الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-08-2007, 11:55 AM   #120
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

أول الغيث......... قطرة !

دق هاتفه المحمول..نظر إليه..يالله..ارتعب خوفا..ولكنه تمالك نفسه فأجاب بابتسامة مصطنعه:السلام عليكم..يا مرحبا..
- وعليك السلام ورحمة الله يا نواف.. كيف حالك؟
- بخير ولله الحمد.. أنت كيف حالك؟
- الحمدلله رب العالمين بأفضل حال..
بدأ الطرفين يتجاذبون أطراف الحديث وفي كل مرة ينتقلون لموضوع مغاير يدق قلب نواف..لأنه في كل لحظة كان يخاف من تلك اللحظة حتى حانت حين قال نواف:
- سعود .. ماذا حصل بموضوعنا؟
- وهذا سبب اتصالي يا نواف..
دق قلب نواف بعنف فقال:بشر يا أخي.. طمني ماذا حصل؟
- ننتظر زيارتكم عندنا بالبيت يوم الخميس المقبل..
أحس نواف وكأن سماعة الهاتف ستسقط من بين يديه وأن الأرض حتى تهوي من تحته..ففي تلك اللحظة ذاب جسده.. وكأن خلاياه تحللت.. خلية خلية.. فبات كالتراب أو الهشيم.. مرت رياح عاصفة عليه وبعثرته في كل مكان..
نعم.. روز وافقت!
تدارك الموقف بسرعه وقال:ألف مبروك علينا وعليكم.. بإذن الله سنحضر..
- حياكم الله..البيت بيتكم..
- جزاك الله خير يا سعود..
- إلى اللقاء الآن يا نواف..وموعدنا يوم الخميس..
- بإذن الله تعالى..نراكم الخميس.. وسأذهب لأفرح العريس...
سعود ضاحكا:حسنا.. إلى اللقاء...
- إلى اللقاء..
نواف يتحدث..
وانتهت المكالمه..وكأني قلبي انتهت صلاحيته معها.. يا الله.. روز وافقت؟
وبالطبع لم يكن هناك وقت أو متسع لإظهار المشاعر أو إطلاق العنان لها فدينا كانت بالجوار..وما أن أنتهيت مكالمتي حتى وجدتها بقربي.. وكأن حتى لحظة صمت على قلبي الراحل محرمة علي!
جائتني بابتسسامة حلوة رسمتها على شفتيها وسألتني:خير يا نواف.. من المتصل؟
أجبتها بابتسامة عكس ابتسامتها الحقيقية وقلت:هذا يا دينا أهل الفتاة التي قمت بخطبتها لزياد..
أجابت فرحة:ها.. وماذا حصل؟
نظرت إليها بعمق وقلت:وافقت!
قفزت من مكانها إلي وضمتني فرحة..ومن يعرف الموضوع يقول أنها فرحة لأنها تخلصت من شريكتها بقلبي..ولكنها كانت فرحة لأخي زياد..وأنا.. دعوني أنا الآن..
- هيا يا نواف اتصل على أخيك بسرعة.. قالت دينا بحماس بالغ.
- حسنا سأفعل ولكن ليس الآن..
- نواف حرام عليك..اتصل عليه الآن وفرح الجميع..
بحنق:يالله..حسنا..
اخذت محمولي واتصلت على زياد..تتالت صيحات الهاتف ولم يجب..فتنفست الصعداء لأني لن أكون أنا من يزف له الخبر..ربما أكون ولكن المهم ليس الآن.. وما أن هممت أن أغلق الخط حتى جائني صوته بتثاقل:ألو..
أغمضت عيني بقوة وقلت:زياد! أنت نائم؟
غاضبا أجاب:وماذا تسمع أنت؟ وما رأيك مثلا؟أكيد نائم.. ماذا تريد؟ هيا تكلم بسرعة قبل أن يرحل النوم من عيني وقتها سأقتلك!
- زياد.. يوم الخميس سنذهب لبيت أهل روز لخطبتها رسميا..
صاح زياد:ماذا؟ ماذا تقول أنت ..هيي نواف!
- ماذا مابك؟لم تصيح؟
- نواف أي زواج وأي بيت وأي خطبه؟كيف تم كل هذا؟ ومن وراء ظهري؟ لا أكاد أصدق.. وأمي..كيف أقنعت أمي..لأني أعلم أبي لا يمكن أن يقتنع لو لم تقتنع أمي..كيف فعلت هذا؟
- لا دخل لك يا زياد كيف تم هذا..المهم..أن الفتاة وافقت..
صرخ زياد وقفز وهو يقول:"بذمتك يا نواف؟"
-أجل.. وهل هذا موضوع يستحمل المزاح؟
يالله.. روز لي؟ روز وافقت علي؟؟ ياه كم أنا محظوظ!
بنفسي قلت..أجل كم أنت محظوظ أيها الأحمق..
استطرد زياد قائلا:نواف.. هل تتكلم بجد؟والله أكاد لا أصدق..
- صدق يا زياد.. وهيا..استعد من اليوم ليوم اخلميس..أعلم ماذا ستفعل ذاك اليوم..ثوبي..شماغي.. ساعتي..جهز كل أغراضك..لا نريد أن تحرجنا مع الجماعه..
- بأمرك يا أحسن أخ بالدنيا.. بأمرك يابو عبدالرحمن..
- حسنا إلى اللقاء الآن..
- إلى اللقاء..
انتهت المكالمه على موعدنا يوم الخميس.. وآه منك يا يوم الخميس..
وفي الطرف الآخر من المدينه..كانت روز بحجرتها.. بعد أن أعطت نفسها تذكرة سفر إلى مكان آخر..لتجربة إحساس آخر..مع شخص آخر..فياترى..كيف سيكون الوضع؟
كانت روز تردد في نفسها بينما كانت تجمع كل ما يذكرها بنواف..من قصص وكتب ورسائل قد طبعتها وكثير منا لأمور وهي تقول:
يا سنين عمري..كفاية حزن يا سنيني.. خلاص راح الذي يستاهل أحزانك..لمي جروحك..وكفي الدمع يا عيني.. ردي لزهرة حياتي.. باقي ألوانك..
يا سنين عمري.. آه يا سنين عمري..كفاية حزن يا سنيني..
ومن تلك اللحظه..أقسمت روز أن تتغير..أن تتمالك شتات نفسها فتتغير..وماذا يعني نواف؟هو مضى بحياته وتزوج..فلم لا أتزوج أنا من شاب قاتل لأجلي واختارني أنا من بين كل العالم..حتى ولو كان أخوه..فماذا يعني.. حان الوقت لآرى حياتي وأمضي قدما.. فإلام أبقى على ذكراه وقد مضى هو أشواطا على ذكراي؟
لم أعلق حياتي وأجعلها مرهونة تحت إشارة من اصبعته وهو..حياته وقلبه وروحه تحت رهن اشارتها هي..
سأمضي قدما بهذا الموضوع وبإذن الله..بإذن الله.. سيرزقنا الله بعد صبري خير جزاء..وبإذن الله لن يجيب رجائي..
- ألو .. السلام عليكم..
- وعليكم السلام ورحمة الله..كيف حالك يا أمي؟
- بأفضل وأروح حال يا ابنتي..ألف ألف مبروك.. من كل أعماق قلبي فرحت لك.. أجل الآن أنتي ابنتي روز العاقله.. بارك الله فيك يا صغيرتي ورزقك أفضل حياة تتخيلينها..
- آمين يا أمي..
- كيف هو شعورك يا ابنتي؟
- لا أردي أمي..أحس أني فرحة..وأيضا خائفة.. لا أدري من ماذا أنا خائفه ولكن شعور غريب بالخوف يسيطر علي..
ضحكت أمي وقالت:هذا أمر طبيعي..وإن لم تخافي فأنت لست طبيعيه.. صغيرتي من الطبيعي أن تخاف الفتاة عندما يصبح موضوع خطبتها جديا لأنها وخلال الفترة القادمه ستكتشف أمورا كثيرة وستخوض تجارب عديدة.. وكل شيء قد يكون جديد في الحياة الجديده..ولكن يا روز..ألفتاة العاقله تعرف كيف تدبر أمورها وتتكيف بالوضع الجديد الذي وجدت فيه..وتتأقلم مع حياتها بحلوها ومرها..
- إن شاء الله يا أمي..
- متى سيأتون يا صغيرتي؟
- الخميس على ما اعتقد...
- حسنا..الخميس من الصباح أنا ونورة سنكون عندكم.. لنساعد فيما قد تحتاجونه ونكون بجانبك يا حبيبتي..
- حسنا..كما ترين..
- اعتني بنفسك ياروز..وتالي اليوم عندنا لنحتفل بك قليلا..
ضحكت وقلت بخجل:أمي..
أردفت أمي: ألا تريديني أن أفرح بخطوبة ابنتي دلوعتي؟
- بلى..
- إذا..دعيني أفعل ما شئت..حسنا؟
ضاحكة قلت:بأمرك يا أمي.. اليوم أكون عندكم..
- إلى اللقاء ياروز..
- إلى اللقاء أمي..
ضممت هاتفي ورميت نفسي بكل نشوة على السرير.. أحسست بارتياح لذيذ.. وشعور جميل.. أحسست بشيء يسري في عروقي بدأ من قلبي حين شعرت بنبضه ثم احسست به في كل أطرافي.. فقفزت بسرعة أنظر لنفسي في المرآه.. يا الله..عاد لوني..عادت نظارتي.. سبحان الله.. فقط من اجل خبر واحد سعيد؟
ابتسمت لنفسي في المرآة وألقيت لها بقبلة ثم ركضت إلى سريري فارتميت أخرى ونظرت إلى السماء وقلت بصوت خافت وأنا أعني كل حرف أنطقه:الحمدلله يارب..


يتبع...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس