أخي محيي الدين:
ابق في صيغة المفرد أولاJ ولا تضع واو الجماعة في "لا تستخدموا" J
القصد من كل هذه الملاحظات هو التنبيه للواقع الخطأ للتصحيح وليس للتشهير بشعبنا في أي بلد كان وأنا يسرني صواب شعبي ويسوؤني خطؤه ولا أبحث عن مثالبه لا ب "زوم" ولا بالحجم الطبيعي! ووالله بودي أن يكون شعبي أوعى مني بمائة مرة ولا يجعلني هذا إلا مسرورا، ولا يسرني أن يخطئ بل يحزنني ذلك.
وبالعودة للموضوع أقول لك بإخلاص إن الفرق بيني وبينك أنني لم أقل ما قلته إلا عن خبرة وطول تجربة وبحث دائب في السؤال: ماذا يعرف العرب عن القضية الفلسطينية؟
أعتقد أن ثمة بيني وبينك بعض الفارق في السن وأنت لعلك لا تذكر وجود مجلة مصرية اسمها "الطليعة" كان يصدرها لطفي الخولي وأوقفها السادات وفي عام 1974 خطر للمجلة أن تسأل مواطنين مصريين عاديين عن معلوماتهم عن المسألة الفلسطينية، ولعلك تعلم أن الزمن آنذاك كان خيرا من زماننا هذا فقد كان هذا قبل كامب ديفيد والمحاولات الدائبة لتجهيل الشعب المصري وإبعاده عن لب القضية.
من المذهل بحق أن تسمع حتى آنذاك من ناس عاديين معلومات مقلوبة عن هذه القضية المركزية ومنها واحد لا أزال أذكره لا يصدقه عقل فعلا وفيه سألت امرأة مسكينة من عامة الشعب أليس الفلسطينيون هجموا على الإسرائيليين!. اختلطت عليها الأسماء ولم تعرف من هم الفلسطينيون ومن هم "الإسرائيليون"!
وتجنبا للميل الجاهلي المتبع في الخيمة بين بعض المشتركين ممن يخوضون حروبا على أسس إقليمية أرجو منك مرة أخرى أن لا تركز على مصر فهذه المعلومات المغلوطة عن السياسة موجودة في كل بلاد العرب قاطبة. وقد رأيت ربما قبل مدة تلك المشتركة في الخيمة التي حبذت إعادة اللاجئين إلى أرضهم عن طريق فصلهم من عملهم مع أن الكلام كان عن أهل غزة تحديدا الذين يعملون في الإمارات! فهي ليس عندها فكرة حتى عن معنى كلمة "لاجئين" ولم تسمع بأن هؤلاء أصلا لا تسمح "إسرائيل" بعودتهم لأنها هي بالذات مبنية على أنقاض قراهم ومنازلهم. وأن وضع أهل غزة والضفة مختلف كليا ولا علاقة له بوضع اللاجئين.
تخيل العرب أن الحرب بين طرفين متجاورين وليس بين جماعتين حلت واحدة منهما مكان الشعب الآخر ليس مبالغة فتاريخ المسألة وأن الدولة الغاصبة "إسرائيل" بنيت على أنقاض شعب شرد من أرضه عام 1948 أمر غير معروف. ولا شك أن القيادة الخائنة لما يسمى زورا "السلطة الفلسطينية" التي نصبها الطرف الأمريكي والأوروبي ودعمها حكام العرب العملاء للطرف نفسه ساهمت في زيادة الطين بلة حين وقعت اتفاق أوسلو فحين تذكر فلسطين الآن ينصرف الذهن العربي بكامله إلى جزء صغير لم يكن أصلا ضمن المشكلة الفلسطينية فقد احتل عام 1967 هو الضفة الغربية وقطاع غزة وكان تحت الحكم الأردني والمصري. وأزعم أن كثيرا جدا من العرب يعتقدون أن اللاجئين وطنهم في غزة والضفة الغربية! وكثير جدا منهم يعتقدون |أن الحرب بدأت في الضفة وعزة!
ولو تأملت قولك (كل فلسطينى له جذور فى فلسطين و ليس معنى تواجده خارج فلسطين انقطاع صلته بها ثم ما المانع ان يكون لهذا الفسطينى عائلة متواجدة فعلا فى فلسطين) يدلني على أن عندك أيضا النقص في المعلومات نفسه فخلافا لما تقول الغالبية الساحقة من شعب فلسطين الذي لجأ عام 1948 شردت قراه الكاملة ثم دمرت وهذه القرى التي كان من النادر أن يخرج أهلها منها في ظروف القرى آنذاك لم يبق منها "مخبر" كما يقال في فلسطين فالعائلة اقتلعت بكل فروعها وأصولها.
وما هو محزن في كلام الطالب المصري أنه سمع مائة مرة أخانا الفلسطيني يذكر أنه من مواليد لبنان ثم مرت هذه المعلومة في رأسه من الأذن اليمين وخرجت من الأذن الشمال وظل مستقرا في ذهنه أن هذا فلسطيني فعائلته في فلسطين مثلما هو مصري وعائلته في مصر! أي أن جوهر المسألىة الفلسطينية الذي هو اقتلاع الشعب من أـرضه وبناء كيان غلاريب بدلا منه لم يستقر في لاشعوره ولا حتى في شعوره!
يا سيدي ولحل المسألة أدعو حضرتك فعلا لسؤال من تعرفه عن معلوماته عن القضية الفلسطينية وماذا تعني كلمة "فلسطين"! مثلا دع من تسأله يسمي لك ثلاث مدن فلسطينية وأنا أراهنك سلفا أنه سيسمي القدس وغزة وسيتردد في تسمية مدينة ثالثة..ؤبما سيسمي "المطََلع العليم" ممن تسأله..رام الله!
وعبثا ستنتظر أن يسمي أحد القدس أو يافا أو حيفا أو عكا أو حتى "تل أبيب" التي هي في الأصل أيضا بلدة فلسطينية أيضاً للعلم!وقد استوطنها مهاجروا اليهود بالتدريج .