عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-01-2009, 04:16 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أديبتنا العزيزة الأستاذة آمال :
هذه القصة كما ذكر أخي العزيز نزار نحتمل تأويلات عديدة وهذا كان في المقاطع الثلاثة الأٌول .
لكن بعدها انفصمت عرى التوازي وصار عملاً عاطفيًا محضًا بعد أن كان قابلاً التأويلات العديدة.

أقحمته فى لحظة أسماها ..متوحشة
داعبت خصلات شعره بيدها المرتعشة
فأنتفضت كل مشاعره لاهثة
توغلت .. فكانت كالعاصفة أقتلعت كل
مساوئه أغتالت حياته السابقة ...وأهدته
روحًا جديدة ...ومعنى آخر لحياة ظلت طويلا
كالمرأة العابثة ... فتلقفها وهدهدها
صغيرته .... التى كانت فى المهد نائمة

في هذا المقطع كان التشويق سيد الموقف وكان الذي يتبادر إلى المخيّلة أنه
الزوج أو الصديق . كان تعبير "حياته السابقة "شديد العمق وله دلالات معنوية
ومادية كثيرة كالحزن والتغير والموت المعنوي ...إلخ وهذا يعطي للعمل تأويلات
أكثر ويجعل العمل مرناً من الممكن استخدم المقطع ذاته في أعمال أخرى وأحداث
مختلفة تمامًا .
أستيقظت
نفضت عنها غطائها شعرت بقشعريرة
تزلزل أوصالها .. أرتدت ثانية داخل نفسها
أغمضت عينها ... قررت أن تعود
لتستأنف باقى حلمها


جميل جدًا سرد الخطوات والتفاصيل الدقيقة الاستيقاظ نفض لغبار العودة للنفس إغماض العين ...
هذا كله له أهمية لأنه يرصد الحالة النفسية للكاتب وهذا كان في مصلحتك لأن التفاصيل كانت
تعبر عن حب الكاتب\ الكاتبةلهذه الشخصية مما دفع إلى وصف كل جزئية يقوم بها .

وجود الأفعال الماضية أفاد حالة من السرعة ناهيك عن الدقة في بعض التفاصيل مثل ثانية داخل نفسها .. هنا كان لكلمة ثانية معان ٍ ثرية واختزلت الكلمة تعبيرات وصورًا كثيرة .هذا التعبير يدل على حالة من التردد أو حالة من الخوف أو حالة من تماهي الذات أو ذوبانها وتوحدها في شخص آخر . كل هذا في صالح العمل . باقي الحلم لم تذكريه هنا كان في صالح النص أنك جعلت القارئ يستنتج بحالة من الذهنية ما يحدث.
حاولت أن تخترق مجاله الجوى .. البرى ... البحرى
أن تتخطى أمسها إلى غده .. أن يضع أسمها
فى مفكرته ... أن تدلُف مشاعرها داخل حقيبته ... أعلن بكل وضوح
حقيبته ليست ملكه
هذه التعبيرات كلها تجعل العمل مزدوج الدلالة وإن كان الظرف التاريخي هو الذي جعلنا
نشعر بذلك ربما لم تقصدي إلا الدلالة العاطفية فقط .
يضع اسمها في مفكرته تعبير متميز احترافي وهنا يأتي عنصر الاستخدام المجازي للكلمة
في صالح الحالة والنص فالمفكرة هي القلب أو العقل .. وإدخال المشاعر داخل الحقيبة كان
تعبيرًا مميزًا من خلال المفارقة بين المجازي والحقيقي وهذا أدى إلى تجسيم حالة التضاؤل أو
قيمة التبلد .تتضاءل مشاعرها لتحتتويها حقيبة ويتبلد هوليرى مشاعرها في حجم الحقيبة.. توظيف
صائب للمجاز .
ثم العبارة الفلسفية حقيبته ليست ملكه وهي النفس أو الحب وهذا كان توصيفًا لحالته وربما يُفهم من
النص أننا بإزاء محبوبة ترجو أن تكون ولو زوجة ثانية ..احتمال .
لملمت كل اللحظات المسكوبة .. المنثورة
على أروقة العمر .. شغلت عقداً
أهدته قصيدة لم تولد بعد
لملم أوراقه غادرها ... شيطان الشعر

كان التعبير اللحظات المسكوبة ليعبر عن سرعة الإيقاع متميزًا .. كذلك أروقة العمر.
لكن السطرين الأخيرين شغلت عقدًا ....شيطان الشعر" لم أتبين دلالته
أراها من بعيد .... أكاد أجزم انى اعرفها
كل يوم تكتسب بُعدًا جديدا
شكلاً جديداً ... يؤكد يقينى .. انى أعرفها
قابلتها من قبل ... حاورتها .. عايشتها
أقتربتُ أكثر .... تبينتها ... أنها إبنتى
ترتدى كينونتى

الحديث الآن على لسان الطرف الآخر وهو يعود بذاكرته نحو الماضي وحالة الانفصال التي أكدت عليها من خلال المشاعر والحقيبة .. وهنا تكمن قوة عنصر المفاجأة والتي جعلت كل الماضي هذا وكل الكلام على لسانها هو استرجاع لهذا الأب واتكاء على عنصر الطفولة وكلمات أعرفها قابلتها حاورتها .. يفيد سخرية الحياة من الإنسان والذي صارت ابنته كأنها من شدة غيابها عنه شيئًا يحتاج إلى التذكر !
***
العمل تميز بالقوة والكلمات المختصرة وفكرة الومضة كانت حاضرة .
تتابع الأحداث رغم قصَر حجم العمل كان في صالح النص .
الاستخدام المجازي والفلسفي للعبارات كان متقنًا .
فكرة الاسترجاع flashback كان حاضرًا ومساعدًا على تحقيق عنصر المفاجأة .
الفكرة رغم أنها عادية إلا أنك تناولتيها بشكل أكثر عمقًا .
العمل هو الأروع لك وأرجو أن يكون فاتحة الخير نحو أعمال يتبارى النقاد المحترفون ولست أنا
في تحليلها ..تحياتي
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس