عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-10-2008, 12:15 AM   #7
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي


حاجتنا إلى مقاصد الشريعة



وفيما يلي أذكر مثالا واقعيا من سيرة النبي صلى الله عليه

وسلم وصحابته رضي الله عنهم، فبعد غزوة حنين قسم

النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم، وكانت عظيمة جدا. وقد

أكثر عليه السلام من العطاء لأهل مكة وغيرهم من المؤلفة

قلوبهم ـ وكان إسلامهم حديثا جدا ـ ولم يعط الأنصار

شيئا. فتأثر الأنصار لذلك، حتى حسب بعضهم أن النبي

صلى الله عليه وسلم قد آثر قومه بالعطاء بعد أن عاد إليهم

وعادوا إليه.



وفي رواية ابن سحاق عن أبي سعيد الخدري رضي الله

عنه، أن سعد بن عبادة ـ أحد زعماء الأنصار ـ دخل على

النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

ً يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في

أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في

قومك، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب، ولم يكن

في هذا الحي من الأنصار منها شيء. قال: فأين أنت من

ذلك يا سعد؟ قال: يا رسول الله ما أنا إلا من قومي ً. فأمره

بجمع الأنصار، فلما اجتمعوا دخل عليهم رسول الله صلى

الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال: ً يا معشر الأنصار،

ما مقالة بلغتني عنكم ؟ وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ؟

ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ؟ وعالة فأغناكم الله؟ ؟ وأعداء فألف الله

بين قلوبكم ؟ ". قالوا: بلى، الله ورسوله أمن وأفضل . ثم قال ألا

تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ . قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله ؟

لله ولرسوله المن والفضل . قال: " أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتم

ولصدقتم :أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآويناك ،

وعائلا فآسيناك ،أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا ،

تألفت بها قوما ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟ ألا ترضون يا معشر

الأنصار ، أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله

إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ،

ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا ، لسلكت شعب الأنصار.

اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار " .

فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا : رضينا برسول الله قسما وحظا

( سيرة ابن هشام)



فهؤلاء الأنصار، الفضلاء الأخيار، حين لم يدركوا مغزى ما

فعله رسول الله استاؤوا وتشوشوا. وحين بين لهم صلى الله

عليه وسلم مقاصده ومراميه انشرحوا ورضوا واطمئنوا.

ولقد كان من الممكن أن يقال لهم: هذا حكم الله ورسوله،

فارضوا به وسلموا تسليما، وليس لكم أن تتقدموا ولا أن

تتكلموا.



وهذا كلام صحيح لا غبار عليه، ولكن حين يكون معززا

ببيان المقاصد والحكم، ولاسيما في موارد الاستشكال

والالتباس، يكون أصح وأتم، ويكون التصرف اللازم أنسب

وأسلم، ( قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي)

سورة البقرة 260 .

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس