عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-02-2021, 08:42 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي قراءة فى خطبة العين حق

قراءة فى خطبة العين حق
عندما تتخلف العقول تزداد كمية الخرافات والأكاذيب التى يعتقدها الناس ومن تلك الأكاذيب ما ينسبونه للنبى(ص) من كون العين حق وفى هذه الخطبة التى بدأت بالحمد والصلاة نجد الداعية الناس للإيمان بتلك الخرافة فيقول:
"الحمد لله الملك العلام القدوس السلام ، جعل منار الشرع مستمرا على الدوام .. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنحط بها الأوزار والآثام,ويستعان بها على شكر منحه ومننه الوافرة الأقسام , وأشهد أن رحمته للعالمين سيدنا محمدا عبده ورسوله حامل لواء السلامة والإسلام , والمكتسي حلة الكرامة والإكرام, صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم الذين قامت بهم شرائع الإسلام .
يا أيها الراجون منه شفاعة صلوا عليه وسلموا تسليما
أما بعد .. فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى, قال الله تعالى وتقدس {يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم} .
عباد الله : إن من محاسن شريعة الإسلام – وكلها محاسن – أنها جعلت قاعدة منع الضرر والضرار من أصول قواعد الشريعة ,ومن مجالات التطبيق العملي لهذه القاعدة الجليلة حرص المسلم على أن لا يعين ولا يعان ما استطاع إلى ذلك سبيلا,.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (العين حق ,ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ,وإذا استغسلتم فاغسلوا) رواه مسلم .
قال النووي في شرحه: فيه إثبات القدر ... فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى . وفيه صحة أمر العين ; وأنها قوية الضرر . اهـ
وروى أبي نعيم في الحلية والخطيب البغدادي في تاريخه وحسنه الألباني عن جابر - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر) .
أي أنها تصيب الرجل فتقتله فيدفن في القبر، وتصيب الجمل فيشرف على الموت فيذبح ويطبخ في القدر .

وقد قرر علماء أهل السنة أن العين حق ، وأنها تمرض وتقتل، خلافا لبعض المبتدعة المنكرين,وهم محجوجون بالآثار النبوية الصحيحة .
وحقيقة العين كما ذكر القسطلاني: نظر المعيان لشيء باستحسان، مشوب بحسد، فيحصل للمنظور ضرر بعادة أجراها الله تعالى .
وتسمي العرب العائن بالتلقاعة، مبالغة من اللقع وهو الرمي، وتطلق العامة على العين النضل والنحت .
وقد وقعت الكثير من الحوادث قديما وحديثا بسبب العين، وألفت فيها المؤلفات"

ما قاله الخطيب عن قدرة العين لا وجود له والرواية الأولى التى تجعل العين لا تسبق القدر وأنها الشىء الوحيد الذى من الممكن أن يسبق القدر وهى:
"ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه 0000فإن العين حق وكان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين وفى رواية العين حق ولو كان شىء سابق القدر لسبقته العين 00" تناقض قوله "لا يرد القدر إلا الدعاء "فهنا الدعاء يرد القدر وفى القول نفى أن يكون هناك ما يرد القدر ولو كان شىء يرده لكان العين .
والخطأ فى الروايات أن العين لها تأثير سلبى على المنظور له وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين كما أن الحسد أمر نفسى وليس من العين مصداق لقوله بسورة البقرة "حسدا من عند أنفسهم ".
وأكمل الرجل الترويج للخرافة التى اخترعها الكفار لمصلحة الرقاة وحدهم لأنهم هم المستفيدون من تلك الخرافة فقال:
"عباد الله .. وإذا كانت العين من الحق ، فكيف السبيل إلى التوقي منها واستدفاعها؟
إن من أعظم ما تستدفع به العين تجديد العبد لعهد الافتقار والذلة والانكسار لله والحاجة لحفظ الله ورعايته له, بقراءة أذكار الصباح والمساء فقائلها لا يضره شيء بإذن الله, فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) صحيح البخاري."

والخطأ التعود بكلمات وهى دعاء والدعاء كما قال الله متوقف على مشيئته وهى ما كتبه فى القدر وفى هذا قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
ثم قال:
"ومما تستدفع به العين ستر ما يخاف عليه إن أمكن ذلك كما فعل يعقوب عليه السلام حين أمر بنيه أن يدخلوا من أبواب متفرقة لحاجة في نفسه قال المفسرون إنه أراد أن يدفع ضرر العين عنهم "
ولا يوجد قصة يوسف(ص) ما يشير إلى أن يعقوب (ص) كان خائفا عليهم من الحسد وإنما كان خلقا على فقدانهم جميها بسبب دخولهم من باب واحد ولذا طلب منهم الدخول من أبواب متفرقة
ثم قال:
وكما فعل الخليفة الراشد عثمان - رضي الله عنه - عندما رأى صبيا صغيرا حسن الهيئة، فقال: دسموا نونته، أي سودوا الدائرة التي تكون في خديه، حتى تنصرف الأعين عنه ."

وهذه الحكايات عن توسيخ وجوه الولد هى من الخبل الذى يعرف عثمان حرمته لأنه استجابة لقول الشيطام"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
والرجل يخبرنا أنه لا يريد بذلك الدعوة للرقاة الآفاكين وغنما للرقاة الشرعيين وهو كلام مجانين فالرقية لا تفيد أحد فلو أن الرسول(ص) كان يعتقد فى نفعها لنفع نفسه فى أمراضه وأمراض المسلمين وفى هذا قال الخطيب:
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس