عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-02-2009, 09:35 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أخي العزيز ابن حوران :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مثل هذا الكتاب قرأت غير واحد ، وأشكرك شكرًا جزيلاً على الاهتمام بهذا ا لجانب. بحكم تخصصي وهو التربية ، فقد قرأت كتابًا للكاتب القطري دكتور محمود قمبر باسم أهداف التربية العربية .
هذا الباحث القطري المرموق فند أكثر من 9 أشكال من أخطاء صياغة الأهداف في اجتماعات وزراء التربيةوالتعليم العرب .
من ضمنها :وجود أهداف غير واقعية -أهداف غير تربوية(ليست من اختصاص المدرسة والإدارة التعليمية) -أهداف مكررة - أهداف شكلية-صياغات أيديوجية- أهداف متناقضة .....إلخ وهو كتاب بحق لا يستغي عنه أي باحث تربوي رغم صغر عدد صفحاته .
الذي يعنيني في هذا المجال الإشارة إلى أن الاهتمام بالتعليم ينبع من إيمان الدولة بأنه العنصر الأكثر حسماً في تحقيق أهدافها .
ولكن لأسباب تتعلق بالأهداف السياسية للحكومات العربية ،فإننا نجد أن التعليم باعتباره جزءًا من منظومة التخطيط السياسي لا تجري محاولات حقيقية لتطويره ؛ لأنه ليس في صالح هذه الحكومات .
ومن هنا نسأل أنفسنا سؤالاً بريئًا : كم ينقق على التعليم ؟ كيف هي طرق إعداد المعلم ونظرة المجتمع له؟ ونحن في مصر نتصدر قائمة أسوأ إعداد للمعلم على الأقل معنويًا ونفسيًا .

الاهتمام بالتعليم يعني أن تكون خطط الدولة التي تؤمن بها مدرجة في العملية التعليمية ، ولطالما أن هذه الأهداف هي نفسها غير سوية فمن الطبيعي أن يكون المنهج المدرسي غير حيادي وغير خادم لأهداف المجتمع.
تحدث كما شئت عن حملات إعادة وتغيير المناهج وماذا يدرس الطلاب العرب مقارنة بما يدرس الصهاينة مثلاً.
فكرة الدولة المحورية في العالم العربي أوالشرق الأوسط أو المعسكرالاشتراكي تبددت وحلت بدلاً منها المنظومة الدولية ، الديمقراطية والشرق الأوسط الجديد .
بينما نجد المناهج الدراسية في ظرف مدة زمنية تقل عن 3أشهر أدرجت موضوعًا في منهج اللغة العربية عن كرم جابر المصارع المصري الحائز على ذهبية أثينا عام 2004 لأول مرة منذ العهد الملكي ، فإنها لم تذكر شيئًا بتاتًا عن انتفاضة الأقصى ، حرب العراق، وغيرها من الحوادث الهامة التي شهدها هذا القرن.
اهتمام الصين والولايات المتحدة بالتعليم ينبع من إرادة سياسية لتحقيق مكانة سياسية عليا تخدم أغراض الفكر والأيديوجيا والتاريخ . بينما الهدف السياسي للتعليم في دولتنا -كما كان في العهد الفرعوني -تخريج المواطن المكتبي (البيروقراطي) حتى يكون لبنة في بناء النظام الحكومي الروتيني الذي من خلاله يمكن تحقيق أكبر قدر ممكن من المنافع السلطوية والاقتصادية.
أبسط مثال على هزالة التعليم هو أن الطالب لا يجد بين يديه السؤال التقليدي لماذا ندرس الوحدة ؟أو أهداف الوحدة... لأن ذلك من شأنه أن يسبب حالة من التفكير الذهني لما يحيط به.
ومن ها هنا ، فإنه ما لم يتغير الفكر السياسي في النظام العربي ما لم يكن الاهتمام بحقوق الإنسان أولوية عظمى ، وما لم يتهدد النظام السياسي العربي بالضغوط الشعبية فإنه لن يتوقع أي أدنى تغيير للفكر التعليمي .
أنا باعتبار عضوًا في الجمعية المصرية للتربية المقارنة عضوًا عاديًا ليس مؤسسًا ولا إداريًا عضوًا من عامة الشعب .... وجدت أن كل الاجتماعات المتمحورة حول الإصلاح التعليمي لن تفلح لأنها لم تكن مشروعًا يلتف حوله الناس كالسد العالي ومترو الأنفاق ومستشفى السرطان .......إلخ .
عمومًا : هذا الكتاب بحثت عنه في معرض الكتاب في الجناح الخاص بلبنان تحديدًا هذا الدار ولم أجده .
أخيرًأ : وجود أي تغيير في الفكر التعليمي سيجد مقاومة على الأقل من الجهات التي ظلت معتادة على هذا النظام رغم تأففها منه مما يجعل تحقيقه مكتنفًا بالمصاعب (على افتراض حدوث رغبة حقيقية في التغيير ).
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس