مجموعة عبد الوهاب البياتي
{ بستان عائشة }
{ 1 }
صدرت مجموعة المرحوم الشاعر عبد الوهاب البياتي { بستان عائشة } في عام 1989 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، وأعيد اصدارها بعد ذلك عدة مرات .
أقدم هنا الى أصدقاء الشعر هذه المجموعة عبر طبعتها الثالثة التي صدرت في عام 1994 عن نفس دار النشر .
{ 2 }
في شتاء عام 1995 كان الاستاذ ماهر الكيالي صاحب دار { المؤسسة العربية للدراسات
والنشر } يلح على المرحوم البياتي حول ضرورة نشر مجموعته الجديدة التي كتبت بعد
مجموعة { بستان عائشة } وهي مجموعة { كتاب المراثي } ،
لكنه كان يعد باعدادها للنشر ويؤجلها دائماً . في يوم ما أخبرني أن المجموعة الجديدة
جاهزة
لكن قصائدها تتوزعها مخطوطات ومجلات وصحف عديدة ، وطلب مني أن أنقل قصائد المجموعة
في دفتر وأبوبها حسب تعليماته . قمت بنقل { كتاب المراثي } في جلسة طويلة بغاليري
الفينيق في عمّان ، وسلّمها البياتي بعد ذلك الى الفنان التشكيلي العراقي عبد الحسين تويج
الذي وضع لها رسومات مستوحات من مناخات المجموعة . بعد صدور { كتاب المراثي }
طلب مني البياتي أن اشتري دفتراً وأضع فيه كل قصيدة جديدة يكتبها . كنت أكتب
القصائد وحين تنشر في صحف أو مجلات يقوم البياتي بتغيير وشطب الكثير من
السطور والكلمات . بعد سنوات امتلأ الدفتر بقصائده الجديدة ونشره الاستاذ ماهر الكيالي
بعنوان { البحر بعيد أسمعه يتنهد } .
مجموعة
بستان عائشة
الى زوجتي العزيزة هند :
لم أعرف سوى حبكِ على هذه الأرض
فحبّيني من جديد
فبحبكِ يكبر الطفل / الشاعر الذي هو أنا .
عبد الوهاب البياتي
مدريد 2 / 11 / 1988
مرثية الى خليل حاوي
{ 1 }
حين انتظر الشاعر
ماتت عائشة في المنفى
نجمةَ صُبحٍ صارت :
لارا وخزامى / هنداً وصفاء
ومليكة كل الملكات
تمثالاً كنعانياً
نار حريقٍ في أبراج البترول
وفي أبيات { نشيد الانشاد }
ودماً فوق سطور { التوراة }
وجباه لصوص الثورات .
صارت نيلاً وفرات
ونذور الفقراء
فوق جبال الأطلس ،
قافية في شعر أبي تمّام
صارت بيروت ويافا ،
جرحاً عربياً في مدن الابداع
منذوراً للحبِ
ومسكوناً بالنار .
صارت عشتار .
{ 2 }
حين ارتحل الشاعر
رسمت خارطة الأشياء خُطاه .
{ 3 }
حين انتحر الشاعر
بدأت رحلته الكبرى واشتعلت في البحر رؤاه
وحين اخترقت صيحتُهُ ملكوت المنفى
طفق الشعب القادم من صحراء الحبِ
يحطم آلهةَ الطينِ
ويبني مملكة الله .
28 / 2 / 1983
من أوراق عائشة
قالت : سأقتلهُ
وأحمل رأسه لقبيلتي
صنماً ، لتعبدَهُ
وتحرقهُ ، إذا اقتتلت
وفي الصحراء أبني معبداً للحبِ
يحمل اسمهُ
تأوي اليه الطير ، في زمن المجاعةِ
أرتدي الأسمالَ
أعقر ناقتي
في باب معبده أنوح .
قالت : سأحملهُ
إذا مرّت عصور
خاتماً في اصبعي
وأنوح في جوف الضريح .
23 / 11 / 1987
|