عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-02-2009, 01:35 AM   #8
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

احتياجات النباتات الأساسية

يحتاج النبات عناصر لا يمكن إغفالها، في تأسيس الحديقة المنزلية (متواضعة كانت أو كاملة)، وتلك العناصر تتمثل: بالتربة والماء و الضوء والهواء.

التربة

من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المواطنون في إنشاء حدائقهم، أنهم وبعد أن يقوموا بحفر أسس البناء أن يستخدموا التراب الذي يخرج من باطن الأرض، بعد تمهيده وفرشه كتربة للحديقة المستقبلية، وهذا خطأ أساسي قد يربك المهندسين الذين يواجهون المواطنين في أسئلتهم واستشاراتهم ومعاناتهم من ضعف نباتات حدائقهم.

ولتوضيح ذلك، دعنا نمثل الكرة الأرضية بثمرة (البطاطس) فإنه إذا تم تقشير تلك الثمرة بعمق 50سم، ورمي تلك القشرة بالبحر، فإنه لن تنبت نبتة واحدة على الكرة الأرضية بشكل معافى. وبإمكان أي مواطن تجربة ذلك بأخذ قليل من التراب ووضعه في وعاء (سندانة، قوارة، أصيص، صفيحة معدنية) وزراعة بعض أعواد النعناع فيه، فإن نمو النعناع سيكون بطيئا أو معدوما، وإن نما فإنه سيكون كالخيوط الرفيعة الرهيفة وأوراقه فاتحة اللون رقيقة وعطره مفقود.

تفسير ذلك، أن ما يُسمى بخصوبة التربة، مفقود في التربة (التحتية)، والخصوبة تلك تتكون بشكل معقد من تفاعل الأحياء الدقيقة والشمس والهواء، وهي تكون على السطح العلوي لقشرة الأرض. وأفضلها ما هو موجود في 25 سم من السطح. عليه على صاحب البيت الذي ينوي تأسيس حديقة، أن يكشط تلك القشرة قبل البدء بالحفريات وتكويمها في ركن جانبي، وبعد الانتهاء من البناء، يقوم بفرش تلك التربة فوق أرضية الحديقة.

قوام التربة

تقسم التربة الى ثلاثة أنواع: تربة رملية يمكن تعرف المواطن عليها من خلال ترطيب عينة خفيفة من التراب بالماء، وفركها بواسطة الأصابع وتكوين خيوط منها فإن انقطع الخيط أقل من 1سم كانت التربة رملية، وإن انقطع بين 1 و2 سم كانت التربة مزيجية، وإن كانت أكثر من ذلك قد تصل الى 3أو4سم، فإنها طينية. يمكن معالجة ذلك النوع من الترب بخلطه بتربة طينية وبعض الأسمدة الحيوانية (1:1:1) أي جزء من التربة القديمة الرملية (لسكان المناطق الصحراوية أو الساحلية) وجزء من الطين وجزء من المخلفات الحيوانية.

التربة الطينية: يكون لونها قاتما (أحمر أو بني أو أسود)، وهذه التربة توجد في الأماكن كثيرة الأمطار، والتي تحت سفوح الروابي والجبال، ولا تصلح لزراعة النباتات التي تعطي محاصيل تحت الأرض (البطاطس، الجزر، الفول السوداني، الشوندر، اللفت، البصل الخ) كما لا تصلح للحمضيات، ولكنها تصلح للمحاصيل الحقلية كالقمح والرز والخضروات الورقية (سلق، خس، سبانخ، بقدونس، الخ)

التربة المزيجية: وهي أفضل الترب لمعظم المحاصيل والحدائق، وسهل على صاحب الحديقة أن يجعل تربة حديقته من هذا النوع، بالطريقة التي ذكرناها أعلاه.

التوصيل الكهربائي للتربة e.c.

حتى لا ندخل القارئ بمسألة (احترافية)، نبسط له الأمر كالتالي: يتم انتقال المواد الغذائية من التربة بواسطة التبادل الأيوني بين قمة الجذر ومحيطها، لكن هناك ما يعيق ذلك التبادل أحيانا، رغم وجود الغذاء حول الجذر، ولنضرب مثلا، لو قدم أحد لك ماعون من اللحم المشوي اللذيذ ووضع فوقه ما يساوي نصف وزنه من الملح، فإن تناول الطعام سيكون متعذرا.

يحدث ذلك بالنسبة للنبات، فهناك ترب تكثر فيها الملوحة كمناطق وسط وجنوب العراق وأغوار الأردن وبعض المناطق المحيطة بنهر النيل، فتتجمع الأملاح وتقل إمكانية التبادل الأيوني، وتصبح التربة لا تصلح إلا للقليل من أنواع النباتات (نخيل، برسيم، سبانخ الخ) وهي تتحمل الملوحة أو e.c لدرجة (4) في حين يتعذر على الكثير من النباتات تحملها لأكثر من (2). والفواكه ومعظم الخضراوات تتبع النوع الثاني. تحل الدول تلك المشاكل من خلال مبازل أو مصارف تغسل الملوحة.

على المواطن صاحب الحديقة، أخذ تلك النقطة بعين الاعتبار، فإن كان من سكان المناطق الذين تعاني الترب المحيطة بهم من الملوحة، أن لا يستخدم تلك التربة في حديقته، بل عليه إحضار جزء من الطين من مكان أبعد وخلطه بالوصفة السابقة.

أصحاب الشقق، والبيوت الضيقة، الذين يشترون من المشاتل نباتاتهم عليهم تهيئة تربة أحواضهم المعلقة باعتبار الملاحظات السابقة.

عمق التربة

كما أنه لا يجوز زراعة شتلة شجرة عملاقة، في صفيحة معدنية أو (قوارة، أصيص) لأن احتياجات النبات لا يكفيها ذلك الحيز، فإن الترب أحيانا يتحدد عمقها بوجود طبقة صخرية قوية أو يتحدد بأسطح كونكريتية (تحتها أو جنبها) وهناك كثير من الأشجار (الليمون مثلا) والذي يحرص الكثير من أصحاب الحدائق أن يزرعوه في حدائقهم، لا تستطيع جذوره اختراق أي طبقة صخرية، فيلتوي الجذر وتموت الشجرة بعد عدة سنوات من زراعتها.

فإن حرص المواطن صاحب الحديقة على زراعة مثل تلك الأشجار في حديقته، وهو يعرف أن تربته غير عميقة، من خلال حفريات البناء، عليه أن يعد حفرة بواسطة حفارات الصخور وعلى عمق لا يقل عن مترين ويملأها بخليط التربة المذكور أعلاه (رمل: طين: سماد حيواني) بجزء واحد لكل منها.

بالمقابل، فإن هناك أنواع من الأشجار، تستطيع أن تخترق أساسات البناء وإيذائها أو أن تعيب البناء أو تثقب خزانات المياه الأرضية، أو تقتل ما حولها من الأشجار بالتفاف جذورها على جذور غيرها وخنقها، من تلك الأشجار (الجوز، التين، التوت اليوكاليبتوس) فعلى صاحب الحديقة أن لا يدخل مثل تلك الأصناف إذا كانت تربته غير عميقة أو أن لا يزرعها بمحاذاة أسس البناء.

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس