عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-06-2008, 09:44 AM   #13
الفاتح العربي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
المشاركات: 15
إفتراضي الهجـرةُ الخامسـة. خوفاً ... أو طمعاً يحمل المثقف العربي لحمه وقافه وضاده ويهاجر !


الهجـرةُ الخامسـة



خوفاً ... أو طمعاً يحمل المثقف العربي ( لحمه ) ( وقافه ) ( وضاده ) ويهاجر !


شعر


د . محمد نجيب المراد





نَشـزتْ زينـبٌ وبـانتْ سعــادُ

فـَأَرِحنـا مـن الهـوى يـا فـؤادُ


لـم يعــدْ ههنـا بقيّـةُ حــب

جفَّفـتَ الهجـرُ نَسفهـا والبعـادُ


أسقمتـني العيـونُ منـذ قـديـمٍ

فمـريـضَُ أنــا ولا عـــوَّادُ


كـم سـؤالٍ علـى الشفـاه تـأبّى

وجــوابٍ صعـبٍ فـلا ينقــادُ


ودمـوعٍ سَـكبـتُ سـِراً بليــل

يعلــمُ الله حـرَّهــا والسُهـادُ


كـم تلعثمـتُ بينَ عينيـكِ شعـراً

نَطـقَ الصـخرُ تحتــه والجمـادُ


وتَتَـأتأتُ مطلعـاً مـن قصيــدٍ

سَكِــرتْ مـن دلالــهِ النقـادُ


وتمنعـتِ رغــم حـبًّ دفيـنِ

أفسـدَ الكـبرُ بيننــا والعنـادُ


ركبـتْ رأسَهـا النفـوسُ فـطاحت

تحـت هَـولٍ مـن الهـوى الأجيـادُ


!!!!!!


كُتبـتْ قسـوةُ الشَتـاتِِ علينــا

فسنـونٌ قحـطٌ وسبـعٌ شــدادُ


وبــلادٌ ورحلــةٌ وجـــوازٌ

وجــوازٌ ورحلـــةٌ وبِــلادٌ


وضيـاعٌ فـي رحلـة القمعِ والقمحِ

وخــوفٌ مـكثـفٌ واضـطهـادُ


وحـوارٌ بيـن المطـاراتِ والليـل ِ

فـأبـكــي ويشهــقُ الأولادُ


يـا أبـانـا قـالَ الصغـارُ تعبنـا

سـفرٌ دائـمٌ فـأيـن المـــرادُ


يـا أبـانـا كيـفَ الخـلاُص ورفقاً

بطيـورٍ قــد هـدَّهـا الإجهـادُ


خنقـت حسـرتي الـجوابَ ولكنْ

كـرَّروا لـي أقـوالـهم وأعـادوا


يـا أبـانـا مـا زلتَ تحمـلُ جُرحاًَ

يتنـامـى مـع الأسـى يَــزدادُ


إنَّ بـاريسَ عنـد رجليـك جـاءتْ

فلمـاذا هـذا الجـوى والحِــدادُ


يـا أبـانـا حزنٌ بعينيـك يبكـي

وعلـى " السـينِ " بهجــةٌ وودادُ


مـا الـذي في عـروق قلبك يجري

شـجنٌ دائــمٌ وذكـرى تعـادُ


حَلـبٌ قلـتَ ثـم مـاذا دمشـقُ

ثـم مـاذا الـربـاطُ أو بَغــدادُ


ثـم مـاذا الكـويت شـيءٌ غريبٌ

أَوَ تُشـْجيكَ يـا أبـي الأحقــادُ


عـربٌ تبـرؤ العُـروبـة مِنهـمْ

فلمـاذا ؟ .. وتبـرؤ الأجــدادُ


ولمـاذا ؟ .... ويبـرؤ الله منهــم

فلمـاذا ؟ .. تُصِـرُّ والقـومُ بـادوا


أثمـودٌ .. عـادتْ ثمـودٌ جهـاداًَ

وإلى الشـرق عادَ " رسُّ " و " عادُ "


وطغـى فـي البـلاد ظلـمٌ وفسقٌ

وعــلا كـلَّ سيــدٍ قــوادُ


عُبَـدَ الفـرد عنـدكـم يـا أبانـا

أوَ تـرضـى أن يَعبـدَ الأحفــادُ ؟


صَنَـمٌ شكلـوا وقـالـوا إمـامٌ

أَإِمــامٌ مــع الهـوى يَنقــادُ


هـذه أمـّةٌ تهتكهــا الفَــردُ

وأفنــى أحـرارَهـا الجــلاّدُ


لَعَـنَ اللهُ أمــَّةٌ سـادَهـا الظلـمُ

وقـادتْ جمـوعَهــا الأوغــادُ


إنَّ لـوطيـةً تـؤسِـسُ حِـزبـاً

بـافْتـخـارِ ويُمنــعُ العُبّــادُ


وسُحـاقٌ علـى الأثيـر عيـانـاً

يـا أبـانـا فَتعــرقُ الأمجــادُ


أيُ مجــدٍٍ هــذا وأيُ بــرازٍ

لعَقـوا الشعـبَ استهـمْ واستزادوا


أمـةٌ عنـدهـا حاضـت الـرجالُ

وخـاضـوا مـع الخنـا أو كـادوا


فـامسـحِ الدمـعَ يا أبانا وعفـواً !


ليـسَ يُجـدي لـو تُسفحُ الأكبـادُ


!!!!!!


كـلَّ هـذا أدري وإنـي شهيــدٌ

سَقطـت أمتـي وضَـاعَ الـرشـادُ


عَـربٌ مـاتـت البَـداوةُ فيهـمْ

وقضــى نحبـَهُ الأبُّـي الجَــوَادُ


" وثـنَُ " حــادَ فيهـمُ فتـلاقَـوْا

عنـد أقـدامِـهِ سجـوداًَ وحـادوا


ذبحـوا حَـرَّهـم فكـان ارتـداداًَ

كَيـفَ تمشـي عقَيـدةٌَ وارتــدادُ


طـردوا الشِعـرَ والقصـائدُ تَـدري

كَيـفَ مـاتَتْ وكيـفَ كان الطَّرادُ


رحـلَ الشــاعِـرُ النبيـلُ طليقـاً

فــإذا كُـلُّ يعــربٍ أصْفــادُ


أمَّــةٌ تخنـقُ العصـافيـرَ ليــلاً

وتَبـاهـي بالفكـرِ كَيـفَ يصـادُ


أمــَّةٌ تحـرق القــواميس قُـلْ لي

كيـف ينمـو قـافٌ هنـاك وضـادُ


وَجَعـي أننـي المطـرَّزُ ِ عشْقــاً

فـي هـوَاهـا وأننـي المنقــادُ


نَقشـتْ حبَّهـا فكنـت حـديـداً

فـي يَـديهـا وحُبُّهـا الحــدَادُ


حَفَـرَتْ اسمَهــا بـزيـتٍ ونـارٍ

وقليــلٌِ مــن حَــرَّه وقــادُ


!!!!!!


فَـوداعـاً يـا جُـرحَ قلبي وَداعـاً

ووداعــاً فـدمعتــيَّ ضِمــادُ


ووداعــاً ويصـدأ الحـبُّ بَــرداً

ويمـوتُ الهــوى ويخبـو الـزنـادُ


ووداعــاً لمهجةِ الشَمسِ والرمــلِ ..

ووداعـــاً وليفــرح الحســَّادُ


ووداعــاً يا غوطـةَ الشـام عهدي

أننـي الـوعـدُ والهـوى ميعــادُ


وسـلامـاً علـى حَمـــاةَ وإنـي

- يشهـدُ اللهُ – سَيفُهــا والمـدادُ


ووداعــاً أرض الكِنـانَةِ " شوقي "

ضِمـنَ قلبـي والسيـدُ " العقـادُ "


ووداعــاً آلَ النبـيَّ وعُـــذراًَ

رَغـم ظلــمٍ فـأنتـمُ الأسيــادُ


ووداعــاً قَبـرَ النبــيَّ وإنــي

أحمـــدي الهــوى ولـي أورادُ


وسـلامـاً علـى المقـامِ وحسبـي

يـا خَليـلَ الـرحمـنِ أنـي امتدادُ


هـذه الكَعبــةُ المليئــةُ بالنـورِ

وهــذا التــرتيـلُ والإنشــادُ


هـاجَـرتْ فـي دمِـائيَ الأبيـَّةَ لما

أجْبـرتني علـى السُّـرى الأوغـادُ


!!!!!!


هجـرتي ، هجـرةُ الضعيـفِ المعنى

سفكـوا دينَــه وقـالـوا فسـادُ


يـا حمــامَ الحمـى أتعـرف وجهي

عنـدمـا ينكـرُ الهـوى الأشهـادُ


يـا حمــام الحمـى أتشهـد أنـي

رويـتْ مـن مدامعـي السُجــادُ


إن روحـي علـى الصفـا وفـؤادي

فـي ابتهـالٍ وشـاهـدي أجيــادُ


يعلـمُ الغـارُ والخيـوطُ بـأنــي

نسجـتْ هجـرتي القلـوبُ السوادُ


!!!!!!


أنـا يـا زينـبٌ أحبــك حتـى

بـادلتنـي حُبــاً بحـبًّ سُعــادُ


غيـرَ أن الهـوى علـى القمع عجزَُ

وانتصـابـي علـى الخَنَا استعبـادُ


فانشُـزي زينـبُ ومـوتي سُعــادَُ

واهجُـرينـي علـى الظَمـا يا نُهادُ
الفاتح العربي غير متصل   الرد مع إقتباس