عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-06-2022, 07:42 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,946
إفتراضي

"وذكر في الكتاب نفسه (1/ 272) أن البقرة رمز للأم العظيمة والخلق في أساطير العالم. وكانت البقرة مقدسة عند الآلهة حتحور في مصر القديمة، وكذلك عند الألهة إيزيس، وفي بعض الأساطير القديمة لعقت البقرة مسلح الأرض وخلقت الإنسان الأول. ولا تزال البقرة مقدسة في الهند.""
وبالطبع القوم عبدوا العجل وليس البقرة التى تسمى حتحور كما لا علاقة لليهود بالهندوسية
ونقل سعيد عن كتاب أخر ما يلى:
"قال مؤلف كتاب "صورة الله الوثنية والدموية في التوراة"ص63 وما بعدها:
"استهوى قلب الإنسان للقمر الإله، وانسحر له، وربط بينه بين قرني الثور للتشابه الشكلي بين الهلال والقرن، لم تتوقف تداعيات تصورات الإنسان عند هذا الحد من الاعتبار المقدس للقمر، ومن ثم الثور، حتى شمل البقرة الأم كلها بقدسية الهلال، واعتبرها رمز العطاء والخصوبة التي منها كل شيء، فهي العذراء الأم التي أنجبت زوجها الثور، وابنها العجل، فكانوا ثلاثة آلهة في كيان واحد قبل أن يتمخض عن الأم الكبرى، البقرة المقدسة، ومع انقلاب العبادة الأنثوية إلى عبادة الذكورة، أثناء انتقال السلطة للرجل، تجسد في الثور رمز القوة الإلهية ولعبادة الثور أهمية خاصة ومميزة في عبادات الإنسان القديم، ولا سيما في سورية فشاعت أساطير عبادات الثور المقدس وقدسية الثور في سورية ومصر، ومن تلك الأساطير أن الثور المقدس ولد من شعاع نور سماوي، حل في بقرة عذراء وأنجبت عجلا مقدسا له مثلث أبيض فوق جبهته، وهلال على جانبه الأيمن، وهو الإله الفرعوني آبيس.
وفي صلاة سورية من العهد السومري إلى أنانا –الأم العذراء- من عصر سركون الأول نقرأ:"أيتها البقرة الجموح أنت أعظم من كبير الآلهة آن."
ويبدو أن عبادة العجل لم تتحطم عندما ظهرت الأديان العبرية، فقد تجاوزتها ووجدت لها مسارب سهلة إلى نفوس العبريين، ظهرت خصائصها جلية في المقدسات العبرية.
فكان لعبادة الثور في سورية أن حمل آثاره العبريون، ليس أثناء ما سمي بالسبي البابلي وحسب، بل منذ أن نزح إبراهيم الخليل من أور الكلدانيين، ومن ثم زواج ابنه إسحق وحفيده إسرائيل من أبناء جلدتهم في آرام سورية، كل هذا وغيره الكثير كان له أن حملوا بوجدانهم الجماعي مفاهيم عبادة هذا الثور إلى كنعان، حيث وجدا هناك الجو المناسب لهذه العبادة المنتشرة هناك، ومن ثم وجدوا لهذه العبادة التربة الخصبة في مصر أيضا، وذلك أثناء إقامتهم أربعمائة سنة هناك، لأن عبادة الثور كانت منتشرة في مصر أيضا، كما أشارت إلى هذا أسطورة العجل آبيس، وهذا ما حمل هارون لصناعة العجل الذهبي وعبادته أثناء خروجهم من مصر. "اهـ
وقد انتقد سعيد فودة الكتاب الذى نقل عنه فقال :
"هذا خلاصة ما ذكره هذا المؤلف، مع ملاحظة أن هذا المؤلف أودع في كتابه العديد من الأمور الباطلة والتفسيرات المردودة وأساء الأدب كثيرا مع الأنبياء."
كما انتقد ما جاء في الكتابين اللذين نقل عنهما عن صناعة هارون(ص) للعجل فقال :
"ولا يخفى أن ما نسبه إلى هارون من صناعة العجل إنما هو بناء على ما ورد في التوراة المحرفة التي أسندت صناعة العجل وصياغته إلى هارون عليه السلام ونحن نعلم مما ذكر في القرآن وفيه مطلق الحق أن السامري هو من عمل لهم العجل لا هارون، وإن تم نسبة ذلك في توراتهم على عادتهم في الحط من الأنبياء إلى هارون عليه السلام."
والفقرات المنقولة التى نقلها سعيد كدليل على صحة استنتاجه وهو أن عبادة العجل ليست متأصلة فقط في اليهود وإنما في العائلة الإبراهيمية بدليل أنه لم يعلق على هذه الجزئية في الكتاب الثانى بالذات
وعاد يعيد للحديث عن اهمية العجل في قلوب اليهود فقال :
"ولكن المهم هنا ليس من صنع العجل بقدر ما هي أهمية العجل في قلوب اليهود.
وعلينا أن نلاحظ الآيات التي ذكرناها أولا بقدر بالغ من التمعن والتفكر.
فتأمل كيف قال رب العزة واصفا اليهود "وأشربوا في قلوبهم العجل"، مما يفيد تمكن عبادة العجل في اليهود. ويذكر المؤرخون مرة أخرى أنهم عبدوا العجل لما خربت مملكة داود وسليمان عليهما السلام، وانقسم اليهود إلى مملكتين، فعبد العجل في المملكة الشمالية!!!
وانظروا إلى اليهود كيف تمكنت فيهم عبادة آلهة الشعوب الأخرى مع ما بعث إليهم من أنبياء، فهذا يدل قطعا لا على أصالتهم الفكرية كما يزعمون دائما، بل على تقليدهم لتلك الشعوب.
وقد حصل هذا معهم دائما في كل أطوار تاريخهم، فقد تأثروا بالفرس والبابليين لما اختلطوا بهم، وتأثروا باليونان والرومان لما وقعوا تحت سلطتهم."
والكلام الذى ذكره فودة عن تكرار عبادة اليهود للعجل عبر عصورهم هو خطأ فأخبار العهد القديم لا قيمة لها ولا يوجد عليها أى دليل في القرآن خاصة ما يسمى بعصور الملوك والقضاة
والأغرب أن كتب التاريخ والآثار لم تبين أى وجود لممالك إسرائيل ويهوذا المزعومة ولا لملوكهم ذكر فيها
وقد طالب سعيد فودة الباحثين ان يجمعوا الحكايات والروايات في موضوع العجل فقال :
"وهذا الأمر يستحق أن يستفرغ أحد الباحثين جهده ليبحث في ما يمكن أن يكون له من دلائل، ويجلب لنا هنا ما يتعلق بهذا الأمر من روايات وأخبار من مختلف المجالات والاتجاهات.
وما يهمنا هنا هو دقة القرآن في وصف اليهود تاريخيا، وصدقه في حكاية الوقائع التاريخية.
ولا نريد هنا إلا أن نلفت أنظاركم إلى هذا الأمر لعله يكون دافعا لبعض الإخوة ليكتبوا بعض المعلومات ويفيدوا غيرهم في هذا المجال."
وبالقطع هذا الطلب لن يفيد المسلمين بأى شىء في الموضوع لأن القرآن ذكر القصة ولم يقل أنها تكررت فيما بعد أو حتى كانت موجودة من قبل
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس