عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-11-2020, 08:54 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,969
إفتراضي

وقد كان يقال شيئان متباينان، إن صلح أحدهما صلح الآخر السلطان والرعية فقد صلح السلطان، وعلى الله تمام النعمة في صلاح الرعية، حتى يحقق الأثر، وتصدق الشهادة في الخبر)قال ابن عبدربه (ت 328 هـ) في «العقد» (1/ 9) (قالت الحكماء إمام عادل، خير من مطر وابل وإمام غشوم، خير من فتنة تدوم ولما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن)قال ابن فارس (ت 395 هـ) في «مقاييس اللغة» (6/ 106) (وفي بعض الكلام «ما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن»، أي إن الناس للسلطان أخوف)
8 ــ ذكره دون عزو لأحد
الجويني (ت 478 هـ) في «غياث الأمم في التياث الظلم» (ص 24)
قال المبرد (ت 285 هـ) في «الكامل في اللغة والأدب» (1/ 214) (وقال المهلب بن أبي صفرة لبنيه إذا وليتم فلينوا للمحسن، واشتدوا على المريب، فإن الناس للسلطان أهيب منهم للقرآن وقال عثمان بن عفان إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن قوله «يزع» أي يكف، يقال وزع يزع إذا كف، وكان أصله «يزع» مثل يعد فذهبت الواو لوقوعها بين ياء وكره واتبعت حروف المضارع الياء لئلا يختلف الباب، وهي الهمزة، والنون، والتاء، والياء نحو أعد ونعد، وتعد، ويعد، ولكن انفتحت في «يزع» من أجل العين لأن حروف الحلق إذا كن في موضع عين الفعل أو لامه فتحن في الفعل الذي ماضيه «فعل»، وإن وقعت الواو مما هي فيه فاء في «يفعل» المفتوحة العين في الأصل صح الفعل، نحو وحل يوحل، ووجل يوجل، ويجوز في هذه المفتوحة ياحل وياجل وييحل وييجل، وكل هذا كراهية للواو بعد الياء، تقول وزعته كففته، وأوزعته حملته على ركوب الشيء وهيأته له، وهو من الله عز وجل توفيق، ويقال أوزعك الله شكره، أي وفقك له وقال الحسن مرة ما حاجة هؤلاء السلاطين إلى الشرط فلما ولي القضاء كثر عليه الناس، فقال لا بد للسلاطين من وزعة)قال أبو جعفر النحاس (ت 338 هـ) في «معاني القرآن» (5/ 120) (أصل وزعته كففته ومنه لا بد للناس من وزعة ومنه لما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن)وقال أيضا (6/ 257) (يقال وزعه يزعه ويزعه إذا كفه ومنه لما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن ومنه لا بد للناس من وزعة) قال الخوارزمي (ت 383 هـ) في الكتاب المنسوب إليه «مفيد العلوم ومبيد الهموم» (ص 407) الباب الأول في بيان حاجة الإنسان إلى السلطان
اعلم أن السلطنة والإمامة من مهمات الدين، وقد يتعين في رجل فيتقدم على نوافل العبادات، فبقاء الدنيا ونظام الدين بالسلطان، فما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن، ولله حارسان في الأرض وفي السماء، يحرسان الخلائق فحارسه في السماء الملائكة وحارسه في الأرض الملوك! وسر هذا أن الآدمي جبل مدني الطبع بلدي المأوى لا بد له من مطعم إلخ
قال السمعاني في «تفسيره» (ت 489 هـ) (4/ 84) (ومعناه ما يمتنع الناس منه خوفا من السلطان أكثر مما يمتنع الناس منه خوفا من القرآن)قال ابن الأثير (ت 606 هـ) في «النهاية في غريب الحديث والأثر» (5/ 180)، وفي ط الخراط (9/ 4401) («وزع»
(هـ) فيه «من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن» أي من يكف عن ارتكاب العظائم مخافة السلطان أكثر ممن يكفه مخافة القرآن والله تعالى

يقال وزعه يزعه وزعا فهو وازع، إذا كفه ومنعه إلخ قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» (11/ 416) ( ولكن في بعض فوائد العقوبات المشروعة في الدنيا ضبط العوام كما قال عثمان بن عفان «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن» فإن من يكون من المنافقين والفجار فإنه ينزجر بما يشاهده من العقوبات وينضبط عن انتهاك المحرمات فهذا بعض فوائد العقوبات السلطانية المشروعة
وقال أيضا كما في «مجموع الفتاوى» (28/ 107) وعنه ابن القيم في «الطرق الحكمية» (2/ 683) (فصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتم إلا بالعقوبات الشرعية؛ فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن وإقامة الحدود واجبة على ولاة الأمور؛ وذلك يحصل بالعقوبة على ترك الواجبات وفعل المحرمات) قال الشاطبي (ت 790 هـ) في «الاعتصام» (1/ 293) ( لأن الإعذار والإنذار الأخروي قد لا يقوم له كثير من النفوس، بخلاف الدنيوي، ولأجل ذلك شرعت الحدود والزواجر في الشرع، وإن الله يزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن، فالمبتدع إذا لم ينتهض لإجابة دعوته بمجرد الإعذار والإنذار الذي يعظ به، حاول الانتهاض بأولي الأمر، ليكون ذلك أحرى بالإجابة)
ذكر الشيخ ابن باز كما في «فتاويه» (1/ 129) (وفي الأثر المشهور عن عثمان وهو مروي عن عمر بن الخطاب ـ أيضا ـ إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)وذكر ـ أيضا ـ في «فتاويه» (5/ 67) أنه قد ثبت عن عثمان، فقال (وقد ثبت عن عثمان بن عفان الخليفة الراشد أنه قال إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن
ويروي عن عمر أيضا) سئل الشيخ ابن عثيمين في «لقاء الباب المفتوح» لقاء رقم (130)
س ما معنى هذا الحديث وما مدى صحته «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»؟

فأجاب لا يحضرني الآن عن صحته شيء؛ لكن معناه أن من الناس من لا يصلحه إلا قوة السلطان، ومن الناس من يصلحه القرآن، إذا قرأ القرآن اتعظ وانتفع، ومن الناس من هو شرير لا يصلحه إلا السلطان، ويدل لهذا أن الزاني إذا زنا ماذا يصنع به؟ يجلد، لا نقول نأتي به، نقرأ عليه"
الرواية رغم عدم صحة نسبتها للنبى(ص) صدقها القوم بدليل النقول السابقة التى نقلها المؤلف من بطون الكتب
الرواية مناقضة للقرآن للتالى :
أن السلطان ليس شخص وإنما هو حق أوجبه الله كما فى قوله تعالى :
"ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
فالسلطان هو لولى القتيل وليس للسلطان بمعنى الملك أى الحاكم
والسلطان هو الوحى كما قال تعالى :
إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان"
"قال قد وقع عليكم رجس من ربكم وغضب أتجادلوننى فى أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان"
"ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه"
ما أنزل الله بها من سلطان تعنى ما أنزل الله بعبادة الآلهة المزعومة من وحى يبيح عبادتها
ومن ثم فالسلطان تعنى الحق وهو الوحى المنزل الذى يبيح أو يحرم الشىء
وأما كون السلطان أى الملك يخيف أكثر مما يخيف القرآن فهذا كلام غير صحيح كالتالى :
المسلمون دوما يخيفهم عذاب الله فى القرآن كما قال تعالى :
"الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب" وقال
"ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا"وقال:
"يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا"
المسلمون إذا لا يزعهم الحاكم وإننا يزعهم خوفهم من عذاب الله كما قال القرآن
وأما الكفار والمنافقين فلا يزعهم القرآن وهم فى ذلك مذاهب فكما يوجد كفار يخافون بطش حكامهم يوجد كفار لا يخافون من حكامهم ويحاربونهم ويحاربون قوانينهم سواء كانوا طبقا للقانون مجرمين أو إرهابيين أو غير هذا كما فى حالة مؤمن قوم فرعون أو حالة مؤمن يس وكما فى حالة من نصح موسى(ص) بالهرب من مصر
إذا المقولة خاطئة ولا يمكن أن يكون لها مكان ولا تصديق إلا فى مجتمعات يطلق عليهم مسلمون بالأسماء وليسوا مسلمين حقا وصدقا
وتبقى هناك نقطة وهى أن كل سلطة فى الإسلام هى من الله أى أنزل الله بها وحى كما فى سلطة الرسل التى قال تعالى فيها :
"وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن يسلط رسله على من يشاء"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس