عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-01-2019, 10:45 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين "المعنى وإن يونس لمن المبعوثين حين ركب فى السفين المملوء فاقترع فكان من المضعفين فابتلعه الحوت وهو معاقب فلولا أنه كان من المطيعين لمكث فى جوفه إلى يوم يحيون فأخرجناه بالخلاء وهو عليل وأخرجنا له نبتة من قرع وبعثناه إلى مائة ألف ويزيدون فصدقوا فأعطيناهم حتى وقت،يبين الله لنبيه (ص)أن يونس (ص)من المرسلين وهم المبلغين لحكم الله إذ أبق إلى الفلك المشحون والمراد لما ركب فى السفينة المليئة بالركاب فساهم فكان من المدحضين والمراد فاقترع والمراد فاشترك فى القرعة التى أجريت ليرمى بعض الركاب أنفسهم فى الماء لينجى الباقون فكان من الخاسرين فى القرعة حيث خرجت عليه فرمى نفسه فى البحر فالتقمه أى فابتلعه الحوت وهو مليم أى معاقب لنفسه بعد ركوبه بعد ظنه أن الله لن يقدر عليه فلولا أنه كان من المسبحين وهم المطيعين لحكم الله للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون والمراد لبقى فى جوف الحوت حتى يوم يرجعون للحياة وهو يوم القيامة ولذا نبذه بالعراء والمراد أخرجه الله من جوف الحوت إلى الخلاء على شاطىء البحر وكان سقيم أى مريض بسبب بقاءه مدة فى بطن الحوت وأنبت الله عليه شجرة من يقطين والمراد أخرج له نبتة هى كما يقول الناس القرع حتى يستظل بها ويأكل من ثمارها وتحميه أوراقها من الحشرات وبعد أن شفاه الله أرسله أى بعثه إلى قرية أهلها يبلغون مائة ألف أو يزيدون والمراد أن عددهم فوق المائة ألف فآمنوا أى فصدقوا برسالته وهذه هى القرية الوحيدة التى آمنت عبر العصور فمتعهم الله إلى حين والمراد فأعطاهم الله النفع حتى موعد موتهم .
"فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون اصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين "المعنى فاسألهم هل لإلهك الإناث ولهم الصبيان ؟هل أنشأنا الملائكة بناتا وهم حاضرون ؟ألا إنهم من كذبهم ليقولون أنجب الله وإنهم لمفترون اختار الإناث على الذكور ما لكم كيف تقضون ؟أفلا تفهمون؟أم لكم وحى عظيم فجيئوا بوحيكم إن كنتم عادلين ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يستفتى والمراد أن يسأل الناس ألربنا أى هل لخالقنا البنات وهى الإناث ولكم البنين أى الصبيان ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الله لم يختر البنات له ويعطى الذكور لهم ،وأن يسألهم هل خلق أى أنشأ الله الملائكة إناثا أى بناتا وأنتم شاهدون أى حاضرون لخلقهم؟والغرض من السؤال إخبارهم أن الملائكة ليسوا بناتا وأنهم لم يحضروا خلقهم حتى يقولوا ذلك،ويبين الله له أن الكفار من إفكهم وهو كذبهم على الله يقولون :ولد الله أى أنجب الرب وهذا يعنى أنهم يزعمون أن الله له أولاد منهم الملائكة البنات وهم فى قولهم كاذبون أى مفترون والمراد ناسبون إلى الله الباطل،ويسأل الله اصطفى البنات على البنين والمراد هل فضل الله الإناث على الذكور ؟ما لكم كيف تحكمون أى تقضون؟أفلا تذكرون أى أفلا تفهمون؟والغرض من الأسئلة هو إخبارهم أن حكمهم وهو قضائهم أن الله فضل البنات على البنين حكم باطل إذا كانوا يفهمون ،ويسأل الله أم لكم سلطان مبين أى هل لكم وحى عظيم يدل على ما تقولون ؟ثم يطلب منهم أن يأتوا بكتابهم والمراد أن يحضروا وحيهم المنزل عليهم من الله بذلك إن كانوا صادقين أى محقين فى قولهم والغرض من القول هو إخبارهم أن ليس معهم دليل من عند الله على صحة قولهم والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص) ومنه للناس .
"وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة أنهم لمحضرون سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين "المعنى وافتروا بينه وبين الجن ولدا ولقد عرفت الجن أنهم لمعذبون تعالى الرب عما يقولون إلا خلق الرب المطيعين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار جعلوا بين الله والجنة نسبا والمراد خلقوا كذبا بين الله وبين الجن صلة أى أولاد بنين وبنات مصداق لقوله بسورة الأنعام"وخرقوا له بنين وبنات بغير علم" وقد علمت أى عرفت الجن أنهم محضرون أى معاقبون إلا عباد الله المخلصين والمراد إلا خلق الرب المطيعين لحكم الله فهم مثابون ،ويبين له أن سبحان الله عما يصفون والمراد أن طاعة حكم الرب أفضل من طاعة الذى يشركون مصداق لقوله بسورة النحل"سبحانه وتعالى عما يشركون".
"فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم "المعنى فإنكم وما تطيعون ما أنتم عليه بمارين إلا من هو ذائق النار،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس وما يعبدون وهو الذى يتبعون أى وهو أهواء أنفسهم وهو الآلهة المزعومة ليسوا على العذاب بفاتنين أى بواردين إلا من هو صال الجحيم والمراد إلا من هو داخل النار وهذا يعنى أن هناك من لا يمر على العذاب من آلهة الناس ومن أمثلتهم الملائكة وعيسى ابن مريم (ص)ومريم(ص)لأنهم واجهة يتخفى الكفار خلفها.
"وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون "المعنى وما منا إلا له موضع معروف وإنا لنحن المجموعون وإنا لنحن المطيعون،يبين الله لنبيه (ص)أن الملائكة تقول "وما منا إلا له مقام معلوم أى وضع معروف والمراد وظيفة محددة وإنا لنحن الصافون أى الواقفون صفا مصداق لقوله بسورة النبأ"يوم يقوم الروح والملائكة صفا"وإنا لنحن المسبحون أى المطيعون لحكم الله والخطاب هنا للنبى(ص)وهو كلام محذوف أوله وهو كلام الملائكة وهو مقطوع الصلة بما قبله وما بعده .
"وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين فكفروا به فسوف يعلمون"المعنى وإن كانوا ليقولون لو أن لدينا خبرا عن السابقين لكنا خلق الرب المطيعين فكذبوا به فسوف يعرفون من المعاقب ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار كانوا يقولون :لو أن عندنا ذكرا من الأولين والمراد لو أن لدينا وحيا عن السابقين لكنا عباد الله المخلصين أى لكنا خلق الرب المطيعين وهذا يعنى أنهم زعموا أنهم لو علموا بما حدث للسابقين لاتبعوا دين الله ومع هذا لما أتى دين الله كفروا به أى كذبوا بدين الله فسوف يعلمون أى يعرفون "من يأتيه عذاب يخزيه"كما قال بسورة هود.
"ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون "المعنى ولقد مضى حكمنا لخلقنا المبعوثين إنهم لهم الغالبون وإن عسكرنا لهم القاهرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن كلمة وهى حكم الله قد سبقت أى مضت أى أوحيت لعباد الله المرسلين وهم خلق الله الأنبياء (ص)إنهم لهم المنصورون أى الغالبون للكفار وإن جندنا وهم أتباع الرسل أى المؤمنين هم الغالبون أى المنتصرون وهذا يعنى أن الله وعد المسلمين بالنصر فى كل عصر والخطاب وما قبله وما بعده وما بعده للنبى(ص)
"فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون "المعنى فأعرض عنهم حتى وقت وأنظرهم فسوف ينظرون أفبعقابنا يطالبون فإذا نزل بديارهم فقبح نهار المخبرين وأعرض عنهم حتى وقت وأنظرهم فسوف يعلمون،يطلب الله من نبيه (ص)أن يتولى عن الكفار حتى حين والمراد أن ينصرف أى يعرض عن التعامل مع الكفار حتى وقت مصداق لقوله بسورة النساء"فأعرض عنهم" وفسر الله ذلك بأن يبصرهم أى يمهلهم فسوف يبصرون أى يعلمون الحق عند نزول عذاب الله بهم ويسأل الله أفبعذابنا يستعجلون والمراد هل عقابنا أى سيئتنا يطلبون مصداق لقوله بسورة الرعد"ويستعجلونك بالسيئة "والغرض من السؤال إخبار النبى (ص)أن الكفار يطالبون بنزول العذاب عليهم ويبين له أن العذاب إذا نزل بساحتهم أى إذا وقع عليهم فى ديارهم فساء صباح المنذرين أى فقبح نهار الكفار حتى حين وهو وقت موتهم وفسر هذا بأن يبصر أى يتمهل أى ينتظر فسوف يبصر الكفار والمراد فسوف يعلم الكفار بعذاب الله عند وقوعه عليهم .
"سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين "المعنى الطاعة لحكم إلهك إله القوة عما يقولون وخير للمبعوثين والطاعة لله خالق الناس،يبين الله لنبيه (ص)أن الرب رب العزة والمراد أن الإله هو إله القوة سبحانه عما يصفون والمراد الطاعة لحكم الله أفضل من طاعة حكم الذى يشركون والسلام على المرسلين والمراد ودار الخير وهى الجنة للأنبياء(ص)مصداق لقوله بسورة الأنعام"لهم دار السلام عند ربهم "والحمد لله والمراد والطاعة لأمر الله رب العالمين وهو خالق الكل مصداق لقوله بسورة الرعد "ولله الأمر جميعا "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس