عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-01-2010, 01:16 PM   #22
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

التسميد الشتوي

وددنا إدراج هذا الموضوع تحت هذا العنوان، لكي يتسنى للهواة من محبي الاعتناء بالحدائق والبساتين وكذلك المزارعين من الانتباه في هذه الفترة الشتوية من تطبيق عمليات التسميد متجاوزين بعض الأخطار الناجمة عنها.





ويلاحظ، أن منطقتنا العربية، كالكثير من بلدان العالم النامي، قد أسقطت من حسابها بشكل شبه نهائي، موضوع (صيانة التربة). فالأراضي المستخدمة للزراعة، قد اُستنزفت معظم عناصرها الغذائية من خلال الزراعة المستمرة، مع إضافة عنصر أو ثلاثة عناصر في أحسن الأحوال بشكل أسمدة كيميائية، بناءً على نصائح المرشدين الزراعيين، أو أحياناً يمتنع المزارعون عن استخدام الأسمدة، كونها تعطي مردوداً عكسياً، وسنمر على وجاهة هذا الموقف في مناسبة أخرى.

ما المقصود بصيانة التربة؟

تتوفر الخصوبة في قشرة التربة على عمق بين 25ـ50سم، بفعل الكائنات الحية الدقيقة وتفاعل سطح التربة مع العوامل الجوية المباشرة كالحرارة والهواء والضوء وغيرها. وطالما أن الاستمرار في الزراعة في تلك الأراضي فإن النباتات المزروعة ستستنزف العناصر الغذائية المتوفرة حتى تصبح قليلة أو غير كافية لإعطاء محصول جيد.

كما أن انجراف التربة بفعل السيول (خصوصا بالأراضي المنحدرة) أو بفعل الرياح سيجرف معه مثل تلك العناصر، فلذلك تكون عمليات صيانة التربة مركزة على منع مثل ذلك الانجراف والتعرية، كذلك تكون موجهة لتعويض ما تم استنزافه من عناصر.
[IMG]http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:Vz0geTMCOMx9iM:http://www.bbc.co.uk/northernireland/landscapes/images/clipsand******s/lev2_coast_erosion_grab.jpg[/IMG]


وقد لاحظت أن الجهات المسئولة في إيطاليا تقوم بتعويض تلك العناصر، بإضافة طبقة بين 5ـ10 سم من التربة الخصبة المستحضرة من مصبات الأنهر. وقد ربطت ذلك بالطريقة التي تتبعها حكومة هولندا بفرض رسوم على أصحاب مزارع الدواجن والأبقار، لرفعها مخلفات تلك المزارع ونقلها الى أمكنة قريبة من مصبات الأنهر والأودية لتختلط مع الطمي، ثم نقلها الى الحقول لتعويضها مما نقص فيها من عناصر غذائية في سطح التربة.

العناصر الغذائية اللازمة للنبات

تقسم العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات الى مجموعتين:
العناصر الغذائية الكبرى (Major nutrients) وهي التي يحتاجها النبات بكميات بضع كيلوغرامات الى 200ـ300 كغم لكل هكتار (10آلاف متر مربع) وهي: الكربون والهيدروجين والأكسجين والنيتروجين (100كغم/هكتار) والفسفور(15كغم/هكتار) والكبريت(30كغم/هكتار) والبوتاسيوم(100كغم/هكتار) والكالسيوم(50كغم/هكتار) والمغنيسيوم(15كغم/هكتار) و (الصوديوم ـ السليكون).

والعناصر الغذائية الصغرى: وهي التي يحتاجها النبات ببضع غرامات الى بضع مئات من الغرامات لكل هكتار. وهي: الحديد(600غم/هكتار)، والمنغنيز (600غم/هكتار)، والنحاس(100غم/هكتار) والزنك(200غم/هكتار) والمولبيدنيوم(10غم/هكتار) والبورون(200غم/هكتار) والكلور والكوبلت(1غم/هكتار) والفانديوم.

مصادر العناصر الغذائية

إن الطور الصلب للمواد الغذائية في التربة يفوق مئات المرات احتياج النبات من تلك العناصر، فقد أوجد (بيغل Pagel 1983) من خلال (600عينة) مثلاً أن الفسفور الموجود في هكتار واحد من الأرض بلغ بين 0.3 ـ 100 طن، لكن المتيسر منه، أي الذي يستطيع النبات التعامل معه كان 0.2%. لذلك فإن الاعتماد على فكرة أن التربة بها عناصر غذاء كافية، دون اعتبار فكرة تحول تلك المواد الى غذاء متيسر بفعل الكائنات الحية الدقيقة وغيرها من العوامل، لا يؤدي الى زراعة ناجحة.

إن العنصر الذي يمكن الاستفادة منه هو الذي تحول الى شكل عضوي، وتلعب عدة عوامل في تحويل الشكل الصلب الى شكل عضوي، قد نتطرق إليها في مناسبة أخرى.

نلتقي إن شاء الله
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس