عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-08-2022, 07:31 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,969
إفتراضي قراءة فى كتاب حجب التوبة عن المبتدع

قراءة فى كتاب حجب التوبة عن المبتدع
استهل المؤلف الكتاب بمقدمة تقليدية تكررت فى كثير من الكتب المعاصرة التى يكتبها مؤلفون من دولة السعودية غالبا ودول الخليج عامة وبعض السلفية وكأن هناك توصية أن تكتب تلك المقدمة فى أى كتاب يتناول مسألة من مسائل الدين والمقدمة هى :
" إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [سورة آل عمران:102ٍ].
(يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [سورة النساء:1].
(يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [سورة الأحزاب:70-71]."
وتحدث المؤلف فى المقدمة الثانية وهى حديث إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة وهى موضوع الكتاب فقال :
"أما بعد،
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة
الحديث أخرجه أبو الشيخ في "تاريخ أصبهان"، والطبراني في "الأوسط" (4202) ولفظه: (( إن الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة ))، والهروي في "ذم الكلام" (960)، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وابن أبي عاصم في "السنة"(37)، وهو في الصحيحة (1620).
وأورد المنذري الحديث في "الترغيب والترهيب" (54 ـ صحيح الترغيب والترهيب) كتاب السنة، الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء."
والحديث بذلك النص ظاهر البطلان لتعارضه مع كتاب الله فى قوله:
"إن الله يغفر الذنوب جميعا"

فالذنوب كلها يغفرها الله لمن تاب والغريب أن لذلك الحديث رواية أخر جملها وهى محذوفة هنا هى :
"حتى يتوب من بدعته"
وهذه الرواية معناه موافق لما فى كتاب فكل الذنوب تغفر لمن استغفر منها مخلصا أى تاب منها كما قال تعالى :
" ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
وحدثنا المؤلف عن ترهيب الله لأهل البدع فقال :
"فالحديث فيه ما فيه من الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدعة، والحديث في عمومه دال على عدم توبة المبتدع والحيال بينه وبين التوبة وحجبه عنها.
قال الله عز وجل في سورة النور:63 (..فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )، قال ابن كثير في قوله تعالى: (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) قال: " أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة ".
وقال الله تعالى في سورة الأنفال:24 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
قال الشيخ السعدي :
يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان منهم وهو: الاستجابة لله وللرسول، أي الانقياد لما أمر به، والمبادرة إلى ذلك، والدعوة إليه، والاجتناب لما نهيا عنه، والانكفاف عنه، والنهي عنه.
وقوله: (إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) وصف ملازم، لكل ما دعا الله ورسوله إليه، وبيان لفائدته وحكمته، فإن حياة القلب والروح بعبودية الله، ولزوم طاعته، وطاعة رسوله، على الدوام.
ثم حذر من عدم الاستجابة لله وللرسول فقال: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) فإياكم أن تردوا أمر الله، أول ما يأتيكم، فيحال بينكم وبينه إذا أردتموه بعد ذلك. وتختلف قلوبكم فإن الله يحول بين المرء وقلبه، يقلب القلوب حيث يشاء، ويصرفها أنى شاء.
فليكثر العبد من قول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب اصرف قلبي إلى طاعتك".
وقال الشيخ سلطان المعصومي في كتابه "تمييز المحظوظين من المحرومين" (ص:192):
(وَاعْلَمُوا) أيها المؤمنون (أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) وهذا تنبيه لأمرين عظيمين أمرنا الله تعالى أن نعلمهما علماً يقيناً:
الأول: أن من سنة الله في البشر الحيلولة بين المرء وقلبه، الذي هو مركز الوجدان والإدراك ذي السلطان على إرادته وعمله، وهذا أخوف ما يخافه المتقي على نفسه إذا لم ييأس من روح الله فيه.
ومعرفة هذه الجملة تثمر الخوف والرجاء، فكم من متق مهتد يضل عن الصراط المستقيم، ويميل إلى مهاوي الجحيم، بسبب شبهة تزعزع الاعتقاد، أو شهوة يغلب بها الغي على الرشاد، فيطيع هواه، ويتخذه إلهاً من دون الله، على أنه فيه مختار بلا جبر ولا اضطرار؛ كما وقع في هذا العصر من بعض معاصرينا، كعبد الله القصيمي في كتابه "هذي هي الأغلال" فإنه قد خالف النصوص الصريحة القرآنية، والأحاديث الصحيحة النبوية، في أحد وعشرين موضعاً من هذا الكتاب، ظاهره الكفر والزندقة، بعد أن كان مؤمناً موحداً يدافع عن الإيمان والتوحيد وأهله، ويصارع أهل الشرك والخرافات، كما في مؤلفاته السابقة، ككتابه "الصراع بين الإسلام والوثنية" و "البروق النجدية" و "شيوخ الأزهر" وغيرها، ولكن قد صدق الله العظيم (أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)"
وهذا الكلام من المؤلف والذى نقل معظمه هو من كتب فيره لا علاقة به بالبدعة إلا قليلا وهو كلام عام فى ذنوب الناس والتى لا تتوب منها فليس مخترع البدعة وحده من لا يتوب فى الغالب وإنما كل مصر على الذنب وهو يعلم أنه مذنب يرتكب ذنبا ومع هذا يكرر عمل الذنب كما قال تعالى :
"والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون"
وأما كلامه عن القصيمى فالرجل كان فى بدايته منتقدا للفقه التقليدى وقد أفلح فيما كتب فى العديد من المواضع ولكن الكم الكبير الذى وجده من التناقضات بسبب روايات الحديث وحدوث ما يسمى بنكسة67 أثرا على الرجل تأثيرا جعله يكفر بكل شىء تقريبا وقد كتب كتابا جنونيا اسمه محاكمة الإله ينضح بالكفر الظاهر ولكنه فى كتاب بعده قال أنه لا يقصد الكفر بالله وإنما يقصد الكفر بالحكام والحكومات وما تفعله من مظالم فى الناس


رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس