتُكْ
………….لإوْدِعَكَ المنى والأَملْ
………….وأسمعَ منكَ كلامَ الغَزَلْ
…………وأهديكَ أحلى كلامِ الشفاهِ
…………وأحلى كلامِ الشِّفاهِ القُبَلْ
…………فكيفَ وأنتَ الحقيقهْ
…………وأنّي وجدْتُكْ.
ولا زالَ -بعد سنين- يأملُ أن تقرأَ هذه المنظومة فتذْكُرَ فترقَّ فتعود.

______________________________________
...................-18-.............تكور الشمس
أعَلِمتَ كيفَ تَكَوُّرُ الشمسِ
…….…….فكذاك يخبو النورُ في نفسي
ما أشتكي قلبي فقد سكنت
…….…....…فيه الكآبة من لَدُنْ أمسِ
همّي همُ الموتى فعندهمُ
………….سيان جهرُ الصوتِ والهمسِ
يا ويلَها من أمّةٍ إرَباً
……….…...قد قُطّعت للرومِ والفرْسِ
أكفانُنا هذي ملونةٌ
……………..من أحمرٍ قانٍ إلى ورْسِ
ولكلّ ما كفنٍ مهرِّجُهُ
………..…..بالتاج أو بالأنجم الخمسِ
قد جهّزوا السكينَ فاضطجعي
…….………أغنامُ ما بالذبحِ من بأسِ
لا تذكري عكّا ولا سَمَخاً
……….....يسري عليها ما على القُدْسِ
ثيرانُنا عاشت مثوّرةً
………………ممنوعةً ابداً من الرّفسِ
عند اغتصابك قال قائلهم
…………..هيّا ارقصوا في حفلة العُرْسِ
------------------------
يا موطني ما لي سوى ألمٍ
………………أجترّه فيزيدُ في تعْسي
قد صرتَ شبراً هكذا ذكروا
…………..في المنتدى والبيت والدرسِ

____________________________________
..................-19-.............يا أيكةً
يا أيكةً ظلّلت قلبي بِـوارفهــا
………..وللتليـد مضى أومـت بطارفها
أتيتها وهجير الصيفِ يلفحنــي
………..فأخْضلَتني ندى ريّا مشارفــها
ألجمتُ قلبي لا حلْمٌ ولا فـرحٌ
………..وقد أرحتُ عيوني مـن مذارفها
حتى طبى قلبي المسكينَ خُلَّبُهـا
…………فأقصت النفس شيئا من مخاوفها
ما كدتُ أرفلُ في مزدان عالـمها
………..وأجتني الشعر شهدا من مراشفها
حتى انطوت فجأةً من دونما سببٍ
………..وانقضَّ كلّ شجاعٍ من مزاحفها
وغاضَ ماءُ فراتٍ كدتُ أنـهلُهُ
……….وأبدلت برياضٍ من تنائـــفها
وغادر البلبل الصداحُ ساحتهـا
………..وأُترعت بنعيبٍ من غُدائــفها
هل كان نسجَ خيالٍ ما تعمدني
……….من التولّه حقا في عواطـــفها
مجدي أجب هل تُسرّ اليومَ من ألمي
…………أكفف بربك نفسا عن جنائفها
وعد تظلّلْ بطِيب القلبِ منك أخا
………..بل زمرةً صرت منها في مشاغفها
عودا إلينا، شديدُ اللوم أحذفــه
………..وبعض أبيات شعرٍ فـي مزالفها
إلا تعدْ فجراحي جمّةٌ وبها
…………… للطاعنينَ مجالٌ في صحائفها

_________________________________
...................-20- .........ابن زيدون
جاء في ديوان ابن زيدون: " ذكر المقري هذه الأبيات في ترجمة بني عباد، وقال إن ابن زيدون كتبها إلى المعتمد يشوقه إلى تعاطي الحُمَيّا في قصوره البديعة التي منه المبارك والثريا.
فز بالنجاح وأحرز الإقبالا
…………….وحُزِ الـمُنى وتنجّز الآمالا
ولْيهنِكَ التأييدُ والظفر اللذا
……………صدقاكَ في السّمة العليّة فالا
يا أيها الملك الذي لولاه لم
……………تجد العقول الناشداتُ كمالا
أما (الثريّا) فالثريّا نصْبةً
…….………وإفادةً وإنافةً وجمـــالا
قد شاقها الإغبابُ حتى انّها
……………لو تستطيع سرت إليك خيالا
رفّه ورودَكَها لتنعمَ راحةً
……….……وأطِلْ مزارَكَها لتنعمَ بـالا
وتمثّلِ القصرَ (المباركَ) وجْـنَةً
…….……….قد وُسّطت فيه الثّريّا خالا
وأدِرْ هناكَ من المُدامِ أَتـمّها
………..…….أرَجاً زكا وأَشَفَّها جِرْيالا
قصرٌ يُقرّ العينَ منه مصْنعٌ
…………..بَهِجُ الجوانبِ لو مشى لاختالا
لا زلتَ تفترشُ السرورَ حدائقاً
…………..….فيهِ وتلتحفُ النعيمَ ظِلالا
------------------
اليوم أقول:
يا إبنَ زيدونٍ مدحتَ عُضالا
………..…..أقبضت في هذا الضلالِ المالا ؟
أوما كفاكَ الشعرُ في ولّادةٍ
…………..…..فذهبتَ فيه تُزَيِّنُ الأوحالا
أَغَفِلْتَ عما لا محالةَ واقعٌ
…………….بالقومِ إن سدروا كذا ضُلّالا
لاذوا بشربٍ في النعيمِ وخصمُهم
………..…..يبري النّبالَ ويحشد الأرتالا
فكأَنّـما الفتحُ المبينُ خُرافةٌ
………………إذْ بالمعاصي والتّرَفُّهِ دالا
وكأنّ بضعاً من قرونٍ مزحةٌ
……….…أو ضغْثُ حلْمِ معربدينَ وزالا
وكأن طارقَ لم يكبِّرْ مرَّةً
………..….أو قالَ في تلكَ البلادِ مقالا
أوَهكذا الشهداءُ حالُ دمائهم
……………حالت لدى أحفادهمْ أبوالا؟
أشقيتمونا فوقَ شِقْوةِ عصرنا
…...………..بالذّلّ جمّعنا بكم سربالا
أشقيتمونا بالبلادِ سليبةً
……………إنّا سَنُشقي بعدنا الأجيالا
منذ اختلفتم واختلفنا بيننا
………صال الصليبُ على الهلالِ وجالا
حتى القرودُ عدت على آسادنا
……….……عجباً لقردٍ يمتطي رئبالا
من لم يُمَسِّكْ بالكتابِ ونهجهِ
……………ألِفت يداهُ لذُلِّه الأغلالا
واستوْثرتْ حُمُرُ الطوائفِ ظهرهُ
……...……..من كلّ فدْمٍ قوّلوهُ فقالا
ورأى الخنازِرَ أولياءَ أُمورهِ
………….…..ويراهمُ أهلاً لهُ وعيالا
مشقَ الحسامَ على ذويه مزمجراً
………….ولخصمهم يستعذب الخلخالا
ويرى التوحّدَ معْ أخيه محرّما
………...…ويرى ولاء الكافرين حلالا
ويرى التثاقلَ والخنوعَ معزّةً
…………...ويرى الجهادَ مهانةً وضلالا
يحميه آلافُ [الرجالِ!] ولمْ تزلْ
…..………….همّاً على أوطانها ووبالا
أيرى ابنُ زيدونَ الثريا تُحْفَةً؟
…….………..فهُنا المجرّاتُ العُلى تتلالا
كم عالمٍ أفتى الضلالَ وشاعرٍ
….………في مدحهم قد زَجّلَ الأزجالا
يا أُمّةً هانت وصارت أرضُها
………………وسماؤها للكافرينَ مجالا
لم يكفها قتلُ الخلافةِ إنـما
…………..خلعت لأجل القاتلِ السروالا
عودي إلى النهج القويمِ وفكره
……..……من دونه يبقى النهوضُ مُحالا
لا عزَّ إلا بعد بعثِ قتيلةٍ
….…………تمحو الحدودَ وترفع الأغلالا
----------------
غدا:
: " وإن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولّوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم، وإن كثيرا من الناس لفاسقون، أفحكم الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكما لقومٍ يوقنون." صدق الله العظيم.


________________________________
....................-21-................البردوني
مِمُزا تذكرنـي بـما --- قد تمَّ من سطوٍ وغارهْ
من كان مخلبُهــا حديـــدا والحريرُ له دثارَهْ
دخلت على عُمري فجاءَتُهـا ومـا ثـمَّ استشارهْ
من لـمسةٍ منهـا تعــرّى القلْبُ لم يملكْ خيارَهْ
ضحى بصيرَتَه لـها --- طوعاً كما ضحى وقارَهْ
بمجرد الإيـماءِ سلَّــــــمَ مثلَ ثُوّارٍ قرارَهْ
يهتزُّ عبدا صاغِراً : مـولايَ مُرْنـي بــالإشارَهْ
بشرارةٍ من ومضةِ الشـــفتين كم أورَتْ أُوارَهْ
ألِفَ الـمُقامَ من الصبابة والـهوى ألـغى حذارَهْ
كم بالقيودِ أدلّ يـحــسبُ أنَّ من ذهبٍ سوارَهْ
بينَ اليدينِ مُهَدْهداً --- أرأيتَ لؤلؤةَ الــمحارهْ
طابت ليالي الحُبِّ فاقَ النورُ في ليــلٍ نـَهـارَهْ
ثمَّ استفقتُ فلم أجد قـلبي ولا من شــبَّ نارَهْ
فكأنّـما قطٌّ تـملَّكَ عنْوةً فـي الصيد فــارَهْ
فـإذا أتيتَ مكانهُ --- ألفيتَ كهفاً أو مـغارَهْ
ما عاد دارَ إقـامةٍ ---- إلا بـــعقدٍ للإجارهْ
ووجدتَ صورتـها تُزيِّـنُ فيـه مُـكرمَةً جدارَهْ
من حولـها بعـض الـخلايا منه تنبضُ مستثارَه
من نبضها يأتـي القريضُ مضـمخاً بدم الإغارَهْ
حسبُ الـخلايا الباقياتِ يـكُنَّ من رسمٍ إطارهْ
يا ليتَ لي قلباً ســواهُ إذنْ لـكنتُ طلبتُ ثارَهْ
وعشقتُ غيرَ حبيبـــتي لتذوقَ آلامَ الـمرارهْ
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
أرأيتَ كيفَ تُلاطِمُ الأمــواجُ مـنْ يـمٍّ قرارهْ
ورأيت كيف الغابةُ الــــخضراءُ تشعلها شرارَه
ورأيتَ بركانا يكـــــاد الثلجُ يسلبُه الحرارهُ
ورأيتَ من تقتادُه الأيـــــامُ إذ سلبتْ خيارَهْ
رسـمت له فـي ما تشـابك من متاهاتٍ مسارهْ
فتراه يبكي ثـمَّ يضحكُ من ذهـولٍ فيـه تـارَهْ
أتراهُ منتظراً يظـلُّ ؟ إلـى متى يـحيى انتـظارَهْ ؟
وإلـى متى ومَضاتُ بســـمتها له تبقى مزارَهْ ؟
أتـراهُ يهذي إذ يرى كـلَّ الـحروفِ لها إشارَهْ ؟
ويرى بنقطةِ نونـها ---- كـوناً مليئاً بالإثارَهْ ؟


___________________________________
................-22-.............رشيد الخوري
الشاعر القروي رشيد سليم الخوري من الشعراء المشهورين المخلصين لأمتهم المفتخرين بكتابها الكريم، وله نثر يمس القلوب يصف حال الأمة في عهد الاحتلال المباشر (لنتأمل هل تغير الحال؟؟؟) ، أورده فيما فيما يلي، ثم أنظمه شعرا.
من كتاب الشاعر القروي تأليف حيدر توفيق بيضون نقلا عن ديوانه (ص232):
"لقد بلغنا من إنكار النفس والتطوّع بخدمة الغرباء مبلغا جاوز بنا فضيلة الكرم إلى سباخ التمرّغ والذّلّ والدّناءة . إننا أسلس المطايا قيادا والينها شكيمةً وأحناها ظهرا وأنعمها مركبا. بل نحن صيد شهي سائغ ليس أقرب منه منالا، ولا أسهل منه مأخذا، فبدلا من أن يتكلّف القنّاصون مشقة نصب الفخاخ لنا أو مطاردتنا ووهقنا، باتوا وجهادهم محصور في كيف يتقون تهافتنا عليهن ، ووقوعنا على اقدامهم ، كما يدفع الرجل كلبه عنه، حذرا منه على لباسه لفرط ما يرى من تحببه إليه، وتوثّبه عليه."
لله ما ضرب الرشيد مثالا
...........عن حال أمته فأبدع قالا
إنا تجاوزنا المكارم للخنا
...........متمرّغينَ بعشقنا الأوحالا
أوما ترى فينا الدناءةَ نشوةً
............بالممتطين ظهورَنا إذلالا
إنا لأنعمُ من حصانٍ مركباً
..........فسروجنا قد كلّفتنا المالا
قد صارَ أسلسَ من حمارٍ سيرُنا
.......ما إنْ عُرفنا بالـ(حِران) خلالا
أمّا الشكيمة ما عرفنا كُنْهها
............إذ لا لجامَ لنا ولا أغلالا
صيدٌ شهِيٌّ نحنُ يُعْيي صائداً
.............إقبالُنا متهافتين ضلالا
إن يدفع الصيّادُ كلباً إننا
..............فوق الكلابِ محبّةً ودلالا
وتوثّباً فاللعقُ أضحى طبعنا
..........أنفاً وإن لم نستطع فنعالا
-------------------------------
هل ظلّ قردٌ ليس ينزو فوقنا
............أو ظلّ كلبٌ فوقنا ما بالا
أبناءُ خنـزيرٍ غدوا أعمامنا
...........وعلوجُ رومٍ قد غدوا أخوالا
من قد تولّاهم بنصٍّ قد غدا
............منهم فإنّ المرءَ ممن والى
ثوارنا صاروا جواسيسا لهم
.............ومثقّقونا – ويْلهم- ضُلّالا
هذا يساريٌّ يوالي أمْرِكا
..............وغُثاءُ قوميين أتعسُ حالا
أوطان من تخذ المواطن مرجعا
............عادت كما بدرٌ يعود هلالا
الشبر مقياسٌ لما يُعطى لهم
..........والميلُ للتفريطِ صار مكالا
كوهينُ قائدُهم إلى إفكٍ له
............سفك الدّماء ورتّل الأرْتالا
دفعته أصنام الضلال لموقعٍ
............برميلِ زبلٍ صال فيه وجالا
والويلُ كلّ الويلِ من قومٍ لهم
...........قصرٌ لما أوحى الإله تعالى
أفلا ترى التطبيع صار جريمةً
...........والصلحُ مغفوراً وليس يُنالا
أفٍّ لمن تَخِذَ الكتاب تجارةً
............يُفتي به إثماً بدا وضلالا
القدسُ ليست فوق عكا منْزِلاً
...........يا رافعين بعودكم أذيالا
وترى ملايين العبيد رؤوسَها
...........قد أُلبِست عقُلاً تقول رجالا
لو أنّ مقياس الأمورِ المحتَوى
..........دُعِيَ العقالُ به إذن سروالا
في كلّ ركنٍ من بلادي دولةٌ
..........وحدودها تُعلى أذىً ووبالا
لا بدّ من تأشيرةٍ لعبورها
...........ولجيشِ أمريكا تُداسُ حلالا
الله وحّدنا برايةِ أحمدٍ
...........لكنَّ سيْكيساً وبيكو قالا:
"أصنامكم هذي نعيد إليكمُ
.........لعروشها تُضحي الحدود مجالا"
يا أمّةً أخْنت لواقعها الذي
..........يفري القلوبَ ويقْطع الأوصالا
من كان ينتظر الخلاصَ بقمّةٍ
......................إني لمنتظرٌ هنا الزلْزالا
في محكم التنْزيلِ ذكرُكِ أُمّتي
..............من دونه لا تصلحين نعالا
من قال في غير الخلافة منقذٌ
.........للدينِ والدّنيا أقول : "مُحالا"
_________________________________
......................-23-...............هبلة
قصة من الواقع حكاها لي صديق.
سألت : أتؤمن بالقضاءِ وبالقدر؟
…………فأجبت طبعا، إنما ماذا الخبرْ؟
قالت تذكرت الذي قد كان من
................نبإٍ مضى ولكل أمرٍ مستقرْ
أنسيت دفترك الذي قد ضاع منـْ (م)
...............ـكَ ولم يكن للخط فيه من أثرْ
فلقطته ووجدت فيه وُريقةً
..............طُويت وفيها نحو أبيات عشرْ
وتلوتُها فسرى بقلبي سحرُها
..............عند الأصيلِ وفي سويعات السحرْ
وهممت أن ألقاكَ لولا أنني
...............قد عاقني عنك التردد والخفر
فلقد تقول البنت هذي ((هبْلَةٌ))
.............أو أنها تهذي بما لا يغتفرْ
-:هل أنت من عثرت على أبياتها
.............وتلوتِها؟ كم ذا خشيتُ من الخطرْ
أولم تري ألِفاً تصدّرُها كما
..............ألسينُ تتلوها وميمٌ في الأثرْ
قالت : فيا ويلي إذن من غفلتي
.............من ربعِ قرنٍ لفّني قِصر النّظر
-: إنسِ الوريقةَ ذاكَ إبنُكِ قادمٌ
..............يا ويح فلبٍ فيه حبّكِ قد وقرْ
عافَ الحِسانَ فما سواكِ حلا لَهُ
.............إلْفاً وها هو لم يزلْ من دون ذَرْ
أوَبَعْدَ هذا تسألين مولّهاً
.............إن كان يؤمن بالقضاءِ وبالقدِرْ؟
____________________________
....................-24-............كأني بالظما

أكلما قلتُ هذي غيمة المطر
.............حالت سراباً كأنّي بالظّما قدري
وأعقبتها سموم البين حاقنةً
..............في الجلد والقلبِ أصنافا من الأبرِ
فها هُنا وطنٌ عنوانه رحلوا
.................وها هنا خيمةٌ عنوانُها وصلوا
بالله لا تصِلِيني يا مُؤَرِّقَتي
..............مَوْتي بهجرِكِ أحنى من لظى سقرِ
هذا الذي شبّ من شعبٍ غدا ثَمِلاً
...................بالذلّ ينشده لحناً على وترِ
ترى سفارةَ إسرائيلَ خافقةً
...............أعلامُها فوق أرضِ العُرْبِ من مُضَرِ
كأنّما طمسَ الأَبصارَ خالقُها
................فليس فيها ولو شيءٌ من الشّزَرِ
أكلّما همَ مزروعٌ بثورته
.................قاد الجماهير بالتهريج كالبقرِ
ألا ترى ثورةً كوهين قائدها
.................شعارُها كان من بحرٍ إلى نَهَرِ
وبعد نهرِ دماء الشعبِ قيلَ لهُ
..................صارت مقاييسُها للأرضِ بالشّبِرِ
وبعد حيفا ويافا قالَ قائلهم
..................لا لم نفرّطْ بشيءٍ عندَ مؤتَمَرِ
نعلَ الحذاءِ الذي شارونُ يلبسُهُ
.................يحميه من عثراتِ الدربِ والخطرِ
ضجّت معاجمُ حرف الضادِ ما وسعتْ
..............وقاحةً عندكم فاقت مدى النظرِ
فيا جواسيس إسرائيلَ ويلكمُ
..................أبيعُ حيفا ويافا غاية الظّفرِ
(وما البديلُ لنا؟) أضحى شعارُكمُ
.............موتانِ: سحلٌ لكم أو مونُ منتحرِ
- - - - -
يفتي بأنّ من التطبيعِ موبقةً
.............من ذنبُ صلحٍ لديهم جِدّ مغتَفَرِ
هم العدوّ وإن طالت زوائدهم
................خَلْقاً وزيّـا فكلّ الأمرِ بالدّلَرِ
- - - - -
يا أمّةً لطّخ الحكّامُ سمعتها
.........ألستِ تصحين ؟ أنت اليوم في خطرِ
هذي الحدود التي سَيْكيسُ أنشاها
..............أقفالُ تجزئةٍ يا أمّةُ انفجري
كوني براكين باسم الله هادرةً
...........جُبّي الطواغيت لا تبقي ولا تذري
كم مرّغوك وباسم الله كم فجروا
..............يفتي فجورهمُ شيخٌ من الغَفَرِ
أستغفر الفكرَ ما تحتاجًُ أمّتنا
...............سوء مئينَ لهم وعيٌ ذوي فِكَرِ
إن الحماسةَ بل والدينَ ما فَتِئا
.............بدونِ فكرٍ مطيا كلِّ مؤْتَمِرِ
هي الخلافةُ أصلٌ من عقيدتنا
...............حبلٌ من الله يهدينا إلى الظّفَرِ
______________________________
....................-25-.............الهم والألم
توهم أنها اعتذرت له فقال
كلا ومن ألهم الأفهامَ والحِكَما
.............وصاغَ إسمكِ عنوانا لها وفما
ما ازددتُ إلا بما كرّرتِ من هبلٍ
.............وجداً أقضّ فؤادا منكِ منْكلما
أثرتِ من لاعجي ما الله يعلمه
.............وليس يبلغ إلا الطرس والقلما
يؤزّ قلبيَ ما يلقاه من ألَمٍ
..............والنارُ فيه فما ينفكّ مضطرما
ما ذا على الشمس ينبوعِ الحياةِ إذا
.........من بعضِ إشعاعها عمري أنا اصطُلما
منحتني في مدى عامينِ قاتلتي
.............من السعادة ما لا يُبْتغى حُلُما
فما تصرّفتِ بعد اليومٍ لستُ أرى
.............عليكِ لوماً فكفّي عنك ذا النّدما
فالقلْبُ سنّتُه من بعد فرحتِه
............ألا يعانيَ إلا (( الهمّ والألَما))
من بعد فرحته لو جئتِ واصلَةً
..............لقال من خوفه (( الآتيانِ هُما ))

__________________________
سلاف غير متصل   الرد مع إقتباس