لقد تعودنا على التزام طالبان بتشويش صورة عمليات الناتو لأغراضها الدعائية، ولكن في كثير من الأحيان يؤثرون تلفيق قصص،يأملون منها أن تكون جياشة،ولكنها بالفعل ليس لها علاقة بالواقع أبداً بل تعود إلى نسج الخيال ليس إلا. أتحدى القراء بالبحث عن أنباء حول "مذبحة" مدنيين أفغان في أي شبر من الأراضي الأفغانية تتشابه، ولو إلى حد بسيط، مع ما أفادته المقالة علاه. لن تجدون أي مصدر إعلامي مستقل يؤكد أو ينقل هذه الأنباء لسبب بسيط جداً، ألا وهو أنها لم تحدث.
ولكن، إن أردتم الاطلاع على "مناقب" طالبان الحقيقية، فتفيد مصادر إعلامية مستقلة أن طالبان قد أقدمت على محاولة تعتبر فاشلة للهجوم على مكاتب الأمم المتحدة في هرات.
لقد جرح رجلا شرطة أفغانيين فيما تمكن حراس المكتب وقوات الأمن الأفغانية من قتل المتمردين الثلاثة – كان كل منهم يلبس سترة ناسفة تحت النقاب النسائي – الذين تمكنوا من الوصول إلى البوابة. لم يتأذ أي من موظفي البعثة. أن ادعاء الناطق أن ثلاثين قتلوا لم تؤكد من أي مرجع مستقل، ويبدو واضحا أنها ليست سوى مبالغات وأكاذيب.
وعلى الرغم من محاولات طالبان الإرهابية، أعلنت البعثة " إن الأمم المتحدة ستواصل الحفاظ على وجودها وبرامجها في هرات من أجل فائدة الشعب المحتاج ودعما للسلطات الأفغانية."
إن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان لا تقاتل هناك، بل أفرادها يعملون مع المجموعات الأخرى غير الحكومية على تحسين حياة الأفغان. وهم يركزون بشكل استثنائي على خمس قطاعات رئيسية في أفغانستان : الزراعة، الطاقة، القطاع التنموي الخاص، القدرة الإعمارية والتعليم العالي والتدريب المهني. لقد أوليت هذه القطاعات أولوية عالية لكونها تحدد سبل العيش وفي نفس الوقت تهيء قطاعات أخرى من الاقتصاد للنمو بشكل يتيح لأفغانستان التقليص من الاعتماد على المساعدات الخارجية.
صرح الجنرال بلوتز أنه" في الأشهر الماضية قادت البعثة جهودا استثنائية لتحسين الصحة والتعليم والإدارة وبرامج البنية التحتية في غرب أفغانستان"،" ورؤية هذه النشاطات مستمرة في مواجهة الاعتداءات من المتمردين يثلج الصدر."
و" بحسب الأمم المتحدة، لم يوقف الهجوم نشاطات البعثة ، كما لم يتأذ أحد من العاملين. لقد جرح اثنان من قوات الأمن الأفغانية."
إن طالبان غاضبون بسبب تقرير الأمم المتحدة الأخير عن مسؤوليتهم في قتل المدنيين. هل يعتقدون أنهم إذا هاجموا مكاتب الأمم المتحدة ستتوقف عن قول الحقائق وإدانة القتلة الفعليين، وتسمية المسؤول عن معظم الضحايا المدنيين بسبب العبوات الناسفة والتفجيرات الانتحارية؟ إن اتهام الأمم المتحدة بأنها ليست سوى أداة بيد الولايات المتحدة هي تهمة باطلة، تحط عمليا من قدر المجتمع الدولي وتزيد الصورة السلبية التي لدى العالم عن هذه المجموعة سوءا.
لذلك فعندما أصدر مجلس الأمم بيانا صحافيا يدين الهجوم الإرهابي في هرات، لم يكن بناء على طلب الولايات المتحدة بل لأن أعضاء المجلس رأوا مرة أخرى الأساليب المتهورة والعنف غير المبرر اللذين يقدر هؤلاء الناس على القيام به. http://unama.unmissions.org/default.aspx? وأخيراً، مع أن من نقل هذا "الخبر" قد سلك مسلك التلفيق في بداية المقالة، إلا أنه يعتمد على مصدر ذات مصداقية في نصفها الأخيرة التي تشير إلى أن القوات الأمريكية تأخذ كل انتهاك لحقوق المدنيين من قبل عناصرها على محمل الجد، مولية تلك القضايا اهتماماً لا يستهان به من خلال تحقيقات جادة وشفافة. لعله سيسعى إلى إيجاد تأكيدات مستقلة للأنباء الذي يستسيغ نشرها من الآن فصاعدا.
القيادة المركزية الأمريكية
www.centcom.mil