عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-10-2018, 09:18 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,949
إفتراضي

"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم "المعنى يا أيها الذين صدقوا اتركوا عديدا من الإعتقاد إن بعض الإعتقاد ذنب ولا تحسسوا ولا يعب بعضكم بعضا أيود أحدكم أن يطعم لحم أخيه متوفيا فبغضتموه وأطيعوا الله إن الرب نافع مفيد ،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله فيقول :اجتنبوا كثيرا من الظن والمراد اتركوا عديد من الإتهامات والسبب فى وجوب ترك الكثير هو أن بعض الظن إثم والمراد أن بعض الإتهامات ذنب أى خاطئة وهو الإعتقاد بدون أدلة على الإعتقاد،ولا تجسسوا أى لا تتلمسوا أخبار الغير بأساليب غير مشروعة كالنظر من الأبواب والشبابيك والسطوح أو آلات تنقل كلام الغير لهم،ولا يغتب بعضكم بعضا والمراد ولا يعيب بالباطل بعضكم فى بعض فى حالة عدم وجودهم لأن قولهم العدل فى الغائب واجب مصداق لقوله بسورة الأنعام"وإذا قلتم فاعدلوا"ويسألهم أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا والمراد أيود أحدكم أن يطعم لحم أخيه متوفيا ؟والغرض من السؤال إخبار المؤمنين أن الذى يذم أخيه الغائب بالباطل يشبه الإنسان الذى يأكل لحم أخيه الميت ووجه الشبه هو أن كلاهما لا يدرى المذموم بالذم والميت بالأكل ويبين لهم نتيجة الغيبة بالباطل وهى أن كراهية المذموم للذام تشبه كراهية الأخرين لأكل لحم أخيهم الميت ويطلب منهم أن يتقوا الله أى يطيعوا حكم الله مصداق لقوله بسورة التغابن "أطيعوا الله"ويبين لهم أن الله تواب رحيم أى قابل لعودة المذنب لدين الله مفيد له برحمته .
"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير "المعنى يا أيها الخلق إنا أنشأناكم من رجل وامرأة لتعالموا إن أفضلكم لدى الرب أطوعكم له إن الرب عارف محيط ،يخاطب الله الناس وهم الخلق فيقول :إنا أبدعناكم من ذكر وأنثى والمراد من رجل وامرأة وجعلناكم شعوبا وفسرها بأنها قبائل والمراد وخلقناكم جماعات أى أمما لتعارفوا أى لتعلموا الحق من الباطل أى ليعبدوا الله مصداق لقوله بسورة الذاريات "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "ويبين لهم أن أكرمهم عند الله أتقاهم والمراد أن أحسنهم فى حكم الله هو أتبعهم لحكم الله وهو من أسلم مصداق لقوله بسورة النساء"ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله "إن الله عليم خبير أى عارف محيط بكل شىء والخطاب للناس
"قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم "المعنى قالت البدو صدقنا قل لم تصدقوا ولكن قولوا أطعنا ولم يسكن التصديق فى نفوسكم وإن تتبعوا الرب ونبيه (ص)لا ينقصكم من أجوركم بعضا إن الرب نافع مفيد ،يبين الله لنبيه (ص)أن الأعراب وهم البدو حول المدينة قالوا :آمنا أى صدقنا حكم الله ،ويطلب منه أن يقول لهم لم تؤمنوا أى لم تصدقوا بحكم الله ولكن قولوا أسلمنا أى أطعنا حكم الله ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم والمراد ولم يسكن التصديق بالحكم فى نفوسكم ،وهذا يعنى أنهم لم يصدقوا الوحى وإن كانوا أطاعوه دون تصديق خوفا من أذى المسلمين ،وقال :وإن تطيعوا الله ورسوله والمراد وإن تتبعوا حكم الرب المنزل على نبيه (ص)لا يلتكم من أعمالكم شيئا أى لا ينقصكم أى لا يتركم من أجوركم حقا مصداق لقوله بسورة محمد"ولن يتركم أعمالكم"إن الله غفور رحيم والمراد إن الرب نافع مفيد لمن يطيعه والخطاب للنبى(ص)وما بعده .
"إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله أولئك هم الصادقون "المعنى إنما المصدقون الذى صدقوا بحكم الرب ونبيه (ص)ثم لم يكذبوا وقاتلوا بأملاكهم وذواتهم فى نصر دين الله أولئك هم العادلون،يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمنون وهم المصدقون هم الذين آمنوا بالله ورسوله (ص)والمراد الذين صدقوا بحكم الرب ونبيه (ص)ثم لم يرتابوا أى لم يكذبوا حكم الله وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والمراد وقاتلوا بأملاكهم وذواتهم فى سبيل الله والمراد فى نصر حكم الله أولئك هم الصادقون أى العادلون أى المفلحون وهم الفائزون برحمة الله .
"قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما فى السموات والأرض والله بكل شىء عليم "المعنى قل أتعرفون الرب بحكمكم والرب يعرف الذى فى السموات والأرض والرب بكل أمر خبير ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للأعراب:أتعلمون الله بدينكم والمراد أتخبرون الرب بحكمكم ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الله يعرف دينهم الحقيقى وليس الذى يتظاهرون به ،والله يعلم أى يعرف ما أى الذى فى السموات والأرض والله بكل شىء عليم والمراد والرب بكل أمر محيط مصداق لقوله بسورة فصلت"أنه بكل شىء محيط"والغرض من القول هو إخبارهم أن ظنهم أن الله لا يعلم السر والخفاء خطأ والخطاب للنبى(ص)ومنه للمنافقين وما بعده.
"يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين "المعنى يفخرون عليك أن أطاعوا قل لا تفخروا على بطاعتكم إن الله يتفضل عليكم أن أرشدكم للتصديق إن كنتم محقين فى قولكم ،يبين الله لنبيه (ص)أن الأعراب يمنون عليه أن أسلموا والمراد يفتخرون عليه بأنهم أطاعوا الحق ويطلب الله منه أن يقول لهم :لا تمنوا على إسلامكم والمراد لا تفتخروا على بطاعتكم الحق وهذا يعنى ألا يشعروه بأنهم تفضلوا عليه بطاعتهم للحق النازل عليه،بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان والمراد إن الرب يتفضل عليكم أن أرشدكم للتصديق إن كنتم صادقين أى محقين فى إعلانكم الإيمان وهذا يعنى أن الوحيد الذى له حق المن وهو الفخر عليهم والتباهى هو الله الذى أرشدهم للعدل .
"إن الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما تعملون "المعنى إن الله يعرف سر السموات والأرض والرب عليم بما تفعلون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم إن الله يعلم غيب والمراد إن الرب يعرف السر وهو العمل أو القول الخفى فى السموات والأرض مصداق لقوله بسورة الفرقان"الذى يعلم السر فى السموات والأرض"والله بصير بما تعملون والمراد والرب عليم بما تفعلون مصداق لقوله بسورة النور"والله عليم بما يفعلون "وسيحاسبهم عليه والخطاب لنبيه(ص)
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس