عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-11-2008, 02:16 AM   #36
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كي أختار لك اسما

كي أختار لك اسما



محمد دخيسي - وجدة المغرب

dkhissi68@menara.ma

ما زال على ذكرى مني يتعهدني

اصطليت خيالي وفي ريشتي قطر من دمه،

وعلى غير عادته.

- ذكراه -

فرسمته في صورة من ورق..

رحت أختار لي اسما فأسميه به،

لم أجد غير " عصفور الشرق"

ناداني يوما من ذاتي فدعوته:

" آه "

كنت - من عادتي – أرتاد طريقه يوما بعد ليال تبدأ من شفق..

من عادته الصمت،

لا ملامح للذهول على شفتيه،

وذنوبه تغتفر...

في كل أغانيه صوت منهمر..

لا كالريح - هذا المساء – تخر على سمعي.

أو كالعاصفه.

يأخذ الحلم من ذاته الصاخبه،

وإذا ازددت بكاء عليه يجيبني...

.....

التدى والنار يقذف ماء عذبا فراتا يجيبني:

" باسمك الحين الطير تغتدي "

تتغنى على الحجرات التي من ورائي طليقة

تقذف

ثم ترمى حصى

وتغير العصافير دمعا يساقط

سجيلا، فأصبح بعده عصفا يحترق

آه... آه...

كم غصنا قد انهال خزيا على ذكري ، ثم يرسم منه

نخيل

يخترق....

كم مفاجأة كادت تنسيني هول مآسي...

قال لي يومي:

"ذاتك"

ثم ذاتك ، اختر لها متعاقدا،

ذا حلم كنت أناجيه في مقبره..

صوتي به يرجع قبري صدى، ومع الترب يختلط..

فيصير - كما كنت أحتاج – ريحا تأخذني فوق جذع النخلة

تصاعد الحين بي حتى كدت أختال نفسي لهوا

باسما...

...

فأنا الممضي أسفله؛

إمضائي عار من كل ندى:

كالطريق العاري من الأضواء

الخالي من رجال ونساء

نمت هذا المساء

أحكي قصصا للأخيار والأشرار

لا فرث اليوم بين دري وصدره، يدفن مرا في لحمي،

قمرا لا يضيء سوى طرق الأطفال الصصغار..

....

يا مبعثرة في ذكرى، أريد بريشة نفسي أرسم شكلك

لكن يدي بين دفتي الأخريين الكبار،

- أيها الغافل الناسي شكلك، ذكرني

فلعلي أهتاد سيرا خفيفا يسترني..

لا أريد رسوما ، كي أختار سوى رسمك..

كي أهتاد إلاك، أو أجد الرسم :" شكلك "

لا أحتاج هاذي الأشكال المتطاحنه،

ثم آخذ ريشة ضلع يصير بها حلمي أوصيدا تغتفر.

في لقاء بسيط أشرح رسمي له:

" لن يكون على مهلة من ضلعي العاري الناقص "

وأحارب باقي أضلع صدري التي تحتار على أمري..

يا أيتها النفس المطمئنة: اختاري من بين أموري

هذا هو عرسي إلى جسمي

فكأن الضلع الذي لم ينقص مني زاد في

زذبلت أنا في أضلاع غيري.. في موتهم

لم أستطع إتيانا

فكما حلت بي غفوته

أكتب الزهرو الحزن..

..

ها أرسم فيه الألوان الباهته

نلتقي ؟

في مفترق الطرق

نكتب السطر تلو السطر

حتى العمق.

فكأني على صدفة معه

والشمس تغيب على ألوان الصفر.

عندما تحمر:

آخذ لونيهما، أرسم الوجه والضلع الوائد

أحمله على كتفي حتى منتدى الشفق

في يدي ريشة أختار بها اسما لأناديه به:

" قمرا ، رقما ، رسما، حلما..

لم أجد له اسما غير :" ذاتي "

فاصطحيته في ذكراي إلى حيث الحياة..

أبكي دوما عن ضلعي أخذته لي يقتات به الحلم.

منذ ذلك الوقت

في كل زمان ، في كل مكان

يحملني معه.

لم أجد غيري ذاتي يحملها له

لعلي بائع نفسي له يوما في آهاتي، ألا أقول:

" لا"

لا أحب ضلوعي تشتق من ضلع ذاتي

بل له الضلع جزء منه

ابن له إن شاء يأخذ له الاسم أو لقبا

فيراني أختاره،

منه ، مني، ومني له،

" يا عصفور الشرق "

أنشد أنشودة درب الذكرى،

يا جزءا من أضلعي

غن لي على غير عادتك الأغنيات القديمه

أذكر أرقاما عرفتها ...

....

فكما عرفتني: اعلم ان غدا أمره الصبح يرتجى،

لا تسل عن أشياء إن تبد تقبر في ماض

أو تسئك بما لا يرضي

اختر اسما

أتمم به رقمك كي أنتهي من رسم ذاتك،

أنهي صورتي فأعلقها في ذاكرتي

حتى لا أنسى ذاتي...







السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس