عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-09-2010, 03:53 PM   #3
صلاح الدين
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: تونس ثورة الأحرار
المشاركات: 4,198
Thumbs up

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة عصام الدين مشاهدة مشاركة
تعقيب :

ما ينبغي لأية فكرة أو جماعة أن تحمل على تراثنا كله و تدافع عن معاصرتها في ضوء (الحداثة) و قد رأيناها في اطار قصور (المنهجية العلمية الوضعية) تقوم بتفكيك كل شيء من الكون والطبيعة والدين والتاريخ ، حتى لقد تجاوز الفكر الغربي هذا (الحداثة) إلى (ما بعد الحداثة) و قام بتفكيك الذات الانسانية نفسها بعد تفكيك مسلماتها، فبرزت هذه الفوضى الحضارية المرعبة. و حين بدأت المدارس الغربية -نفسها- بنقد فكرة المعاصرة الاجتماعي والانساني مع بيان قدرته الفائقة على التفكيك وعجزه البالغ عن التركيب لم يتغير الموقف، و كان علي المدافعين عنها أن يدركوا أن فكرة المعاصرة الغربي ، قد دخل مرحلة (تأزيم الحلول) و أنه في حاجة الى البعد الغائب ألا وهو الغيب، و بطريقة نقية صافية لن توجد الا في القرآن لدى الأمم الإسلامية.


ثم...
إن الغرب ليس فاسدا كله ، فلا يدافع أحد عن التراث بدون تمييز في مقابل التهجم على كل ما هو غربي، هل الفساد ينتج حضارة وتقدما ؟ لا ينبغي تقديس التراث لدرجة أن نمارس الحياة فيه فمشروع المقلدين كله ناجم عن عقلية التقليد والاستنساخ التاريخي، و عقلية التقليد مهما بلغت سماها علماؤنا منذ القرن الثاني الهجري (بعقلية العوام) و عقلية العوام ليس من طبيعتها أن تقبل المراجعات أو النقد و هو اساس كل عمل تراكمي هادف، فضلا عن أن تَبْنِي مشروع نهضة أو تؤسس حضارة وتحقق تقدما، لأن من شأن الثقافة التقليدية أن تؤدي إلى (مجتمع القطيع) ..
أولا - شكرا لأخي الفاضل عصام الدين على إدراجه لهذا الحوار مع مفكر مغربي لم أتعرف عليه إلا اليوم : د . محمد سبيلا ،
و بلاد المغرب تعج و لله الحمد بأهل الفكر و الثقافة و ربي يبارك في فكرهم و ينفع به :

إقتباس:
يعد محمـد سبيـلا أحد أبرز المفكرين و الفلاسفة المغاربة.
ولد سنة 1942 بمدينة الدار البيضاء. تابع دراسته العليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ثم بجامعة السوربون بباريس.
حصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1967 وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1974. وفي سنة 1992نال درجة دكتوراه الدولة من كلية الآداب بالرباط والتي يشتغل فيها حاليا ضمن الهيئة التدريسية.
من مؤلفاته : مدارات الحداثة - الايديولوجيا نحو نظرة تكاملية - الفلسفة الحديثة من خلال النصوص - المغرب في مواجهة الحداثـة، وغيرها..
و هذا يحثني على المضي قدما في فكرة تخامرني منذ أشهر ...ألا و هي التعاون على أن يعرف كل عضو مهتم في المنتدى بأهم مفكري قطره ...الله يسهل !

ثانيا - فكرة أن الأحزاب الدينية تقدم نفسها كنموذج للطهرية و تجد لها صدى لدى الناس لهذا السبب و لفشل التجارب " التقدمية " ...هي فكرة يلحظها كل متتبع عادي و له أدنى أدوات التحليل الموضوعي .

و باعتقادي أن الخطورة تكمن ليس في الأحزاب الدينية هذه كأطر سياسية ، و لكن مكمن الخطر في الفكر العقدي الذي يهيمن على نخب هذه الأحزاب و كذلك قواعدها الشعبية و المتعاطفين معها من عوام الناس !

فالإيديلوجيا الدينية السائدة حاليا ، في زمن قيل أن الإيديولوجيات ماتت فيه ، هي التي تدعي الطهر و القداسة ...بل تمنح بكل "ثقة " و بأشكال متعددة تأشيرات دخول الجنان و النيران ...!

ثالثا - فكرة "تعظيم " مسألة الحداثة الغربية هذه ، أصبحت هي الأخرى فكرة طهرية مقدسة عند قطاع كبير من نخبنا الفكرية مع الأسف !

و تجاوز الغرب منذ عقود الحداثة إلى عصر ما اصطلح على تسميته " ما بعد الحداثة " ، بين بما لا يدع مجالا للشك فشل الحداثة الغربية و تخبطها و عدم قدرتها على الإستمرار و المحافظة على بريقها في ظل بروز عواملها التدميرية الذاتية ...!

فجاء عصر ما بعد الحداثة ...و معه أفكار العولمة و الدعوات إلى " دين عالمي موحد " تحت دعوات و يافطات متعددة و يحرك أفكاره ثلة خطيرة من نخبة البنائين الأحرار و دهاقنة ما أصبح يعرف بتيار " العصر الجديد " New Age الخطير ...!


نسأل الله السلامة داخلا و خارجا .


شكرا سي عصام على فتح هذه الكوة
__________________


آخر تعديل بواسطة صلاح الدين ، 29-09-2010 الساعة 04:18 PM.
صلاح الدين غير متصل   الرد مع إقتباس