عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-08-2009, 08:57 AM   #21
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


القسم الثاني: رؤى التعليم ما قبل الجامعي

(1) ـ رؤية النخبة الأمريكية لمستقبل التعليم

ثمة إجماع في الخطاب الاجتماعي العالمي المعاصر، على: أن التعليم سيكون حلبة هذا الصراع، بين القوى العالمية والمصالح المحلية، وخاصة في عالم يزداد فيه الاعتماد المتبادل والترابط بشكل متزايد.

وقد ظهرت في الربع الأخير من القرن العشرين دراساتٌ كثيرة، تستشعر عن بُعد مستقبل التعليم وما سيئول إليه. ويعود الفضل في الولايات المتحدة الأمريكية الى (الرابطة الأمريكية لمديري المدارس) التي تأسست عام 1865، والتي صدر عنها عدة تقارير من أهمها (أمة في خطر Nation at Risk) والذي قُدم أيام الرئيس (ريجان) وآخر قدمته الهيئة الوطنية للتفوق في التعليم، أيام الرئيس (بوش الأب). وسنتناول أهم ما جاء في تلك التقارير، كمؤشر للحراك والدواعي له، محاولين مقاربتها مع الواقع العربي التعليمي.

مؤشرات النجاح التعليمي للنجاح في القرن 21

1ـ الاتصال والتعامل مع الآخرين: وذلك بإتقان التلاميذ مهارات الحديث والاستماع والكتابة، كذلك مهارات العلاقات الإنسانية التي تمكنهم من العمل مع الآخرين كأعضاء في فريق. وينسحب هذا المبدأ على الآباء بتنمية تواصلهم مع أبنائهم ومدارسهم، ومجتمع الأعمال وبقية المواطنين بتعميق شراكتهم مع شؤون التعليم والمدارس.

2ـ زيادة الدعم للتعليم: بتنويع مصادر التمويل، وزيادة احترام التلاميذ لمعلميهم، وأن يرحب الآباء أنفسهم بمفهوم التعليم مدى الحياة، ودعم أصحاب الأعمال بتوظيف العمال الأكفاء المؤهلين للبرهنة على قيمة التعليم.

3ـ الأخلاق: يجب أن يتعلم التلاميذ أهمية تحمل مسئولية أعمالهم، والتحلي بضبط النفس والصدق والاستقامة، كما طولب الآباء وأصحاب الأعمال بتجسيد القدرة الخلقية والمعنوية، ويدخل في هذا الصدد احترام الآخرين والاختلافات بين الناس.

4ـ التقانة: بإتقان التلاميذ الوصول الى المعلومات، ومعالجتها، ويتم ذلك باستخدام الحاسوب وأنواع التقنية المختلفة، وعلى المدارس إدخال الدارس لتقنية السوق في برامجها وأنشطتها.

5ـ المعايير والمحاسبة: على المدارس أن تطور وتحدد الأهداف التي يطلب من التلاميذ تحقيقها، وأن تقوم بتقويم التقدم المتحقق من قبل التلاميذ. وعلى الحكومة أن تساعد المدارس في تطوير المعايير وتوقع النتائج.

6ـ الفهم الاجتماعي والثقافي: الحاجة الى فهم التاريخ، وجغرافيا العالم واللغات الأجنبية، لضرورة فهم الشعوب والحضارات الأخرى واحترام التنوع والاختلاف سواء داخل مجتمعه أم خارجه.

وهذا يتطلب إدخال تلك المعارف في مناهج ومحتويات التعليم.

السلوكيات الأساسية للمستقبل:

ما أهم السلوكيات اللازمة للنجاح في المستقبل؟

لا بد من الإشارة الى تعريف مهمة التعليم حسب المفكر التربوي [حامد عمار] بأنها: (تعليم الفرد، وكل فرد) أي تعليم أفراد بعينهم مختلف أنواع العلوم الى أقصى نقطة، الى الوصول لشمول التعليم لمختلف أبناء المجتمع بلا تفرقة بينهم وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية.

ونعود، لرؤية النخبة الأمريكية في تحديد أهم السلوكيات الأساسية للنجاح في المستقبل وهي:

1ـ فهم وممارسة الأمانة والاستقامة والقاعدة الذهبية.
2ـ احترام قيم الجهد، وفهم أخلاقيات العمل والحاجة الى الإسهام الشخصي.
3ـ فهم واحترام الآخرين وتقدير التنوع، وفق القاعدة (يجب أن يصبح احترام الآخرين، قيمة سائدة في المجتمع. وعندئذٍ يمكن أن يجري تشكيلها في المدارس).
4ـ المقدرة على العلم مع الآخرين كعضو في فريق.
5ـ نحمل الفرد مسئولية أعماله.
6ـ احترام الآخرين، واحترام السلطة.
7ـ الالتزام بالحياة الأسرية، والحياة الشخصية، والمجتمع المحلي.
8ـ الاعتزاز بالمواطنة، ومعرفة مسؤوليات الفرد في مجتمع ديمقراطي.
9ـ تكريس حل النزاعات بطريقة سلمية.
10ـ تقدير المربين واحترامهم.
11ـ الإقبال على الحياة، ووضع أهداف أخرى للتعلم مدى الحياة.

وثمة قناعة أساسية في العقل الأمريكي، بأن التعليم قاطرة تقدم الأمة، وتشير التقارير الى المقارنات مع الحالة اليابانية والألمانية وحث الأمريكان على تحديد خريطة وأجندة عمل للارتقاء بمسئوليات المدارس، والانتباه الى تقوية سلطة وسيطرة المدارس والمدرسين. وتقوية الروابط بين المدارس وأهالي الطلبة. وإبراز البعد الدولي في المناهج الدراسية.

وماذا عن تعليمنا العربي؟

بالرغم من تبجح الحكومات العربية بأنها في حالة فضلى على صعيد التعليم، إلا أنه يُلاحظ هبوط مستوى التعليم، وخصوصا في المراحل الثانوية، وابتعاد عمليات التعليم من المدرسة الى المنازل ومراكز التعليم الخاص، والتي يشارك فيها مدرسون حكوميون تحت مرأى ومسمع وزارات التربية والتعليم.

كما أن تفشي الفساد وانفلات حالات الرقابة على الامتحانات أضاعت هيبة التعليم، ودمرت الفوارق بين المبدعين الحقيقيين من التلاميذ مع من يستفيد من حالة الانفلات الرقابي.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس