عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-11-2010, 01:22 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

لا تزال توابع الفضيحة التي كشف عنها واقعة انتحال شخص اسم قيادي كبير في حركة "طالبان" ودخل في مفاوضات وهمية مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ومسئولين أمريكيين وبريطانيين تخيم بظلالها، بعد أن تسبب هذا الأمر في إحراج شديد للمخابرات البريطانية التي سقطت في الفخ وقامت بنقل الرجل إلى قصر الرئاسة في كابول، وسلمته أموالاً لتحفيزه على التفاوض.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية السبت، أن جهاز الاستخبارات البريطانية "أم آي 6" يواجه تحقيقاً برلمانيًا في سلسلة أخطاء قادتها إلى الاعتقاد بأن حارس متجر باكستاني هو مفاوض كبير في حركة "طالبان".
وأوضحت أن جهاز "أم آي 6" اعتقل خطأ الحارس ظنًا بأنه الزعيم في "طالبان" الملا أختر محمد منصور، ودفع له عشرات الآلاف من الدولارات وطار به إلى كابول لإجراء محادثات مع الرئيس كرزاي.
وقال السير مالكولم ريفكايند رئيس لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني إن الخدمات الأمنية أعدت تقريرًا في المسألة، وأضاف: "ستبدي اللجنة اهتمامًا كبيرًا في التقرير وتأمل أن تفهم بشكل كامل حيثيات الأمر".
وسعت الولايات المتحدة هذا الأسبوع إلى إلقاء اللوم على البريطانيين. ونشرت صحف أمريكية أن وكالة الاستخبارات المركزية أبدت منذ البداية شكوكها في أن الشخص الذي اختارته الاستخبارات البريطانية هو فعلاً الملا منصور، باعتبار أن مقاييس الشخص المختار مختلفة عن المقاييس المخزنة في بيانات (سي آي إيه).
من جانبه، قال ناطق باسم الرئيس كرزاي، إن المسئولين الأفغان اكتشفوا زيف الرجل بسرعة، مؤكدين أن "هذا يظهر أن مسار المصالحة يجب أن يكون بقيادة أفغانيًا وأن يكون أفغانيًا بالكامل".
لكن صحيفة "الجارديان" ذكرت أن المحادثات مع الزعيم الطالباني المزيف بدأتها الحكومة الأفغانية، ووافق عليها القائد السابق لقوات حلف الأطلسي "الناتو" والقوات الأمريكية في أفغانستان ستانلي ماكريستال.
وهذا يناقض ما أعلنته الرئاسة الأفغانية التي رمت باللائمة كاملة على الحكومة البريطانية، وبدعم على ما يبدو من المسئولين الأمريكيين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر، إن الرجل الذي ادعى أنه الملا منصور جرى تقديمه من قبل مقاتل كبير في قندهار إلى وزير الداخلية الأفغاني حينها حنيف أتمار. والمقاتل الطالباني الكبير هذا هو محمد أمين الله، المقرب من زعيم "طالبان" الملا عمر، وسبق أن قاد معارك شرسة في زهاري وبنجواي في إقليم قندهار.
ويعتبر هذا الرجل مؤثرًا في المنطقة إلى حد اعتباره "الحاكم الظل لقندهار"، وإن كان لا يشغل هذا المنصب رسميًا. وعندما اعتقل في عملية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في يناير الماضي، اشتكت الحكومة الأفغانية من أنه وسيط اتمار مع "طالبان"، ودعت إلى إطلاق سراحه.
وعرض أمين الله مقابل ذلك فتح قنوات اتصال مع منصور، ووافق ماكريستال على الاقتراح، لاسيما أنه كان مؤيدًا لجهود المصالحة. وطلب القائد الأمريكي من جهاز "أم أي 6" البريطاني تطوير الاتصالات بدلاً من أن يطلب ذلك من "سي آي ايه" التي لم تحصل على ضوء أخضر من البيت الأبيض للخوض في مفاوضات مباشرة مع "طالبان".
في المقابل، قال الأميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي إن السلطات الأمريكية كانت تشك منذ فترة طويلة في هذا الشخص الذي انتحل صفة زعيم في "طالبان".
وأضاف في مقابلة في شبكة (سي.ان.ان) الإخبارية من المقرر أن تبث الأحد "كانت هناك شكوك مبدئية مبكرة جدا. وقد تطلب التحقق مما إذا كان هو أو لم يكن هو بعض الوقت. وفي حقيقة الأمر ثبت أنه لم يكن الشخص الذي كان يزعم أنه هو."
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت يوم الثلاثاء الماضي أن رجلا كانت قد وصفته بأنه "زعيم بحركة طالبان" وقالت إنه شارك في محادثات سلام سرية لم يكن في واقع الأمر إلا شخص محتال، وأفادت أنه التقى الرئيس الأفغاني وحصل على "كثير من المال".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن هذا الشخص الذي عرف بأنه الرجل الثاني في "طالبان" الملا اختر محمد منصور لم يكن في الأغلب سوى صاحب متجر في كويتا المدينة الباكستانية التي فرت إليها قيادة "طالبان" بعد أن أطيح بها نهاية عام 2001.
وأكد المسئول بالقصر - الذي طلب عدم الكشف عن هويته - عقد الاجتماع واصفا ذلك بأنه "حالة فريدة" لكنه قال إن من الواضح إنه ليس منصور. وقال أن المسئولين الأفغان يفترضون إنه مرسل من جهاز المخابرات الباكستاني القوي. وأضاف "لسنا متأكدين من هوية هذا الرجل ومن دوافعه بالضبط".
وتابع "الافتراض الأقوى هو أنه كان تابعا للمخابرات الباكستانية وأرسل إلى كابول لاستطلاع الأوضاع.
ولم يعلق مسئولون بريطانيون أو أمريكيون على التقرير الأخير، وقالت متحدثة باسم السفارة البريطانية في كابول "نحن لا نعلق على أمور تتعلق بالعمليات".


جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس