الموضوع: أحاديث صحيحة ®
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-02-2010, 02:43 PM   #3
سيدي ميمون الغمامي®
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 168
إفتراضي

تأخر كثيرا ..فاضطررت للانصراف ..بعد أن اتصل بي ليعتذر ..


كنت أهم بالخروج .. فاستوقفني رنين الهاتف ...كان المتصل هو .
اتفقنا على أن نلتقي في المكان المعهود ...فسبقته .
كعادتي طلبت قهوة ..والنادل يناولني القهوة ..سألني هل أنت مسافر؟؟ ابتسمت وقلت له : لا ..لم ؟ متناسيا أن أهل منطقتي هكذا عادتهم ..إذا رأوك حليق الذقن متعطرا ...وتلبس حذاءك اللامع فأنت حتما مسافر ...تفهمون لماذا !

جاء يحمل كتابا وقبل أن يحييني جلس وهو يبحث في جيب قميصه عن شيء ما ...قال لي : كيف حالك ؟؟ أرى أنك بأحسن حال ..ما الجديد ؟ هل اتصلت بك ؟؟
قلت له : لا... فكرت هذا الصباح في أن أستحم وأحلق ذقني وألبس أجمل ما عندي ...صحيح أنه لا بد أن يكون لهذا سبب ..لكن صدقني ..لا يوجد ...
قال : بدأت أطمئن عليك ..ليتك تواصل ...فلا يمكن ان تبقى متألما تطلب الشفقة من الحجارة ...كل له شأن ..فما الذي يدعوك لأن تبقى عطنا برائحة السجائر والعرق؟ ..

حتى لو كنت في حال من تركته محبوبته فستكون غبيا ..

أتعرف ؟ هناك الكثير من دوافع الحياة لدى غيرنا ...أولها ( المكتوب) ..ففتاتك مثلا ..وهي تنام في حضن رجل آخر غيرك ..زوجها طبعا ! ...لن تتذكرك ..المكتوب كفيل بأن يجعلك كقلامة ظفر مرمية في الزبالة بالنسبة إليها ...أكرمك الله.
لكن هذا هو الواقع ...وأنت كذلك لولا أنهن يبكين كثيرا ..حين يكون العكس ..ليس إلا لأنهن هن قلامة الظفر في الحالة هذه ...كم هي مضحكة الحياة .

كنت سأطلب منه أن يريني الكتاب لولا المتعة التي وجدتها في سماع مايقوله ...
فسألته ..هل ترى أن قبلة وضمة يوم كنت معها ...وهي الآن مع رجل آخر ... زوجته طبعا ! ..هل ترى هذا زنا ؟؟ وهل لو مثلا أمضيت ليلة حب معها ...ليلة كاملة ..هل هذا زنا ؟؟ وهل سيبقى نقطة سوداء في كتاب حياتها ؟؟ وهل هو خيانة لزوجها ..الذي لم تعرفه وقتها ...ولم يأت به المكتوب ؟؟

ابتسم ..وقبل أن يجيبني .. : فهمت أنك لا تؤمن بما يقوله شيوخ الدين ..فقد فصلوا وأفاضوا في الأمر ...ألم يقنعوك ؟؟ أم أن نفسك تسول لك بشرع غير شرعهم ..الله غفور رحيم ..

إن تفكيرك فيها هو الذي يملي عليك هذا ..
لكن سأخبرك ..
لن أقول لك أنه ليس زنا ...لكن ...سنناقش الأمر معا .

قلت له كيف ؟؟
سألني هل كنت صادقا معها ؟؟ وهل كنت تنوي الزواج منها ؟
قلت له بالطبع ..وإلا لم أنا حزين على فراقها وذهابها مني ؟.

وهو يحدق في وجهي ...: أنت تكذب .
أنت حزين لأنه لا يوجد شيء غيرها تحزن عليه .. لو تأملت نفسك لحزنت أكثر ..
لم أفهمه ..لكن تركته يكمل ...
إن العلاقة بين رجل وامرأة ...لها دين واحد ...هو دين لا يعترف به كل دعاة الشرف في زماننا .
الله خلقهما لبعضهما ...وأدعياء الشرف رسموا متاهات كمتاهات بابل ليصلا إلى بعضهما ...
قلت له مقاطعا ...هل التلويح بشر الزنا بينهما ...جزء من المتاهة ..
قال : لااا ..دعني أكمل .

تفضل ...

الزنا يا هذا ...حكم إلهي لا أحد بوسعه أن يناقشه أو يلويه أو يلتمس له عذرا بسقوطه ...لكن فوق كل ذلك رحمة الله ...الله رحيم بك لأنك وأنت تفقد الأمل في كفاراتك بلقائها ..تحس بالندم وأعرف أنك بقدر ما كنت تذوب نشوة في ريق فمها بقدر ماكنت تحس بأنك كلب بعدها ..أكرمك الله .

العلاقة بين الرجل والمرأة مد ...لا يمكن لأحد أن يوقفه ...ومن وقف ضده ..ساهم بتشريد نساء وأطفال ...و ساهم ببناء بيت دعارة جديد .
لكن دعنا في أمر فتاتك ...
يجب أن تكون خالص النية في أنك تحزن لأنها طاهرة ...وتحزن لأنك أحببتها ..بشكل آخر ..
هل لديك رأي آخر ؟؟ أحس أن كلامي تستعجله ملامح وجهك التي لم تعد تخفي اشمئزازك بخروجي عن الموضوع ..وابتعادي عن حقيقة أمرك ..هيا أخبرني ..هل أنا محق ...أعرف أنه لا ..
لماذا ؟؟ لأنك ترى الأمور بسيطة وقتها ..أنت لا ينقصك شيء ولا هي ..و أهلها سيباركون الأمر وقت تقدمك لطلب يدها ...كنت واثقا ..لهذا كنت لا تتردد في أن تختلي بها ..وهي لا تمانع ثقة فيك وفي الظروف التي جمعتكما ...لا أزال مخطئا ...
دعني أقول لك حقا مرا ...
كل مافعلته ...تلتمس له العذر اليوم أنك كنت جادا في نية زواجك بها ...كما كنت تلتمس أعذارا وأنت تصبح على ندم جاثم على أنفاسك ...أنكما ستتزوجان ..أمر مخجل !
قلت له : لكنني إنسان ...قال : وما فعلته فعل أغبياء ...
قلت له : ما تقول في من لا يبالي ...ويبحث له عن فتاة أخرى تروقه ؟
قال : لا شأن لي بغيرك ..أن أتكلم عنك أنت .
تحس أنك مسؤول عن ذنوب كل الناس ...وترى نفسك تملك حقيقة الوجود ...وأنك على حق والباقي على باطل ...حتى انحرافاتك تلتمس لها الأعذار ...وتسد باب رحمة الله في وجهك !..عذرك وأعذارنا ..كلها عند الله ..فانت بين عذرك عنده الذي لاتعلمه وبين مشيئته في أن يغفر أو يعذب أحسنت أم أسأت .

قلت : لا أخفيك أنك تتكلم عن أشياء صحيحة ...وتصارحني مكان نفسي .

قال : لقد جعلتني أتكلم في أشياء لا أحب الخوض فيها ...
حتى أفكاري لا أربطها إلا بحبال مهترئة ...مكرها .
حتى تفهمني أكثر ..
حياتنا بها تفاصيل ضاربة في عمق الحماقة ..تلك التفاصيل هي مايسير حياة من يصنعون مشاكل نتحدث عنها كثيرا دون إيجاد حل ...طبعا أن تعرف المشكلة شيء جيد ..لكن اليأس من إيجاد حل لها ..شيء متعب جدا .
كل ما أستطيع أن أقوله لك بخصوص أمرك ... حتى تستريح ..
يجب أن تؤمن أن أمر الارتباط تهيئه الظروف ...وحين يكون الإنسان غير آبه بالظروف أو مطمئنا لها ..فسيقع في تناقض كبير ..بين فعل تغير تلك الظروف وتقلب الأحوال ..وبين نذر و وعد بينه وبين نفسه أن على عهد و وعد باق..لا أنصحك بالتقلب أو الخيانة ..أو حتى الوفاء ..بل الحذر ...

الارتباط هو مجرد أمر يأمرك به المجتمع لتطبقه ...وما دمت لن تقوم به إلا بما يمليه هو ..فلماذا تتمرد في طريقك إليه ؟ ..
نحن حياتنا تستمر بالأعذار ...كلما غيرنا وجهتنا ..وجدنا ألف عذر ...لأنه لا يوجد أمر من أن تحدثك نفسك بأنك لست وفيا أو أنك لم تصمد بما فيه الكفاية ...
قابل الحياة بابتسامة ...لا يهم صادقة أو متهكمة أو صفراء ..لا يهم ..فإنه في الأخير ستنال نصيبا يسوقه الله إليك بأفعالك أنت ...فافعل حسنا .

وتذكر أنه لا يمكن الوفاء للعدم ...ولا الإخلاص لمستعبَد كرها .
كما لا يمكن أن تجد في فهم ما لا يمكن له أن يكون غير كلمات ..وتريد في الأخير الراحة .

قلت له : لقد فكرت في حل جيد لما أنا فيه مرات ...فكرت أن أتدين ..
ابتسم ..وقال ..شيء جميل ..لا تنس أن نتحدث فيه بعد الغد إن كان لك متسع من الوقت ..أنا الآن مضطر للذهاب ... لأشتري هدية عيد ميلاد لزوجتي ..حتى تمضي ليلتي اليوم بسلام .
وقبل أن يغادر ...ناولني الكتاب ...كان عنوانه : ملاك الحقيقة المطلقة .
__________________







الماجاندا سوساندي

آخر تعديل بواسطة عصام الدين ، 04-02-2010 الساعة 03:58 PM.
سيدي ميمون الغمامي® غير متصل   الرد مع إقتباس