عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-09-2020, 08:25 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي نقد كتاب فن الحرب لصن تسو


نقد كتاب فن الحرب لصن تسو
الكتاب ينسب إلى صن تسو وهو واحد من العسكريين القدامى فى الصين
والكتاب ترجمة يوسف كامل حسين وهو مترجم من الإنجليزية وليس من الصينية والكتاب مكون من506 صفحة ولكن كتاب فن الحرب هو حوالى120 صفحة وأما الباقى فشروح لما جاء فى صفحات الكتاب الأصلى
المئة والعشرون صفحة ليست سطور كاملة ولكنها جملة أو اثنين فى كل سطر وهو ما يذكرنا بالمقاطع وكل ما قرأته من كتب مترجمة عن الصينية أى لغة الماندرين كالطاوية وكتاب كونفوشيوس كان بنفس النظام ولا نجد رابط بين المقاطع إلا نادرا وإن كان الموضوع العام هو الرابط وهو فى كتابنا الحرب
الكتاب كما قيل ليس تأليف رجل واحد وإنما هو تأليف رجال حرب متعددين فى عصر ما من العصور القديمة للصين ومع هذا نسب إلى رجل واحد وكل هذا كلام لا يفيدنا أو يضرنا وإنما المهم هو ما فى الكتاب من كلام عن الحرب
بين صن كون القوة الحربية أساس موت الدولة وحياتها فقال:
"القوة الحربية شأن عظيم من شئون الدولة إنها أساس الموت والحياة تاو الصمود أو الهمود لا يمكن للمرء إلا أن يمحصها "ص41
والقوة الحربية وحدها ليست سبب حياة الدولة وضعفها ليس سبب موت الدولة وإنما القوة على اختلاف أنواعها كما قال الله "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "
فكل القوى تكمل بعضها وهناك دول تعيش بلا قوة حربية كالفاتيكان والعديد من دول المحيط الهادى وكوستاريكا وليختشتاين
ويبين صن وجود خمس عناصر للقوة هى:
"وهكذا على أساس العناصر الخمسة قارن عن طريق التقويمات هكذا فاسع إلى الوصول لطبيعتها الأول هو التاو والثانى السماء الثالث الأرض الرابع القائد الخامس المنهاج ص41
وبين أنه لا يوجد عنصر هو سبب النصر دوما فقال:
"من بين العناصر الخمسة ما من شكل يعد المنتصر الدائم "ص85
ويبدو أن الكثيرين لا يفهمون معنى وجود السماء فى هذا التكوين ويبدو أن الرجل قصد به استغلال ما فى السماء من أمطار ورياح ومطر ونجوم وقمر وشمس كعناصر فى المعركة ويبدو هذا واضح فى سلاح الشمس المحرقة عن طريق المرايا
وأما التاو فيبدو أن المراد به فى معظم المواضع هو الروح المعنوية
وقطعا عناصر النصر تكمن فى شىء واحد هو الجندى كما قال تعالى "إن تنصروا الله ينصركم " فالناس هم من يريدون النصر ويحققونه
وبين صن أن أساس القوة هو الخداع فقال :
" القوة الحربية هى تاو الخداع هكذا عندما تكون قادرا أظهر العجز عندما تكون ناشطا تحل أظهر الكسول عند القرب أظهر البعد عندما تكون بعيدا تحل فى هيئة القرب "ص45
وهذا هو المبدأ المعروف بالحرب خدعة والخطأ فى المقطع هو إظهار الكسل عند النشاط واظهر العجز عند القدرة وهو ما يتعارض مع أمر الله بإعداد القوة كما قال تعالى " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"
فإظهار الضعف والعجز يشجع الأعداء على العدوان وليس غرض المسلمين هو الدخول فى المعارك
وقد بين صن أن طول مدى الحرب يضعف القوة الحربية فقال :
"عندما يلجأ المرء إلى المعركة إذا استغرق إحراز النصر وقتا طويلا فإنه يفل من حدة القوة الحربية ويذهب لمضائها فى غمار مهاجمة المرء للمدن المسورة فإن قوتها تتضاءل إذا بقى الجنود طويلا فى الميدان فإن موارد الدولة لا تعود كافية "ص48
وهى مقولة صحيحة نوعا ما فدولة المسلمين يجب أن تكون على استعداد تام لطول زمن المعارك بإعداد كل الوسائل
ويبين صن أن القائد عليه أن يغير جنوده إذا أراد الدخول فى معركة ثانية فيقول:
"المرء البارع فى استخدام القوة الحربية لا يلجأ إلى حشد المجندين مرة ثانيا ولا يخزن الغلال مرة ثالثة المرء يستمد المعدات من الدولة ويعتمد على الغلال التى يغنمها من العدو هكذا يمكن جعل طعام الجيش كافيا "ص50
وهذه النصيحة تعنى أن التجنيد الاجبارى شر كبير على جيش الدولة عندما يحارب المجندون مرة فالمجندون نتيجة ما راوا من قتل وجرح فى معركتهم عندما يأتيهم جنود جدد يشيعون فيهم روح سيئة وهى ان الحرب دمار فمن لم يقتل يجرح ومن ثم يجعلون الجنود الجدد يهربون من الجيش ولذا فالإسلام لم يأمر بالتجنيد وإنما جعل الجيش تطوع أى بيع النفس والمال فقال " "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك الفوز العظيم"
فمن يجاهد وهو المسلم لا يهمه شىء انه يعرف أن النتيجة النصر أو الشهادة ومن ثم لن يشيعوا روحا سلبية بين بعضهم وأما المجندون فى الجيوش فهم مجبرين على دخول الجيش مع أن كثرتهم عن لم يكن كلهم لا يريد دخول الجيش
وبين صن أن أفضل الأساليب الحربية هو الاستيلاء على دولة العدو دون تدميرها فقال :
"الاستيلاء على دولة كاملة هو الأسلوب الأفضل أما تدميرها فأقل من هذا شأنا ص54
وهى وجهة نظر محالة فلابد من أن يحدث دمار من نوع ما ولذا قال تعالى مبيحا للمؤمنين تدمير بعض الأشياء التى قد تكون أفخاخا كالشجر فقال ""ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين"
وبين صن أن إخضاع قوة الآخر الحربية بلا معركة فهو البراعة القصوى فقال:
"من هنا فإن مئة انتصار فى مئة معركة ليست بالبراعة القصوى أما إخضاع قوة الآخر الحربية بلا معركة فهو البراعة القصوى" ص55
وكرر نفس المعنى فقال :
وهكذا فإن البارع فى استخدام القوة الحربية يخضع قوة الآخر الحربية لكنه لا يخوض معركة يستأصل من الوجود مدينة الآخر المسورة ولكنه لا يهاجم يقضى على دولة الآخر لكنه لا يطيل أمد القتال ص57
وهو يعنى استخدام الخداع للاستيلاء على حكم دولة وهو أمر كان ممكنا فى ظل دول ملكية يظهر القائد فيها الملك أو قائد الجيش كخائن ويتم إعدامه أو يرسل جاسوسا يتمكن من الدخول فى معية الحاكم ويتمكن من عقله حتى يجعله يعدم قادة جيشه لأنهم يتآمرون عليه وهو ما عناه بقوله:
"القائد ضمان سلامة الدولة إذا كان ضمان السلامة كاملة فإن الدولة يقينا قوية" ص58
وبين صن مراده بقوله:
"وهكذا فإن إدارة شئون القوة الحربية تكمن فى الرصد على نحو دقيق لغرض العدو ركز القوة فى اتجاه واحد اقطع ألف لى واقتل قائده هذا هو المقصود بالإعمال البارعة ص144
والدول التى تجعل الحكم فرديا هى دول سهل الاستيلاء عليها فالقائد هو الدولة ومن ثم إذا قتل أو مات انتهت الدولة ومن ثم جعل الله دولة المسلمين كلها قادة فبين أن القائد إذا قتل أو مات فلا يعنى هذا انتهاء الدولة وإنما يجب استمرارها على أيدى البقية فقال "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين"
وبين صن أن اندفاع القائد العسكرى إلى ارض العدو بسرعة يجعله يخسر ثلث جيشه فيقول:
"إذا لم ينتصر القائد على غضبه وأطلق العنان لجنوده فاندفعوا كالنمال فإن ثلث ضباطه وجنوده يقتلون والمدينة ذات الأسوار تظل مستعصية "ص56
وهو كلام خاطىء فى تحديد كمية الخسارة فالخسارة قد تزيد وقد تنقص حسب كل معركة
والقول يتعارض مع التوغل العميق فى قوله:
"من طبيعة القوة الحربية أن السرعة تسودها استفد من تقصير الآخرين اسلك طرقا لا يتوقعونها هاجم حيث لم تتخذ الاحتياطات اجمالا تاو كون المرء غازيا توغل عميقا وعندئذ تتركز قواتك المدافعون لا يقهرونك ص
130

وبين أن الأقل عددا دوما فريسة للأكثرعددا فقال :
"هكذا فإن العدو العنيد الأصغر عددا يصبح غنيمة للجانب الأكبر عددا ص58
وناقض نفسه فجعل هناك إمكانية أن القلة تهزم الكثرة فقال:
"عندما أكون فى قلة والعدو فى كثرة فبمقدروى استخدام القلة لضرب الكثرة لأن من أخوض المعركة ضدهم مقيدون ص80
وبين القلة من الممكن أن تمنع الكثرة من القتال بالخداع فقال :
"هكذا يقال النصر يمكن أن يغصب على الرغم من أن الأعداء كثيرون فإن بالإمكان منعهم من القتال ص82
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس