عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-07-2008, 04:04 AM   #12
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

وردة الثلج







وردة الثلج ، هنا ، ترقدُ



هل أحببتها يوماً ؟



لماذا لا تجيب ؟
بكت العرّافة العمياء



لمّا قرعت شاهدة القبر



فلم ينهض من القبر سوى هذا الصليب



ورماد الورق الأسود والأحمر



يطَّاير في ريح المغيب



أيّ حب هو هذا ؟



عندما يكتشف الشاعر في منفاه



سرّ الآلهة



نيزكاً يسقط في البحر



عواء الرغبة المشتعلة



قارةً غامضةً تظهرُ ، ليلاً



في بياض الورقة



غابة / قافية محترقة



نجمة مؤتلقة



عندما يصبح هذا النص مفتوحاً



وهذا القرع في شاهدة القبر



حضوراً في الوجود



تنهض الوردة من تابوتها



حاملة نار جنون العشق



نار الملكوت .



1988







صورة جانبية لمدينة ما







مقبرة تعلوها مقبرة ، بينهما



الحب / الموت / البشر الأحياء



والشحاذون وأهل اليُسر البخلاء



فإذا ما صحتَ بأعلى صوتكَ



عاد الصوت مليئاً بلهاث الموتى



وسعال شتاء السنوات



وإذا ما حاولتَ فراراً



طاردكَ الباعةُ والعيّارون الشطّار



في تلك المقبرة الكبرى



في تلك الطاحونة



في تلك الصحراء



نُحرت آلهة الشعر



ومات الشاعر في حانوت الخمّار .



27 / 5 / 1986







سرّ النار







في آخر يوم ، قبَّلتُ يديها



عينيها / شفتيها



قلتُ لها : أنت الآن ،



ناضجة مثل التفاحة



نصفك : امرأة



والنصف الآخر ليس له وصف



فالكلمات



تهرب مني



وأنا أهرب منها



وكلانا ينهار



لطفولة هذا الوجه القمحي



وهذا الجسد المشتعل الريّان



أبتهلُ الآن



وأقرّب وجهي



من هذا النبع الدافق ، ضمآن .



في آخر يوم ، قلتُ لها :



أنتِ حريقُ الغاباتِ



وماءُ النهرِ



وسرُّ النار



نصفك ليس له وصف



والنصف الاخر : كاهنة في معبد عشتار .



27 / 5 / 1986







مملكة الشاعر







مملكة الشاعر حاصرها الأعداء



دهموا بّوابتها



ذبحوا ، بسيوف الغدر ، الحرّاس



نصبوا مشنقةً في ساحتها



وأقاموا الأعراس .



شقّوا صدر الشاعر



لم يجدوا في داخله



إلاّ مقبرة ، كان الثلج يغطيها



وأسامي معبودات مُسحت



وأُزيلت



من فوق قبور جرفتها الأمطار



وقصائد حب جعلوها بعد الأعراس



طعاماً للنار .



حكموا بالنفي على الشاعر بعد الموت



أقاموا حول المنفى الأسوار .







الدرع







وطني درع فولاذي



يحمي غُرةَ بغداد



كعبة حب يحرسها الله



كل غزاة التاريخ انهزموا



في بوابتها



صاروا في ذاكرة التاريخ رماد



يتبارى في قوس الشمس ، دفاعاً



عنها الأسلاف / الأحفاد .



27 / 5 / 1986



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس