عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-11-2008, 02:10 AM   #33
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

فلسطين

فلسطين



د. عبد الله بن أحمد الفَيْفي

aalfaify@yahoo.com

(إلى صديقي محمود درويش، رحمه الله)

تَمُرُّ فلسطينُ في أغنياتِ الصَّباحِ،

صباحِ سَدوم،

بمريولِ طِفْلَةْ

بتولٍ، ففاطمةُ ازدلفتْ مقلتَيها، ومريمُ تحملُها طَلْعَ نخلةْ!

...

على عتباتِ المَفارقِ،

بينَ الأبوّةِ تمشي، رجوعًا،

فمِن عن أبيها يسارًا، ومِن عن أبيها يمينًا، تعالَى غبارٌ لروحَينِ..

صارت فلسطينُ بيني وبيني:

(فلس/ طين) أخرى!

جُذاذًا مِنَ الوقتِ تمضي بغيرِ مُضِيٍّ،

لتأتي بغيرِ مجيءٍ،

إلى لا مكانْ!

فلسطينُ راحت على كُلِّ بابٍ تدورُ،

تدورُ،

كأنّ القصيدةَ جاءتْ..

كأنّ القصيدةْ..

سماء، فطارت دماءً / جريدةْ!

..

كبئسَ القصيدةْ!

قصيدةُ أهلي هيَ الشِّعرُ،

في ناهدَيها يموجُ بياضُ التَّشاطُرِ،

فالصدرُ والقبرُ يختصمانِ على مَهْمَهٍ من نُضارِ القوافي،

ودنيا المعاني، وفنِّ البديعِ، وعِلمِ البيانْ!

قصيدةُ أهلي..

نِعْمَ القصيدةْ!

قصيدةُ أهلي..

تمامًا كمثلِ القَضِيَّةِ:

فتح الفتوحِ تعالَى...،

وحمس الحماسِ تتالَى...،

وأشهى خيولِ العقيدةْ!

قصيدةُ أهلي ببحرِ النَّجيعِ -

ارتماءً -

تُرَوِّيْ، إذا حَمْحَمَ السَّيفُ، بحرَ السحابْ!

قصيدةُ أهلي،

أيا طفلةً أكلتْها المدارسُ،

بيتًا فبيتًا،

ولم تُبقِ شيئًا لسُوْدِ الذِّئابِ وخُضرِ الذُّبابْ!

قصيدةُ أهلي،

تَمُرِّيْنَ وردةَ ذكرى نسيتُ زمانًا زمااااانْ،

تَضَوَّعُ بالحُزنِ،

والفَقدِ،

والاغترابْ!

(فلس/ طين)، قال قريني،

فقلتُ:

ولكنّ طينًا سيصحو مِنَ الجدبِ خِصبًا،

كفينوس تُمطرُ حُـبًّا عُروقَ السَّرابْ!

...........

وثَمّةَ تنبتُ فِيَّ، برغمِ الكُسورِ، عظامُ القصيدةْ!






السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس