عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-12-2022, 08:10 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي قراءة فى محاضرة خطابات من وراء الغيب

قراءة فى محاضرة خطابات من وراء الغيب
مكتوب أن الكتاب هو محاضرة ولكن فى داخله خطبتين للجمعة والخطيب محمد صالح المنجد وقد استهل الخطيب الكلام بالحديث عن الإيمان بالغيب فقال :
"أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين بصفة عظيمة وهي قوله عز وجل: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب} فكان الإيمان بالغيب ركنا عظيما هذا الإيمان الذي يجعل المسلم يتلقى بالقبول والتسليم ما جاء عن الله ورسوله من الأمور التي تغيب عن الإحساس فهو لا يراها ولا يسمعها ولا يلمسها ومع ذلك فإنه يؤمن بها، لأن الله قد أخبر بذلك
هذا الإيمان بالغيب يفرق بين المسلم والكافر تدور أمور كثيرة في الغيب لا يراها المسلم ولا يسمعها، ومع ذلك فإنه يسلم بها أن تعبد الله كأنك تراه: كأنه قد تجلى لك فلو أننا عبدناه ونحن نعاينه لم نترك شيئا من الخضوع والخشوع والاهتمام بالظاهر والباطن، ولأتينا بالعمل على أحسن وجه أن تعبد الله كأنك تراه: استوى عندك الغيب والشهادة فكأنك تشهده، فإذا عبدته وأنت بهذه الحال اجتمع عندك من الإخلاص والمراقبة والخشوع والخضوع وحسن السمت ما لم يحصل بلا هذا الإحساس وهذا الاعتقاد"
وتعبير الإيمان بالغيب ليس معناه كما قال المنجد فى العموم لأن الغيب مجهول فكيف نؤمن بشىء مجهول لنا وإنما الغيب هنا بمعنى الرسالة وهى الوحى المنزل على الرسل (ص) كما قال تعالى :
عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم"
ولو حدد الرجل الغيب بأنه مثلا ما لم نراه أو نعايشه كالله والملائكة والرسل والكتب السابقة والجن والقيامة لكان معنى مقبولا وأما الغيب بمعنى أخبار الغيب فمجهولة والمجهول لا يمكن الإيمان به لعدم معرفة ما هيته
وتحدث عن الإيمان بأخبار الغيب فقال :
"في غمرة الحياة المادية التي نعيشها اليوم في عالم الأرقام والتقنية، في عالم السيطرة على أسماعنا وأبصارنا من قبل الكثير من أعدائنا، ومما حصل في عالم المادة من اللهاث وراء هذه الأشياء؛ أشغلنا ذلك عن التفكر فيما يحدث في الغيب فيما أخبرنا به ليس رجما بالغيب ولكن يقينا، لأن ما جاء عن الله ورسوله حق على الحقيقة هنالك أمور سرية تغيب عنا، لكن هي قائمة بالفعل، والمؤمن عليه أن يتفكر في هذه الأمور ليزداد إيمانه فهلم إلى شيء من الحوارات الغيبية والتعقيبات الإلهية والكلام الملائكي الذي نرى من خلاله كيف تدور هنالك أمور أكثر العباد عنها غافلون"
وذكر رواية فى سورة الفاتحة فقال:
"من الكلام الذي يحدث ومما يقع بين لعبد والرب ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي (ص)قال: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل سميت الفاتحة صلاة في هذا الحديث لبيان ركنيتها وأهميتها كقوله: الحج عرفة فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى: حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى: أثنى علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل بيني وبين عبدي إياك نعبد وإياك نستعين -العبادة والاستعانة- فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم -وجاء الطلب، جاء الطلب- صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل هل نسمع هذا؟ لا نسمعه هل نوقن به؟ نوقن به بطبيعة الحال بطبيعة الإيمان أن الله يتكلم مع المصلي إذا أقبل على ربه يتلو الفاتحة، كل آية فيها رد من الله وتعقيب منه وثناء على عبده ووعد له صالح"
والرواية باطلة فقوله إياك نعيد وإياك نستعين ليست سؤالا أى طلبا لأنه إخبار عن عبادة الله وهى الاستعانة به فلا يوجد هنا أى طلب حتى يكون سؤالا
كما أننا لو سرنا وراء الحمد أنه حمد لوجي القول أن الرحن الرحيم ليس ثناء وإنما أقر عبدى برحمتى ولوجب القول أن مالك يوم الدين ملكنى أى أقر بملكيتى وليس مجدنى
ثم ذكر رواية أخرى عن نزول الملائكة الأرض فى الليل والنهار وصلاتهم الفجر والعصر فيها فقال :
"تتعاقب فينا ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيانهم وهم يصلون إذا اجتمعوا في صلاة الفجر والعصر على عبادة الله من رحمته بهم أنه جعل اجتماع ملائكته عندهم ومفارقة هؤلاء الملائكة للعباد في أوقات عبادتهم واجتماعهم على طاعة ربهم لتكون شهادة الملائكة على ما شهدوه من الخير وفي هذا أهمية هاتين الصلاتين والإشارة إلى شرف الوقتين هل نسمع هذا الحوار بين الله وملائكته؟ لا نسمعه، لكننا نؤمن به، وهو عن هاتين الصلاتين في شأن هذين الأمرين وفي هذين الوقتين العظيمين، ونحب الملائكة، ونضبط أحوالنا لنتيقظ ونتحفظ في الأوامر والنواهي ونسعد بقدوم رسل الرب ولو كنا لا نراهم ولا نسمعهم"
الرواية باطلة والخطأ فيها نزول الملائكة الأرض وهم لا ينزلونها لعدم اطمئنانهم وهو خوفهم كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
كما أنها تخالف القرآن فى كون الملاك الكاتب واحد كما قال تعالى :
" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
ثم قال :
أنت تعمل أعمالا لكن هل تدري أن وراء هذه الأعمال عبارات، كلمات، حوارات قال النبي صلى الله عليه وسلم: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه أنت تجلس في المسجد تنتظر الصلاة وبعد الصلاة هل تسمع الملائكة تقول شيئا؟ لا تسمعها، لكنها تقول ماذا تقول؟ تدعو لك اللهم اغفر له، اللهم ارحمه"
والرواية تخالف كتاب الله فى أن الملائكة تستغفر للمؤمنين سواء أحدثوا أم لم يحدثوا كما قال تعالى :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا"
ثم قال :
"إذا قام العبد في الليل للصلاة قال (ص): رجلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل فيعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فيتوضأ، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة فيقول الرب عز وجل للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا؛ يعالج نفسه، ما سألني عبدي فهو له هنالك حوار بين الله والملائكة في قيام هذا العبد لليل وهو يجاهد نفسه ويكابدها ويتوضأ وتزول عنه عقد الشيطان فلما كانت هذه التضحية وهذا الإيثار، إيثار رب العباد على راحة النفس قال الله من وراء الحجاب، للذين وراء الحجاب من الذين وراء الحجاب؟ الملائكة انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه، ما سألني عبدي فهو له رواه أحمد وهو حديث صحيح"
الحديث باطل هو الأخر فليس للعيد ما سأل حاصة فى أمور الدنيا وحتى فى بعض أمور الآخرة فقد رفض الله سؤال نوح(ص) دخول ابنه الجنة واستغفار أبراهيم(ص) لأبيه وأما أدعية الصحة والمال وما شابهها فهذه متوقفة علة على القدر المكتوب فإن كانت هناك استجابة أجاب وإن لم يكن فليس هناك اجابة
ثم قال :
"من وراء الحجاب الملائكة في صلاة الجمعة عند الأبواب تكتب من يأتي قبل الإمام أولا بأول فإذا صعد الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر فهل تراهم عند الأبواب؟ لا تراهم هل تراهم معك في صلاة الجمعة يستمعون الذكر؟ لا تراهم لكنهم موجودون حقا
وتذكير النفس بمثل هذه الحقائق واستشعار أن هنالك ملائكة يجلسون معك في صلاة الجمعة وأنهم يستمعون الذكر وخطبة الجمعة؛ هذا يؤنسك ويشعرك أنك لست وحيدا في هذا الطريق وليس البشر الصالحون فقط هم الذين يستمعون هنالك معهم ملائكة من خلق الله كم عددهم؟ الله أعلم كم عظمهم؟ الله أعلم فهم عنده في المسجد يستمعون الذكر، يستمعون الخطبة "
الحديث باطل والخطأ وجود الملائكة فى المساجد لكتابة المصلين أو لسماع الذكر وهو ما يخالف أنها تخاف من النزول للأرض مصداق لقوله "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس