عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-09-2020, 08:02 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,962
إفتراضي نقد كتاب قواعد أساسية في تربية الطفل


نقد كتاب قواعد أساسية في تربية الطفل
المقال أو الكتاب منشور فى المكتبة الشاملة بدون مؤلف وحتى الموقع المنشور فيه ليس فيه اسم الكاتب ويبدو أنه على عوينات من العاملين بالبحث النفسى فى جامعات الجزائر لأنه صاحب الموقع المنشور فيه المقال
استهل الباحث كلامه بالقول بأن الطفل سلوكه يثبت عن طريق المكافآت فقال:
"سلوك الطفل سواء المقبول او المرفوض يتعزز بالمكافآت التي يتلقاها من والديه خلال العملية التربوية وفي بعض الأحيان وبصورة عارضة قد يلجأ الوالدان الى تقوية السلوك السيء للطفل دون أن يدركا النتائج السلوكية السلبية لهذه التقوية"
ليس بالضرورة أن المكافآت تثبت سلوك الطفل سواء كان مقبولا أو مرفوضا فكم من طفل تلقى المكافآت على سلوك سيىء ولكنه لما كبر ترك هذا السلوك كما فى حالة إبراهيم(ص) عندما رفض عبادة الأصنام وكم من طفل تلقى مكافآت على السلوك الطيب ولكنه لما كبر كفر به كما فى حالة ابن نوح(ص)
وعندنا حالة السحرة الذين كانوا يعيشون على مكافآت فرعون منذ الصغر ولكن عندما عاينوا الحقيقة وهم كبار من خلال عصا موسى(ص) أيقنوا أن مكافآت فرعون لن تفيدهم إن استمروا فى ممارسة السحر فرفضوها واختاروا أن يقطع فرعون أيديهم وأرجلهم ويصلبوا على أن يهود لسلوك السحر وفى المكافآت قال تعالى " "وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم من المقربين"
وفى رفضهم السلوك الخاطىء قال تعالى "قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا إنا أمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى"
وما ينطبق على الكبار غالبا ينطبق على الكبار فالكل راجع للمشيئة فالطفل قد تعطيه مال أو حلوى لأتع قبل أخيه وبعد قليل تفاجىء أنه ضرب الأخ ومثلا الطفلة قد نغطيها طعاما مكافأة على السير مهك ولكن بعد ان تسيروا كثير وتطلب منها الدخول تفاجىء بأنها لا تريد الدخول وتصرخ وتبكى ومثلا كان عندنا فى المدرسة طفل يضرب الأطفال فكنا ننصحه ونعطيه بعض المأكولات حتى لا يضربهم ومع هذا كان يضربهم وعندما ضربناه على ضربه لأحدهم بكى ولم تمض دقيقه واحدة غلمجرد أن تلفت الضارب لجهة أخرى فوجىء بأن الطفل ضرب الطفل الذى أمامه
ومن ثم لا يوجد قاعدة لتثبيت السلوك أو البعد عنه فمشيئة الفرد هى من تقرر
وقد لخص عوينات ما يظن أنها القواعد الأساسية لتربية الطفل فقال:
"يمكن تلخيص القواعد الاساسية لتربية الطفل فيما يلي:
1- مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل
المكافأة والاثابة منهج تربوي أساسي في تسييس الطفل والسيطرة على سلوكه وتطويره وهي أيضا أداة هامة في خلق الحماس ورفع المعنويات وتنمية الثقة بالذات حتى عند الكبار ايضا لأنها تعكس معنى القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلا مثال في فترة تدرب الطفل على تنظيم عملية الاخراج ( البول والبراز ) عندما يلتزم الطفل بالتبول في المكان المخصص على الأم ان تبادر فورا بتعزيز ومكافأة هذا السلوك الجيد إما عاطفيا وكلاميا ( بالتقبيل والمدح والتشجيع ) أو باعطائه قطعة حلوى .. نفس الشيء ينطبق على الطفل الذي يتبول في فراشه ليلا حيث يكافأ عن كل ليلة جافة"

كما قلت مكافآة السلوك الجيد لا ينبغى أن تكون قاعدة يبنى عليها إلا فى مرحلة عدم الفهم كسنتى الرضاعة وسنة أو سنتين بعدها لأن الطفل سيعتقد أنه هذه قاعدة ويصدم إذا لم يعطه أحد مكافآة كما أن هذا سيجعل بعض الأطفال يستغلون تلك القاعدة فى ابتزاز المال من الكبار عن طريق تكرار الأعمال ليس اقتناعا بها وإنما وسيلة للحصول على المال ومن ثم يجب إفهام الأطفال أن السلوك الحسن تكون المكافآة عليه من الله وهى الجنة فى الأخر,
واستعرض عوينات أنواع المكافآت فقال:
"أنواع المكافآت:
1-المكافأة الاجتماعية:
هذا النوع على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند الصغار والكبار معا .
ما المقصود بالمكافأة الاجتماعية؟
الابتسامة - التقبيل - المعانقة - الربت - المديح - الاهتمام - ايماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان
العناق والمديح والتقبيل تعبيرات عاطفية سهلة التنفيذ والأطفال عادة ميالون لهذا النوع من الإثابة قد يبخل بعض الآباء بإبداء الانتباه والمديح لسلوكيات جيدة أظهرها أولادهم إما لانشغالهم حيث لا وقت لديهم للانتباه إلى سلوكيات أطفالهم او لاعتقادهم الخاطئ أن على أولادهم إظهار السلوك المهذب دون حاجة إلى إثابته أو مكافأته
مثال

الطفلة التي رغبت في مساعدة والدتها في بعض شئون المنزل كترتيب غرفة النوم مثلا ولم تجد أي إثابة من الأم فإنها تلقائيا لن تكون متحمسة لتكرار هذه المساعدة في المستقبل وبما أن هدفنا هو جعل السلوك السليم يتكرر مستقبلا فمن المهم إثابة السلوك ذاته وليس الطفل
مثال:
الطفلة التي رتبت غرفة النوم ونظفتها يمكن اثابة سلوكها من قبل الأم بالقول التالي: ( تبدو الغرفة جميلة . وترتيبك لها وتنظيفها عمل رائع افتخر به ياابنتي الحبيبة ) .. هذا القول له وقع اكبر في نفسية البنت من أن نقول لها ( انت بنت شاطرة )"

كما قلت الادمان على الإثابة حتى ولو كانت عاطفيا أو كلامية هو سلوك خاطىء فيجب أن نعود أطفالنا على أن الواجبات ليس عليها شكر دنيوى وإنما ثوابها أخروى حتى لا ينتظروا تلك المكافآت خارج البيت من الناس فى الشارع أو فى المدرسة أو فى بيوت الأخرين لأنهم قد يعدلون عن هذا السلوك بسبب عدم تلقى تلك المكافآت
تجدى تلك المكافآت نفعا فى السنوات الأولى ولكن ينبغى أن تقوم الأسرة بالكف عنها تدريجيا حتى يتعود الأطفال على السلوك الحسن بلا انتظار المكافآة
ثم تحدث عن المكافآة المادية فقال:
"2- المكافأة المادية:
دلت الاحصاءات على ان الاثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الاولى في تعزيز السلوك المرغوب بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية , ولكن هناك أطفال يفضلون المكافأة المادية
ما المقصود بالمكافأة المادية ؟

اعطاء قطعة حلوى - شراء لعبة - اعطاء نقود - اشراك الطفلة في اعداد الحلوى مع والدتها تعبيرا عن شكرها لها - السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة - اللعب بالكرة مع الوالد -اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة ( سينما - حديقة حيوانات - سيرك .. الخ )
ملاحظات هامة:

1- يجب تنفيذ المكافأة تنفيذا عاجلا بلا تردد ولا تأخير وذلك مباشرة بعد إظهار السلوك المرغوب فالتعجيل بإعطاء المكافأة هو مطلب شائع في السلوك الإنساني سواء للكبار أو الصغار
2- على الأهل الامتناع عن إعطاء المكافأة لسلوك مشروط من قبل الطفل ( أي أن يشترط الطفل اعطائه المكافأة قبل تنفيذ السلوك المطلوب منه ) فالمكافأة يجب أن تأتي بعد تنفيذ السلوك المطلوب وليس قبله .
2- عدم مكافأة السلوك السيء مكافأة عارضة أو بصورة غير مباشرة
السلوك غير المرغوب الذي يكافأ حتى ولو بصورة عارضة وبمحض الصدفة من شأنه أن يتعزز ويتكرر مستقبلا
( مثال )

الأم التي تساهلت مع ابنتها في ذهابها إلى النوم في وقت محدد بحجة عدم رغبة البنت في النوم ثم رضخت الأم لطلبها بعد أن بكت البنت متذرعة بعدم قدرتها على تحمل بكاء وصراخ ابنتها
تحليل
في هذا الموقف تعلمت البنت أن في مقدورها اللجوء الى البكاء مستقبلا لتلبية رغباتها وإجبار أمها على الرضوخ
(مثال آخر)
إغفال الوالدين للموعد المحدد لنوم الطفل وتركه مع التليفزيون هو مكافأة وتعزيز غير مباشر من جانب الوالدين لسلوك غير مستحب يؤدي إلى صراع بين الطفل وأهله إذا اجبروه بعد ذلك على النوم في وقت محدد"

نفس ما قيل فى المكافآة الاجتماعية يقال فى المدينة وهى عدم تعويد الأطفال عليها وتربيتهم على أن أداء الواجبات ليس عليه مكافآة دنيوية فمن يعمله يعمله لمصلحته الأخروية كما قال تعالى " ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله لغنى حميد "
والقاعدة الثانية العقاب على السلوك السيىء فقال:
"2- معاقبة السلوك السيء عقابا لا قسوة فيه ولا عنف أي عملية تربوية لا تأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في ترشيد السلوك بصورة متوازنة وعقلانية تكون نتيجتها انحرافات في سلوك الطفل عندما يكبر
العقوبة يجب ان تكون خفيفة لا قسوة فيها لأن الهدف منها هو عدم تعزيز وتكرار السلوك السيء مستقبلا وليس ايذاء الطفل والحاق الضرر بجسده وبنفسيته كما يفعل بعض الآباء في تربية أولادهم .
وعلى النقيض نجد أمهات ( بفعل عواطفهن وبخاصة إذا كان الولد وحيدا في الأسرة ) لا يعاقبن أولادهن على السلوكيات الخاطئة فيصبح الطفل عرضة للصراع النفسي أو الانحراف عندما يكبر"

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس