عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-11-2020, 09:19 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي نقد كتاب مسائل الجاهلية


نقد كتاب مسائل الجاهلية
الكتاب من تأليف محمد بن عبد الوهاب وقد عنون فى المكتبة الشاملة باسم مسائل الجاهلية والعنوان فى الداخل أمور خالف فيها رسول (ص)ما عليه أهل الجاهلية وفى مقدمته قال:
"هذه أمور خالف فيها رسول الله (ص)ما عليه أهل الجاهلية الكتابيين والأميين مما لا غنى للمسلم عن معرفتها فالضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الأشياء فأهم ما فيها وأشدها خطرا عدم إيمان القلب بما جاء به الرسول (ص)فإن انضاف إلى ذلك استحسان ما عليه أهل الجاهلية تمت الخسارة كما قال تعالى : " والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون " "
وقد بين الرجل أنه خالفهم فى131 مسألة وقد غفل عن مسائل كثيرة موجودة فى القرآن أهمها مسائل الأنعام وسوف نذكر كلامه فنترك الصحيح بلا تعليق ونعلق على الخاطىء والآن إلى ذكر ما قاله الرجل:
"المسألة الأولى : أنهم يتعبدون بإشراك الصالحين في دعاء الله وعبادته يريدون شفاعتهم عند الله كما قال تعالى : " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " وقال تعالى : " والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى "
وهذه أعظم مسألة خالفهم فيها رسول الله (ص)فأتى بالإخلاص وأخبر أنه دين الله الذي أرسل جميع الرسل وأنه لا يقبل من الأعمال إلا الخالص وأخبر أن من فعل ما يستحسنونه فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار
وهذه المسألة التي تفرق الناس لأجلها بين مسلم وكافر وعندها وقعت العداوة ولأجلها شرع الجهاد كما قال تعالى : " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ""
الخطأ أن الجهاد شرغ لأجل مسألة تبرك القوم بالصالحين وهو ما يخالف قوله تعالى " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
" الثانية : أنهم متفرقون في دينهم كما قال تعالى : " كل حزب بما لديهم فرحون " وكذلك في دنياهم ويرون ذلك هو الصواب فأي بالاجتماع في الدين بقوله : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " فقال تعالى : " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء "ونهانا عن مشابهتهم بقوله : " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات "
ونهانا عن التفرق في الدين بقوله : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
"الثالثة : أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة والسمع والطاعة ذل ومهانة فخالفهم رسول الله (ص)وأمر بالصبر على جور الولاة وأمر بالسمع والطاعة لهم و النصيحة وغلظ غي ذلك وأبد أ فيه وأعاد
وهذه الثلاث التي جمع بينها فيما ذكر عنه (ص)في الصحيحين أنه قال : [ إن الله يرضى لكم ثلاثا : ألا تعبدوا إلا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه أمركم ] ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها "
الخطأ هنا هو الصبر على ظلم الولاة الظالمين والنبى(ص) لم يأمر بالصبر عليهم لأن الله قال " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
واللأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يتناقض مع ما قاله الرجل
"الرابعة : أن دينهم مبني على أصول أعظمها التقليد فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار أولهم وآخرهم كما قال تعالى : " وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون " وقال تعالى : " وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير " فأتاهم بقوله : " قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة " وقوله : " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون "
"الخامسة : أن من أكبر قواعدهم الاغترار بالأكثر ويحتجون به على صحة الشيء ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقله أهله فأتاهم بضد ذلك وأوضحه في غير موضع من القرآن "
لا يوجد دليل من القرآن على هذه المسألة خاصة فى الاحتجاج لصحة الشىء والدليل أم ابن عبد الوهاب لم يذكر آية فى ذلك فالموجود فى القرآن هو أن الله قال أن الناس أكثرهم كفرة لا يشكرون لا يعلمون لا يفقهون...ز
"السادسة : الاحتجاج بالمتقدمين كقوله : " فما بال القرون الأولى " " ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين "
السابعة : الاستدلال بقوم أعطوا قوى في الأفهام والأعمال وفي الملك والمال والجاه فرد الله ذلك بقوله : " ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه " وقوله : " وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به " وقوله : " يعرفونه كما يعرفون أبناءهم "
"الثامنة : الاستدلال على بطلان الشيء بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء كقوله : " أنؤمن لك واتبعك الأرذلون " وقوله : " أهؤلاء من الله عليهم من بيننا " فرده الله بقوله : " أليس الله بأعلم بالشاكرين "
التاسعة : الإقتداء بفسقة العلماء فأتى بقوله : " يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " وبقوله : " لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل " "
وقد سبق ذكر هذا فى الرابعة وهى تقليد الكفار لآباءهم وهنا ل اذكر لفسقة العلماء فى الاقتداء وإنما الاقتداء بالقوم دون تحديد
"العاشرة : الاستدلال على بطلان الدين بقلة أفهام أهله وعدم حفظهم كقوله " بادي الرأي "
الثامنة هى العاشرة وهى بقية الآية فهما واحد وليس اثنين لقوله " أنؤمن لك واتبعك الأرذلون بادي الرأي"
"الحادية عشرة : الاستدلال بالقياس الفاسد كقوله : " إن أنتم إلا بشر مثلنا "
" الثانية عشرة : إنكار القياس الصحيح والجامع لهذا وما قبله عدم فهم الجامع والفارق "
قول بلا دليل بعدم ذكره مثال من القرآن
"الثالثة عشرة : الغلو في العلماء والصالحين كقوله : " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق " "
هذا كىم بلا دليل فالغلو هنا عام فى الدين وليس محدد بالعلماء والصالحين
"الرابعة عشرة : أن كل ما تقدم مبني على قاعدة وهي النفي والإثبات فيتبعون الهوى والظن ويعرضون عما آتاهم الله "
الهوى وهو الظن والتقليد والاقتداء بالآباء فى الدين وغير هذا كله معنى واحد وهو شامل لكل الأفعال المحرمة
"الخامسة عشرة : اعتذارهم عن إتباع ما آتاهم الله بعدم الفهم كقوله : " قلوبنا غلف " " يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول " فأكذبهم الله وبين أن ذلك بسبب الطبع على قلوبهم والطبع بسبب كفرهم "
القوم هنا لم يعتذروا عن شىء فهم يعلنون التكذيب
"السادسة عشرة : اعتياضهم عما أتاهم من الله بكتب السحر كما ذكر الله ذلك في قوله : " نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون * واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان "
هذا الكلام فى فريق من الناس وليس فى الكل
"السابعة عشرة : نسبة باطلهم إلى الأنبياء كقوله : " وما كفر سليمان " وقوله : " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا "
"الثامنة عشرة : تناقضهم في الانتساب ينتسبون إلى إبراهيم مع إظهارهم ترك إتباعه "
هذا ليس بتناقض فالنسب شىء والعمل شىء أخر
"التاسعة عشرة : قدحهم في بعض الصالحين بفعل بعض المنتسبين كقدح اليهود في عيسى وقدح اليهود والنصارى في محمد (ص)
العشرون : اعتقادهم في مخاريق السحرة وأمثالهم أنها من كرامات الصالحين ونسبته إلى الأنبياء كما نسبوه لسليمان "
سبق القول عن السحر فى17
"الحادية والعشرون : تعبدهم بالمكاء والتصدية
الثانية والعشرون : أنهم اتخذوا دينهم لهوا ولعبا "
هذا أمر عام كالهوى والظن
"الثالثة والعشرون : أن الحياة الدنيا غرتهم فظنوا أن عطاء الله منها يدل على رضاه كقوله : " نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين "
الرابعة والعشرون : ترك الدخول في الحق إذا سبقهم إليه الضعفاء تكبرا وأنفة فأنزل الله " ولا تطرد الذين يدعون ربهم " "
سبق الكلام على هذا فى 8و10 ومن ثم فهو مكرروكذلك25 وهو:
"الخامسة والعشرون : الاستدلال على بطلانه بسبق الضعفاء كقوله : " لو كان خيرا ما سبقونا إليه "
"السادسة والعشرون : تحريف كتاب الله من بعد ما عقلوه وهم يعلمون"
"السابعة والعشرون : تصنيف الكتب الباطلة ونسبتها إلى الله كقوله : " فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله "
"الثامنة والعشرون : أنهم لا يعقلون من الحق إلا الذي مع طائفتهم كقوله : " نؤمن بما أنزل علينا "
هذا فريق من الكتابيين وليس عام
"التاسعة والعشرون : أنهم مع ذلك لا يعلمون بما تقوله الطائفة كما نبه الله عليه بقوله : " فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين " "
الآية هنا ليست دليل على جهلهم بقول طائفتهم
"الثلاثون : وهي من عجائب آيات الله أنهم لما تركوا وصية الله بالاجتماع وارتكبوا ما نهى الله عنه من الآفة صار " كل حزب بما لديهم فرحون " "
سبق ذكر فى الثانية وهى أنهم متفرقون فى دينهم ومن ثم فهو كلام مكرر
"الحادية والثلاثون : وهي من عجائب الله أيضا معاداتهم الدين الذي انتسبوا إليه غاية العداوة ومحبتهم دين الكفار الذين عادوهم وعادوا نبيهم وفتنتهم غاية المحبة كما فعلوا مع النبي (ص)لما آتاهم بدين موسى واتبعوا كتب السحر وهي من دين آل فرعون "
"الثانية والثلاثون : كفرهم بالحق إذا كان مع من لا يهودونه كما قال تعالى : " وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء "
المفترض أنه حسب كل دين وليس اليهودية فقط فالنصارى قالوا نفس القول وكذلك فرق الشرك الذين لا يعلمون
"الثالثة والثلاثون : إنكارهم ما أقروا أنه من دينهم كما فعلوا في حج البيت فقال تعالى : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه "
"الرابعة والثلاثون : أن كل فرقة تدعى أنها الناجية فأكذبهم الله بقوله : " هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " ثم بين الصواب بقوله : " بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن "
الخامسة والثلاثون : التعبد بكشف العورات كقوله : " وإذا فعلوا فاحشة"
المعنى هنا بعيد الفاحشة كل ذنب حرمه الله ولو قال الزنى لكان لكلامه بعض الصحة لأن الفاحشة تطلق على الزنى فى القرآن
" السادسة والثلاثون : التعبد بتحريم الحلال كما تعبد بالشرك "
لم يذكر هنا أمثله تبين ما قاله
"السابعة والثلاثون : التعبد باتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله "
الثامنة والثلاثون : الإلحاد في الصفات كقوله تعالى : " ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون "
"التاسعة والثلاثون : الإلحاد في الأسماء كقوله تعالى : " وهم يكفرون بالرحمن "
هذا ليس دليلا على الإلحاد فى الأسماء وهناك آية أصلح للاستدلال بها مع أن فهم الإلحاد والأسماء عنده خاطىء وهى " ذر الذين يلحدون فى أسمائه"
" الأربعون : التعطيل كقول آل فرعون "
لم يذكر القول ولا مكانه من القرآن
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس