الموضوع: شعر سلاف
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-03-2001, 08:33 AM   #1
سلاف
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post شعر سلاف


.........-1-...........عرس الحبيب
في يومِ عرسكَ يا عظيمَ الشانِ
------------ كلُّ الأعنةِ لن تحوشَ لساني
أثنيه عن بوحٍ فلا أسطيعــهُ
------------ كيف احتواءُ تدفق الجرِيانِ
مجدي يطالبني بنظم قصيدةٍ
--------- أبشر حبيبي إن عُرْســكَ دانِ
يطبي خيول الشعر نحوك زاخرٌ
--------- -- من نيلنا بالحبِّ والتّحـنانِ
يجري على الحاسوبِ فيضُ خواطري
------------- فيه المؤشر سابق لبنانـي
تستافه شوقاً على طول المدى
------------ لم تنس روعته على الأزمانٍ
أوّاه لو لم تكتنفني حَيْطةٌ
---------- لأتتكمو من ثــورةِ البركانِ
حمَمٌ يكاد النجم يصلى نارها
------------ فيفرَّ فـي هلعٍ من الجَيَشانِ
حتى استحالت وهي تأكل ذاتها
-------------بحراً يـموجُ بزاخر النيرانِ
غرثى وليس الأفْقُ يملأ جوفها
------------ إن لم تعانق نفسَ كلِّ جبانِ
والذلّ يأباه الفتى لكنما
----------- لذّ الخضوعُ لذي هوىً ولهانِ
إني أهددكم بنيران الهوى
--------- --- - وبما سيأتي دونما أيـمانِ
إيماننا بالغيب سرّ حياتنا
------------ غيبٍ يفوق صلابة الصوّانِ
هذي "أغاني العرس " خيرُ أغانِ
------------ قامت عروستنا من الأكفانِ
ما صدّها حدٌّ ولا تأشيرةٌ
----------- - جمحت بما فرضوه من بهتانِ
أحييتها اللهم بعد مماتها
-------- --- فكأن هذا القرنَ بعضُ ثوانِ
بعثت كأجمل كاعبٍ ونضارها
------------ أحلى من الياقوتِ والمرجانِ
فحنت لها الخودُ الحسانُ رؤوسها
------------ إذ غاب من ألَقٍ لها القمرانِ
وقصائدٍ للمجد وشّتت جيدَها
--------- -- حسناً به يسمو على العقيانِ
غزلت ملايين العذارى ثوبها
----------- فأتى كذات النهج في الإتقانِ
لا تُخفِيَنْ وجْداً وقد كابدتَهُ
------------- تسعينَ عاما دائمَ الخفقانِ
فألذّ من زهر الرياضِ وعطرها
-------- --- نفْحٌ يهبّ عليك من أردانِ
"بل جُنَّ قلبكَ إذ بدت لكَ دارُها
---------- جزعاً وكدتَ تبوح بالكتمانِ"
فاصدحْ ولا تخْشَ الملامَ فأنت في
----------- كنف الحلالِ ونشوة الإعلانِ
من كان مثلك بالجمالِ متيماً
----------- خطب المليحة دونما العرسانِ
أتراحنا عصفت بها أفراحنا
---------- قد كان ذا الناعي على الأحزانِ
والزغرداتُ ترددت أصداؤها
-------------- ما بين تمبكتو إلى جيّانِ

والراقصون أتوا وهدر طبولهم
----- --- ما بينت طهرانٍ إلى تطوانِ
والوُرقُ في يمنٍ على أفنانها
------- تشدو ورجع الشدو في لبنانِ
أوراسُ في طربٍ ويثربُ والصفا
------- والمسجد الأقصى من الألحانِ
وعلى ربوع الرافدين ترنمٌ
------- من رجع لحن الصِّيد في أسوانِ
لحنٍ ترجّعه الملائكة العُلى
----- --- فيه من الذكر الحكيم مثاني
طارت من القوقاز بيض حمائمٍ
--------- وبمأمَنٍ حطت على البلقانِ
هذي ورود العرسِ يعبقُ عطرها
------ --- واظنها جاءتك من بيسانِ
أنّى نظرت ترى الدموعَ سواجِماً
--------- من عين أقصانا وعين الداني
هي أدمع التاريخ لملم نفسه
-------- فيضاً من الأفراحِ والأشجانِ
الله أكبر يا له من موكبٍ
--------- جمع العروبةَ معْ بني عثمانِ
والترَّهاتُ وما افتروه وما بغَوْا
---------- ومحاكم التفتيش للنسيانِ
بوركتَ من عُرُسٍ وبورك جمْعُهُ
--------- فالجمعُ فيهِ ملائكُ الرحمنِ
الله أكبر ذا الحبيب محمدٌ
---------- ويحفّه من حوله العمرانِ
عثمانُ جاءَ وسيِّدٌ ومعالمٌ
-------- --هذا عليٌّ جاءَ والحسنانِ
هذا صلاح الدين في راياته
----------- ويليه فخر الفاتحين الثاني
وأبو عبيدة هاهنا مع جعفرٍ
-------- حسناً أرى يستصحب النبهاني
أعريسَنا يا مرحبا بعريسنا
--------- سبْقاً من الأرواح لللأبدانِ
عرْساً أذلَّ اللهُ فيهِ قيصراً
------- واقتصّ من كسرى أنو شروانِ
حُرّاسُ إخوان القرود تشتتوا
------------ ما بين مخصيٍّ إلى عِلماني
هذا مسيلمةٌ يبوءُ بخزيهِ
--------- وبما افترى إفكاً على الرحمنِ
هذا أبو جهلٍ يطأطئ رأسهُ
---------- وعليه تهوي حُطَّمُ الأوثانِ
أبناءُ تنمية (الفعاوى) أُبلِسوا
-------- - يستذكرون حبائل الشيطانِ
والرهطُ من عشرات أشباه الدمى
--------- خُشُبٌ مسنّدةٌ على الجدرانِ
أسيادهم ولّوا وهم ظلّوا هنا
---------- هلا تذكرتم مدى الطغيانِ
هل نحن من سقط المتاع لديكمُ
------------ جيلٌ يسلمنا لجيلٍ ثانِ
بالله ما الصكّ الذي جئتم به
------- حشد من التسعاتٍ دون ثمانِ ؟
أم راية مصنوعةٌ من ذلّنـا
-------- افضى لها سيكيسُ بالألوانِ ؟
" وسعت أساطيلَ الغزاة بلادنا
--------- لكنها ضاقت على " القرآنِ

التبنُ أغلى عندكم من فكرنا
--------- تتشدقون بشرعة الإنسـانِ؟
هي شرعةٌ ترعى اليهود بحدبها
------------ ولها علينا حدةُ الأسنانِ
نكباتُنا كثرت واوسمةٌ لكم
----------- تغني عن التقصيل والتبيانِ
لكنما الجبّارُ أذهب ريحكم
---------- عيشوا بخزيٍ سادة الإذعانِ
فبرحمةٍ منكَ اغتفر إجرامهمْ
------------ طلقاءَ ألحقهم أبا سفيانِ
أنعم بإكليل على أطرافهِ
---------- بدمِ الشهيدِ زخارفٌ ومعانِ
بشرى من الإنجيل عن أفراحنا
----------- وكذاك في التوراة والقرآنِ
الـنجم والـشجر اللذان يصـليا (م)
--------ن اسـتبشرا وكـذلك الثقلانِ
نحيى على هذا النشيد وإن نمت
------------ فهو النشيد لنا بعمرٍ ثانِ
أنا من أنا إن لم تصلك قصائدي
---- ---- في يومِ عرسكَ يا عظيم الشانِ
إن لم يُصِخْ دهرٌ وتنهضْ أُمَّةٌ
--------- -- إني إذن بالشعرِ ما أشقاني

_______________________
.........(2) ......... النعناع والحبق

أحاول النومَ أحبابي فينفتقُ
………….جفنٌ وذهنٌ وقلبٌ بالجوى وَمِقُ
يُسلِّم الله من لا زال يؤنسني.
…………حديثه هامساً للبُعدِ يــخترقُ
أنفاسُهُ كنسيم الروضِ مصطبحاً
…………دخلتُـهُ فأتانـي نفحُهُ العَبِـقُ
هذي عهودكم في الجيد ناشبةٌ
………..وكيف يسلو الذي في جيده وَهَقُ
أتونُ أشواقِهِ مازال محتدما
…………في وارف الظل من وصلٍ له أَنَقُ
كم ذا يحاول سلوانا فيعجزه
………….وقلبه عـندكم عبدٌ إذن أَبِـقُ
ما أعجبَ القلبَ بالأضدادِ مزدحمٌ .
…………وليسَ إلا بحجم الكفّ يـختفقُ
به حُمَيّا الهوى تحيي بنشوتِـها
………….وصرفِ جريالها ما إن به مذَقُ
به حقولُ زهورٍ ها هنا كمـأٌ
…………..والعابـقان هنا التعناعُ والحبَقُ
هنا الرياضُ بـها تينٌ بها عِنَبٌ
…………..بها الشّوامخُ في علْيائها السُّحُقُ
هنا فيافٍ هنا يَـمٌّ هنا أكَـمٌ
…………. هنا جبالٌ هنا وادٍ هنا أفُــقُ
هنا الليالي التي العشّاقُ لو حلفوا
….……أعمارَهمْ أودِعوا في حلْفِهم صدقوا
هنا ثوانٍ تفوقُ العمْرَ روعتُها
………….والقلبُ فيها بفيضِ النورِ يأتلقُ
هنـا الشتاءُ بـه الأنواءُ صاخبةٌ
…………..به رعودٌ وغيمٌ كُحلُه العُـقَقُ
ينمِّق اللونَ فـي قوسٍ لـهُ قُزَحٌ
…………..فيستحيلُ إلى أطيافه اليَـقَـقُ
هنا الهجيرُ كلفح النارِ زفرتُـهُ
…………..نياطُـهُ بسموم اللفح تحترقُ
هـنا الـربيعُ توشّيه مناظـرُهُ
………….أنسامُهُ بِعبير الروضِ تُنْتَشَـقُ
هنا نُجومٌ هنا شمسٌ هنا قــمرٌ
…………..هنا غضارةُ صُبخٍ هاهنا الشفقُ
هنا الـمَجرّاتُ والأكوانُ مُدّتـها
………….تقاسُ بالضوءِ منها الضوءُ ينبثقُ
وأنت فيـهِ على الدنيا متوجـةً
………….فلْيهْنِكِ التاجُ والكرسيُّ والألَقُ
يا أنتِ لا شيءَ في الدنيا يعادلها
………….إلا الذي من فؤادي ظلّ يندفقُ
تيّارُهُ رغم بعد الدار متصــلٌ
………….ورافداه إليك الشـوقُ والأرقُ
لو أنّ مولاةَ قلبي فـي تقلّـبها
……….ترى الذي فيه، قد كانت إذن تثقُ
بأنها روحُهُ والروح إن خرجت
…………ما ظلّ من دونها رثٌّ إذن خَلَقُ
بحرُ الهوى موجه شوقٌ به صَخِبٌ
…………..لا عيش إلا لمن في لُجّه غرقوا
أكادُ أخرجُ من نفسي ليحملني
………موجُ الأثيرِ ومسرى روحيَ الـمُوَقُ
الحُبُّ فيضٌ من الرحمن نعمتُهُ
……....بالشّـكر تبقى وبالنّـكرانِ تنمحقُ
وليسَ يصلُحُ في الأفهامِ من كَلِمٍ
…………إذا استوت ظُلُماتُ الليلِ والفَلَقُ
ما العقلُ إنْ عقَلتْهُ أَلفُ هاجسةٍ
………...….إلا الدليلَ إلى الآلامِ ينطلقُ
يضحي التّفنّنُ في التعذيب مهنتَهُ
……...………لذاته ولمن في حبِّه صدقوا
كأنّهُ موكلٌ بالهَمِّ يجمعُهُ
………….وليس تُعييه مهما ضاقت الطّرُقُ
يكادُ إدمانُهُ للهَمِّ يطمِسُهُ
…………...…فلا تُمازُ بهِ أَوْسٌ وَمُصْطَلَقُ
يُعمي الهوى العقلَ ما في ذاك من جدلٍ
………….والشَّرُّ من ذاك من طبْعٍ به الخَرقُ
كمعشرٍ بعثروا تسعين من مائةٍ
…………..ويفخرون بما من نفسهم خرقوا
أو الذي يحسبُ التنباك موبقةً
……………وليس يغضبه في الدين ما لفَقوا
إن البصيرةَ في درب الهدى علمُ
………..….بدونها تحرف الأحكام والفِرَقُ
أكاد أخرج عن نصٍّ فيحملني
………….مجرى الكلامِ إلى دربٍ به زَلَقُ
لِسانُ صمتاً لَتَدْري كم هُنا رَهَقي
…………....للموتُ خيرٌ إذا كان الهنا الرهقُ
______________________
...........(3) .........قالت أأحببتَ
قالت أأحببتَ قبلي؟، عمّني الرّهَبُ
……………….ورحتُ بالحبِّ والإحراجِ أضطربُ
بل اسألينيَ عن قلبٍ أغالِبُهُ
……………….منذ احتواه من المذكورة الوصَبُ
لنا اصطراعٌ وقدْ قيدتُهُ أمداً
……………….حتى أتيتِ، فوافاه بك الغَلَبُ
مالي غدوتُ كُليماتٌ تَقاذَفُني
……………….كزورقٍ مبحرٍ والموجُ يصطخبُ
أظلّ أرنو إلى نجمٍ وأحسبه
………………...يرنو إليّ وما ينفكّ يقتربُ
يا نجمُ هل أنتَ من لازال في خلدي
………………..من نحو عشرينَ عاماً ظلْتُ أرتقبُ
تبسّم النجمُ جاءتني بشارتُهُ
…………………فرُحتُ فبي سكراتِ الحبّ أنجذبُ
حسبتُهُ قالَ إني ما أتيتُ سوى
………………...لموعدٍ قد مضت من دونه حِقَبُ
يا نجمُ إني لِما تحويه من ألَقٍ
…………………أقدّمُ القلبَ قُرباناً كما يجبُ
وجاءني ردّه بالصخْبِ مختلطاً
…………………يكفيكَ مني شعاعٌ واحدٌ سَبَبُ
قبلتُ لكنني أحيا على أملٍ
…………………لعلّ يوما سيدنيني لك الرّغَبُ
والله يا نجمُ ما الآفاقُ تمنعني
………………….أطيرُ فوقَ زوايا الكونِ لو تهَبُ
دقيقةً في حسابِ العمرِ واحدةً
………………...تعادلُ العمرَ هل يوماً لها تَهَبُ
نسيتُ في ولَهي ما كانَ أحدقَ بي
…………………من المكاره في طيّاتها العطَبُ
يكادُ زورقِيَ المعطوبُ يغرقُهُ
……………..تلاطمُ الموجِ والأنواءُ والسّحُبُ
سمعتُ بالقلبِ صوتاً خَلِّ دفّتَهُ
………………من يعشق النجمَ لا تودي به النُّوَبُ
أمسكْ شعاعي شعاعَ الحُبِّ فيه قُوىً
…………….فوقَ التي حازها الفولاذُ والخشبُ
واجعلْ شعاعيَ حبلاً لا انفكاكَ له
……………..ولا يكنْ غيرَهُ يوماً لكَ الأرَبُ
لا تتخذهُ بيومٍ سلَّماً وبِه
…………….ترقى إليَّ فما يرقى لي الحطبُ
ما غيرُهُ ؟ نجمُ أفصحْ لست تعرفني
……………..الحبّ عندي دينٌ ليسَ ينقلبُ
عشرونَ عاما مضت مذ قد مضَت ولها
……………..ما زال شيئٌ بعمق العمقِ ينثعبُ
إن أحترقْ بك يوما ذاك ما خُلِقتْ
………………له الفراشاتُ إذ للنورِ تقتربُ
وأنت يا نجمُ منذُ اليومَ لي شرفٌ
………………إليك دون جميع الخلْقِ أنتسبُ
أرى انتسابيَ هذا فيه من شرفٍ
……………….فوقَ الذي فاخرت فُرْساً به العرَبُ
ما ضرّ أن يأخذ الأشياءَ واهبُها
………………..فاقطع شعاعَكَ يلحقْ بي إذن ثَغَبُ
ما كانَ قلبيَ في إدراكِ نجمتهِ
……………..يلوذ بالبطءِ لكنْ عاقَهُ سبَبُ
عشرونَ ألفَ اعتبارٍ سقتِها سلَفاً
…………..قد أرهقتهُ فما يقوى بها يَثِبُ
أرخي العنانَ له تلقيْنهُ نشِطاً
………….يطرْ إليكِ فلا تقوى لهُ حجُبُ
ولا حدودٌ ولا تأشيرةٌ فُرِضت
………….ولا يعَطّـلْهُ من أوضاعه تَعَبُ
تُرى تجاوزَ شرطَ النجْمِ في حلُمٍ
………….يخشى من النجمِ إن يلحقْ به غضَبُ
لولا الحرامُ إذن ألفيتِ قَوْلَتَهُ
…………أستغفرُ النجمَ من قولٍ به شَغَبُ
رحماكَ يا نجمُ إني اليومَ ممتثلٌ
…………لـما تشاءُ فهبْ لي منكَ ما تهبُ
________________________
..............(4).......... تهاويم
أحقا عزمت (ي) هجرنا والتنائيا -- وأضحى سرابا منك ما كان ماضيا
وعادت ليالينا ظلاما وجفوةً --ليالي الهوى أكرم بـهنَّ ليــاليـا
تقولين فارقني وغادر فؤاديا -- وعش بعذابٍ أنتَ أو مُتْ فما لِيـا
ومـا ليَ ذنبٌ غيرَ أني حبيبتي -- خضعت خضوعاً لم يكن من صفاتيـا
فلو كان أمري كنتُ يا أنتِ هاجراً - ولكنّ قلبي ليس للنصح صاغيـا
أخاطبه يا قلبُ ويحكَ ضمتني -- وللأرضِ قد خفّضتَ يا قلبُ راسيـا
فكيف ترى يا قلبُ فيها حبيبةً -- وتغييـرُها الألوانَ فـاقَ الحرابيـا
تحدّق أَحيانا وتضحك تارةً -- كأن من المخفيِّ عنها عذابيا
وقد أقسمت كذْبا وقالت خديعةً -- كلاماً عجيبا غامضاً وضبابيا
كأن لـها في مجلس الأمن سطوةً -- وتـحتاج تبريراً يـحيكُ الـمآسيا
وكم قلتُ ذرها يا فؤادي وشأنها -- فقد أزمعت بيناً قبيحا وقاسيا
نـهيتُكَ يا قـلبي يغرّكَ دمعـها -- دموعَ تـماسيحٍ تـجيد التباكيـا
فردّ عليّ القلبُ:" إنـي أحبها -- وإنّي لـها عبدٌ فذرنـي وشانيا
أغضّ عيونـي عن عيوبٍ رايتها -- وهل كانَ حبٌّ غير حبكَ رائيا
ولستُ بطَلابٍ لها من حنانـها -- وإن كنتُ وقّـافاً عليها حنانيا
أصون الهوى والعهد ما دمتُ باقياً-- أرجّي هواها علّـهُ أن يوافيا"
إذن أنت يا قلبُ (و) لها لستَ لي -- فولِّ وراها تـاركاً لـيَ حاليـا
سأحيى بلا قلبٍ بلاها بلاكـما -- فبوءا بكرهي عن خيالي تواريا"
وكم قد تـغزلتِ بلبٍّ وصفتهِ -- عظيماً، أَمِنْ شهرين أصبح واهيا؟
وكنت ملاكا تستطيبين قربـهُ -- فكيف بـحقّ اللـهِ نُحّيتُ نائيا
وكانت لي الأبوابُ تفتح دائماً -- فصارت مغاليق الرتاج أماميا
وكنتِ قديـما تفخرين بغيرتي -- أصـرتُ أنانـيأ غليـظاً وجافـيا
تقولينَ أحضانـي جليدٌ مـنفِّرٌ -- وكنت قديـماً رائعَ الحضنِ دافيا
فهلْ أنتِ أنتِ تلكَ من قد عرفتها -- تفيض حنانا يغمر الروح ساميا؟
وهلْ أنتِ من قد عاهدتْ لا تبيعني -- ولو قطّـعوا أقـدامها والأيـاديا ؟
وهل أنتِ من قالت إذا ما تركتَني -- تركتُ الدُّنـى في الناسِ غيرك ما لِيا ؟
ولو قطَعوا جِيدي فإنـي وفِيَّةٌ -- ولو سـملوا عينيَّ ما رُمتُ ثانـيا
حنانَيكِ أنتِ بئسَ ما تحكمينه -- فعودي لحكم الحبِّ والعدلِ قاضيا
فإني الـذي صيّرتُ ريقَكِ بلسماً -- جَنِـيّا يداوي علّة القلبِ شافـيا
ومن شفتيكِ صغت للرّوضِ ورده-- فجاءَ جـميلَ اللونِ أحـمرَ قانــيا
وغيريَ من أهدى إلى الروضِ عطرَهُ--بـما قد بثـثـتِ من أريجِكِ زاكيا؟
ومن دون شعري كيفَ للبدرِ أن يُرى -- بشُـبّاككِ الفضّيّ للنورِ راجيـا ؟
وهل كان هذا الليلُ أسوَدَ فاحـماً -- بدونِ كسائي ايّاهُ شعركِ ضافيا
وكسوتُـهُ طولاً كشعركِ ضـافياً -- ما كنتُ أحسبُني أطيلُ عـذابيا
هل كنت تسطيعينَ دون قصائدي -- تهدين قرص الشمسِ وهْجَكِِ حاميا
ومن قالَ غيري الله زَيّنَ كـونَهُ -- بعُشْرَيْنِ من حسنٍ وأنـتِ ثـَمانيا
وأودعكِ الرحـمنُ آياتِ روعةٍ -- وكلّفني وحدي من الخلْقِ تــاليا
أردّدها عند الـمنام وحالِمـاً --- وأصحو طوالَ اليومِ للآيِ قاريـا
وهلْ كانَ إنسانٌ بدونِ عواطفي -- يصوغ من الضّحْكاتِ لـحنا راقيا
وهل كان هذا الصّدرُ دونيَ حاوياً-- بدلا من الصُّمِّ الصفاحِ الحـانيا
أُصَيْبَعُكِ المجروحُ هل كان يُفتدى -- بقلبٍ سوى قلـبي يفدّيهِ غاليـا
ولكنني والله يعلمُ أنني -- أحاورُ صوّاناً برأسكِ قاسيا
عييتُ بهِ كم ذا أحاولُ جاهدا -- غليـظا كسور الصّينِ فظّاً وعاتـيا
-------------------------------------
بكيتُ وما تبكينَ ما تسمعينني -- ويا أنتِ لو تصغينَ يُشجي بُكـائيا
وتبتلُّ من سفحِ الدموعِ ملابسي -- كما كنتِ إذ ترجين مني التدانيا
فيا عجبي أين الوفا وعهودنا --- وقد أصبح الإسـمان أسما ثنائِيا
وقد خفق القلبانِ خفقاً موحّداً --- وقد خلّلت منكِ البنانُ بــنانيا
وقد نهلت روحي عطوراً بثثتها --- كما عبَّ من ذاك الاريجِ ردائيـا
(إذا مرَّ سيفٌ بيننا لم نكن نرى --- دماءَكِ قد اجرى ضُحىً أم دمائيا)
وعزفٍ عزفناهُ وحيداً منغَماً --- جميلاُ كصوتِ النايِ خفضاً وعالِـيا
وماءٍ شربتُ مثلَ ما تذكرينهُ ---- لو انّي على لَوْحٍ أعادَ حيــاتيا
فهلْ يا حياتي قد ذوت كلُّ وردةٍ --- وكلُّ عهودِ الحبِّ ماتت ورائيا
وهلْ غادرتْ كلُّ العصافير حقلنا -- فلم يبقَ إلا البـومُ والبينُ ناعيا
رجوتُكِ مرّاتٍ تصونين حبّنـا --- فليسَ لخلقٍ منكِ حـقٌّ كما لِيا
وليسَ لشخصٍ أن يشمّ ورودنا --- وليس لخلقٍ أن يُرى في ظلالِيا
فهذي رياضي من عيوني سقيتُها -- وأسبغَ ألواناً عليها خيـاليا
وهذي دروبـي عبّدتها جوانحي --- كما داعبت أسْلاً حساناً شفاهيا
وأقسمُ بالرحمن لستُ بـحاقدٍ --- وإن جاشَ غيظُ النفسِ بالقولِ قاسيا
سفحتُ دموعَ العينِ في كلِّ ساعةٍ -- وفارقَ عيني نورُها من بُكائيا
سأبكي الهوى يا أنتِ ما عشتُ مخلِصاُ-وأبكيكِ يا أنتِ طوالاً ليالـيا
وعهداً أضمُّ الطيفَ منكِ على النّوى - قنوعاً بهذا الطيفِ للغدْرِ ناسيا
____________________________________
...............(5).............. يا ليتَ

يا ليتَ، علّ وربّما
……..….…أنعِمْ بذا أو بئسَما
أطلاسمٌ هذي سفتْـ
………ـكَ بها الرياحُ إذِ ارتمى
حرفٌ هنا من بعدهِ
………..…حرفٌ هناكَ فتمّ ما
نسجت رياحُ الاحتمالِ
……….…قصائداً، أو أنتَ ما
نسجته ريح الاحتما
……..….لِ فكنتَ شيئا مبهما
بعثرتَ شعركَ مثلَما
………….بُعْثِرْتَ دمعاً عَنْدَما
أم أنها الأشواق لا
………..…زالت لوهمٍ سُلّما
هل ظلَّ من حُلْمٍ تُرى
…..…..….ترنو إليه؟ -: لربّما
:- قلبي هنا مستيقظا!!
……...….…..إني تركتكَ نائما
أأفقت من عطشٍ ؟ أتسْـ
…...…..ـتسقي هنـا مُزْنَ اللمى
لا ماءَ تُسقاه سوى
…...……قطراتِ دمعيَ إن همـا
قد غاضَ منبعُهُ فـعا
…….…….دَ.بأرضِ قُفٍّ بُلْعُما
آنستَ برقاً أم غما
…....………ماً ؟ خُلَّبٌ هذا فما
في القيظِ غيرُ هجيرِه
……….…..وسحابُهُ ما فيه ما
-: دعني أحاولْ ثانيا
………...…..فلعلّني ولربما !!
-: أضحكتني أبكيتني !
………..أوَما ضرِسْتَ الحِصْرِما ؟
أنسيتَ بسمةَ من بها
………...…..لا زلتَ صبّاً مُغْرَما
كم قد سقتكَ زُعافَها
………....…..أتظلُّ تزعُمُ بلسما
قلبي أجِبْ مالي أرا
……...…..كَ أصرتَ ويحكَ أبكما
كم قد نصحتُكَ سابقا
………....…....إني أراكَ مصَمِّما
فاحفظ لنفسكَ رجعةً
....................... أثراً تراهُ معلما
فعمى العيونِ مطبَّبٌ
……..…..موتُ البصائرِ في العمى
وإذن تواضعْ في هوى
……..…...…لحمٍ تمازجَ والدَّما
إن تَطّلِبْ مُثُلَ الكما
…...…..….لِ اصعدْ هنالكَ للسّما
هذَيانُ يقظةِ تائهٍ ؟
…….…....…..إن لم يَكُنْهُ فربما
حلُمٌ يحاور ذاته
……....……عبثاً أرى أن تحلما
سلاف غير متصل   الرد مع إقتباس