عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-05-2009, 09:56 AM   #22
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

في أميرٍ مُفْلِس

زال عنه إرث الزعامة إلا
خُيلاء في النفس واستكبارا

راح يدعو للعزم وهو جبانٌ
ثم يبدي من الجبان النفارا

ويقول: اقتلوا الضعيف ولكن
يحذر البيت إذ يرى فيه فارا

يأمرُ الشعب أن يثور ولكن
كلما الشعب ثار ولى فرارا

وهو يبدي آراءه في القضايا
كزعيم فلا يرى أنصارا

قد تردى قميصه وهو بالٍ
ذو شقوق وراح يكوي الإزارا

وتراه يدعو الرفاق مُلِحاً
كل ليلٍ أن يقصدوا الخَمَارا

يتعشى من نُقْلِهم كل ليلٍ
وبإحسانهم يَعُبُ العقارا

يقتفي الغانيات والكيس خالٍ
فإذا ما تبعنه يتوارى

لاعبٌ بالقمار من دون مالٍ
فإذا ما دعوه للدفع حارا

عائشٌ بالسؤال في الناس لكن
يسألُ الناسَ حاكما أمارا

عنده العار أن يجوع ولكن
لا يرى في سؤاله الناس عارا

وإذا ما دعاه للدفع ذو دَيْنٍ
رأى المَطْلَ منه والإنكارا

قائلا سوف أشتكيك وأبغي
شرفي إذ هتكت مني الوقارا

سُبَني إن أردت سراً وطالبْ
وتهدد واحذر طِلابي جَهارا

أنا في الناس عائشٌ باعتباري
ولقد كدتَ تَهتِك الاعتبارا

يتمشى قرب المسارح ليلا
وحشاه للبؤس تقدح نارا

ساخطاً حين يلمح النور فيها
هائجاً حين يسمع الأوتارا

وهنا يمنح الصعاليك عطفاً
لاعناً من قد أوجد الدينارا

يترجى الأقدار من دون إيمانٍ
فإن خاب يلعن الأقدارا

يترجى وهماً ويلعن وهماً
فترى فيه مؤمناً كفارا

ولقد يدخل المسارح حيناً
كأميرٍ فيخرجوه اضطرارا

وإذا ما دعاه للرشد داعٍ
عله يتركُ الطِلا والقمارا

قال: إما الحياة أبلغ فيها
واجباتِ الصبا أو الانتحارا

للشاعر العراقي: أحمد الصافي النجفي (1897ـ 1977)
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس