الموضوع: مؤازرة
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-06-2009, 10:00 AM   #21
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

صدقوني .. أنا لست مُزَوِرَاً

لم يكمل دراسته الإعدادية بنجاح، ولم يعرف الكثير من الناس كيف احترف التجارة، وكيف أصبح من كبار رجال الأعمال، لم يكن وسيما بما فيه الكفاية، ولم يكن في يومٍ من الأيام رجل فكر، ولم يدعِ هو ذلك، بل كان يتندر برجال الفكر والسياسة، وكان المثقفون لا يحبوا ذكر اسمه.

اتسعت دائرة معارفه، بعدما أصبح بصدفة غير تامة رئيسا للبلدية، فكان يدخل بيوت الوزراء وكبار رجال الدولة بيسر وأريحية، كما كان بيته يستقبل من هؤلاء الرجال كل أسبوع، ما يدلل على نجاحاته الشخصية ليكون شخصية كاريزمية حاضرة.

(1)

عندما رشح نفسه لانتخابات البرلمان، وكان من منافسيه وزيران متقاعدان، والعديد من الضباط الكبار المتقاعدين، لم يضعه أي مراقب من مراقبي الانتخابات ليكون أحد القريبين من النجاح، ولكن بعد أن ظهرت النتائج كان يتصد قائمة الناجحين الثلاثة في دائرته، وكان بينه وبين من يليه من الناجحيَن الآخرين حوالي أربعة آلاف صوتا.

حار الجميع بنجاحه، فكيف يكون أصلا من المرشحين لعشيرته وبينهم من الوزراء والمدراء العامين وحملة شهادة الدكتوراه ما يجعل ترشيحه (عشائريا) من الصعوبة بمكان؟

تطوع أكثر من فرد (مندهش) بوضع افتراضات جعلت هذا النموذج ينجح، فمنهم من قال إنه ذكي يعرف كيف يجمع الأصوات، فما أن يتوفى أحد المواطنين حتى يبادر بإرسال طعام يكفي لثلاثمائة شخص، ودون أن يشاور أهل الميت. وعندما يصل الطعام، يصل هو بعده بعدة دقائق مبدي أسفه على عدم القدرة على حضور مراسم الدفن، في حين لا يستمع لمن يعترض على الطعام من أقارب الميت، ويذكر موقفا من مواقف (المرحوم) يشتت فيه تركيز المندهشين من أقارب المتوفى، ثم يعتذر لسبب طارئ ولا يشاركهم الطعام.

وآخر يقول: إنه يذهب لألمانيا أو السوق الحرة، ويحضر بعض سيارات (فان) التي تصلح لنقل الموتى ويعمل على دهانها و كتابة ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية)، ويتصل بأحد معارفه في دائرة الجمارك، ثم يتبرع بتلك السيارات للقرى التابعة للدائرة الانتخابية.

وآخر يقول: إنه يبادر قبل الانتخابات بسنة لفرش مساجد القرى التي ليس بها من المرشحين لانتخابات البرلمان ليصنع هالة من محبيه ومرددي اسمه وليكونوا معاونين له.

(2)

عندما فاز بانتخابات البرلمان للمرة الثانية، تطورت النظريات التي تفسر نجاحه، فهناك من افترض أنه يشتري الأصوات من الناخبين، حيث يقوم أعوانه بقطع ورقة النقد الى قطعتين، يعطون الناخب نصفها ويسلمونه النصف الآخر بعدما يتأكدون بطرقهم أنه صوت لمرشحهم.

ثم افترض أحدهم أنه شخص (خدوم) يركض مع صاحب الحاجة حتى يحصل على حاجته، ويضربون أمثلة، قسم منها جرى داخل البلاد وقسم منها جرى خارجها.

وقد وضع أحدهم فرضيات أنه رجل كاذب يستعين بمجموعة من موظفيه للاتصال به وإيهام من يستمع للمكالمة أنه يتكلم مع مدير الأمن العام أو الوزير الفلاني أو السفير الفلاني.

(3)

وعندما نجح بالمرة الثالثة، طور المحللون فرضياتهم، فقالوا إنه التزوير والغش بالانتخابات، وقد كان النظام الانتخابي في تلك الدورة، يقضي بعمل بروز في البطاقة الشخصية (البلاستيكية)، فقالوا أنه أحضر سلفا من لبنان جهازا (يكوي) البروز، الذي أحدثه الخاتم الرسمي للجنة الانتخابية.

ويذكرون بعض الأسماء التي صوتت أربعين مرة، وتذهب عملية الحساب أنه لو (كوى) 500 بطاقة عشرة مرات لحصل على خمسة آلاف صوتا.

ويذكر أحدهم أنه شاهد (حافلات) تنقل من مناطق بعيدة ناخبين (لا تعنيهم عملية الانتخاب) تم تسجيلهم سلفا في دائرته الانتخابية مقابل مبلغا من المال لكل ناخب.
وعندما يشكك أحدهم بالكيفية التي يضمن أن الناخب سيصوت له، وضع صاحب الفرضية عملية معقدة جدا، فيقول:

يُعطى الناخب الأول في الصندوق، ورقة بيضاء (غير صادرة عن إدارة الانتخابات) ويذهب ليسجل اسمه لدى اللجنة، فتناوله اللجنة ورقة انتخاب (رسمية)، فيضع في صندوق الاقتراع الورقة البيضاء، ويحضر الورقة الرسمية لمن يقف عند الباب، فيكتب اسم المرشح عليها ويذهب ويضعها في الصندوق ويحضر ورقة رسمية جديدة ليكتب الاسم من جديد.

شهق أحدهم تعجبا، وقال: آه لقد لاحظت وأنا في لجنة الفرز أن هناك ورقة بيضاء ليست رسمية! ثم أيده آخران، وكان يبدو عليهما عدم الصدق.

(4)

في إحدى الجلسات معه، حلف أغلظ الأيمان أنه لم يقم بالتزوير، وسخر ممن ينظر الى الانتخابات على أنها قضية وطنية سامية!

وقال ماذا يريد المثقفون مني؟ هل يريدوا أن أحرر فلسطين؟ إن الدول العربية بجامعتها وجيوشها لم تستطع أن تفعل ذلك، وكذلك الحرب على العراق، هؤلاء مجانين يظنون أن مجلس النواب بيده شيء!


ثم يردف ويقول: كم هي نسبة الاقتراع في بلدنا أو بلدان العالم؟ هل هي 50% أم 70%، أنا أتحرك على النسبة التي تقاطع التصويت، فإن أقنعتهم أن يقترعوا بأي طريقة هل أنا أقوم بالتزوير؟؟؟
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس