[السمو]

( 42 )

في آخر أيام شهر رمضان المبارك قدر الله أن أذهب لمستشفى الأمل بالرياض
( الأمل ) اسم جميل يبعث على الفأل والطموح
دخلت البوابة متجهاً إلى قسم الطواريء ..
وما إن أوقفت سيارتي إلا وأنا أرى سيارة الشرطة
وبجانبها رجلي أمن قد ترجلا منها ..
اتجهت نحوهما لأسأل عن أمر ما !
وعندما اقتربت منهما رأيت .. !!
وياليتني لم أر .. !
رأيت شاباً في الثلاثينات من عمره ملقى على بطنه بأثواب رثة ممزقة ومتسخة
وكأنه خرقة مرمية ..
وما إن سلمت عليهما إلا وأرى ثلاثة أطباء وضعفهم من الممرضين يأتون من باب الطواريء
ومعهم سرير النقالة أتو مسرعين وحملو ذاك الشاب بعد أن عدلو من وضعه !!

تراجعت عن الموقف بعدما رأيت وجه الشاب ..
ووقفت بعيداً لوحدي ..
نظرت إلى الزهور وهي تحف هذا المكان .. نظرت إلى السماء تفكرت فيمن حولي ..
جلست على طاولة كانت هناك وقلت رحماك يارب .. رحماك يارب
الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا
فيا عجب العجاب ويالطف رب العباد !!
هذا العقل الذي ميزنا الله به عن سائر المخلوقات كيف نجرأ على تحطيمه وهدمه
بالمخدرات والمسكرات ؟؟!
إن العقل نعمة من نعم الله العظمى علينا لا يوازيها نعمة بعد الإسلام ..
ولذا رفع الله القلم عن المجنون وفاقد الوعي لأنه يصبح كالبهيمة
لا يعي مايقول ولا يدرك مايفعل ..
أسأل الله أن يرحمنا برحمته .. ويديم علينا فضله ونعمه

دائم العلو
الجمعة : 7 / 10 / 1428 هـ