عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-12-2009, 05:19 PM   #4
إيناس
مشرفة بوح الخاطر
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
المشاركات: 3,262
إفتراضي

حينما يتحدث الليل



لم يكن الفراش المطار الذي تطير منه طائرات أحلامي ولا الزورق الذي ترسو عنده زوارق أوهامي .. ولم يكن مستنقعاً لعشقي وغرامي ..
كلا .. فهو الفراش شوك حائر تحت جثة إنسان لم تعد فيه إلا البقايا تبحث عن بقايا تصاحبها وتهوى به اإلى المجهول حيث اللاعودة.. ولا أشد من ظلمة ألقت بركابها جاثمة فوق صدري..
ها أنذا ممدد على الفراش فأراه فراش الموت .. أنظر إلى الغطاء فأراه كفني ..أجول ببصري تقع عيناي على علاقة الملابس (الشماعة) فأراها مشنقة قد علقت عليها الرقاب .. أجول ببصري يميناً ويساراً فأبصر صندوق الدمى ..اراه تابوتي .. أجول أريد أن أهرب .. تقع عيناي على دفتر قد طويت صفحة منه فأرى آخر صفحة تطوى من حياتي... ولا أكاد حتى أرى سريراً فاراه ميتاً يستغيث بميت:
أيها الغارق في بحر الغموم ما عسى يغني غريق غن غريق
.. ورويداً يتسلل إلى الغرقة ضوء ثم يخبو بسرعة فأرى خبو الأمل من حياتي..تجول عيناي فتبصر الدمى فاراها مشيعيّ ومودعيّ ... تتلاحق قطار الانفاس على محطات العمر .. وكل نفس يريد أن يزيح الآخر حتى ينفذ إلى ساحة العمر .. ولا أجدني إلا مختفياً في ثنايا القلق وأطراف الرعب ..
حتى أسمع صوت الأذان أذان الفجر فأراه بعثاً من جديد ..
هذا هو ليلي ..عناقات صخور في لج عاتي .. وأنا بينهما أقول :


رحماك يا مولاي دعوة ضارع = يمد إلى نعماك راحة راغب


المشرقي الإسلامي
03/08/2005
__________________

Just me

إيناس غير متصل   الرد مع إقتباس