عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-10-2007, 09:46 AM   #14
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile زيد بن حارثة رضي الله عنه

زيد بن حارثة رضي الله عنه



هو زيد بن حارثة بن شرحبيل أو (شرحيل) بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر ابن النعمان، أُمه سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر الملقب بزيد الحب، الامير الشهيد الذي ورد ذكره في سورة الأحزاب الآية (37): قال تعالى: ''وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس واللهُ أحقُّ أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً'' صدق الله العظيم، ولم يُسمِّ تعالى في كتابه صحابياً باسمه إلا زيد بن حارثة، سيد الموالي واسبقهم الى الاسلام، وهو حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو حبه (اسامة بن زيد)، وما احب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا طيبا
اول من اسلم من الرجال، وهو صحابي جليل روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديثان، وروى عنه ابنه اسامة، وروى اسامة كذلك عن يوم استشهاد والده ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال يوم استشهاد زيد في معركة مؤتة في جمادى الاولى من السنة الثامنة للهجرة ان زيدا ''يبعث امة وحده'' وكان عمره نحوا من خمس وخمسين سنة.

وكان رضي الله عنه قصير القامة، ابيض البشرة، وقد اسرته خيل من تهامه وجاءت به لبيعه رقيقا في مكة وشاهده الرسول صلى الله عليه وسلم وعرض على ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها ان تشتريه فاشترته بسبعماية فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لو كان لي لاعتقته فردت رضي الله عنها: فهو لك فاعتقه الرسول عليه السلام وذكر لاهل مكة ان زيدا يرثه فردد كفار مكة ان زيدا ابن محمد صلى الله عليه وسلم الى ان نزلت الاية الكريمة من سورة الاحزاب ''ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله'' الاية (5) الاحزاب
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكبر زيدا بعشر سنين.

زوّجه الرسول صلى الله عليه وسلم من حاضنته عليه السلام ام ايمن الحبشية، التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ''أم ايمن امي بعد امي'' فولدت لزيد (أسامة بن زيد) وكان يكنى به.
واَخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين زيد وحمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة الى المدينة وكان زيد من الرماة المذكورين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما جاء ابوه حارثة وعمه كعب يسألان الرسول صلى الله عليه وسلم لفداء زيد ورد عليهما الرسول عليه السلام: ''ادعوه فخيروه، فان اختاركم فهو لكم بغير فداء، وان اختارني فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني فداءا'' ولما دعياه امام الرسول صلى الله عليه وسلم قال زيد للرسول عليه السلام: ''ما انا بالذي اختار عليك احدا، انت مني بمكان الاب والعم'' فقالا له: ويحك يا زيد اتختار العبودية على الحرية وعلى ابيك وعمك واهل بيتك قال: رأيت من هذا الرجل شيئا ما انا بالذي اختار - عليه احدا''.
اخرج الترمذي ومسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا واّمر عليهم اسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في امارته فقال صلى الله عليه وسلم: ''ان تطعنوا في امارته فقد كنتم تطعنون في امارة ابيه من قبل، وايم الله ان كان لخليقا للامارة وان كان لمن احب الناس الي وان هذا (اسامة) لمن احب الناس اليّ من بعده.
واخرج الحاكم عن جبير بن مطعم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ''خير امراء السرايا زيد بن حارثة، اقسمهم بالسوية، واعدلهم بالرعية''. ولذلك فان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبعثه في سرية الا امّره عليها، وغزا سبع غزوات اميرا، وكانت هذه الامارة تثير غيرة الصحابة رضي الله عنهم الحريصين على كل تكليف من الرسول عليه السلام باعتبارة تشريفا لهم.
وقد قدمّه الرسول صلى الله عليه وسلم على الامراء في غزوة مؤته: ومؤَتةُ، بالضم ثم واو مهموزة ساكنة، وتأء مثناه من فوقها كانت قرية من قرى البلقاء في حدود الشام، تصنع فيها السيوف وإليها تنسب المشرفية من السيوف، قال ابن كثير:
إذا الناس ساموكم من الأمر خطـــةً *** لها خطمة فيها السمام المثَّمـــلُ
أبى الله للشُّم الأنوف كأنهــــــــــــــم *** صوارمُ يجلوها بمُؤتَة صقـــــــلُ
ومؤتة حالياً مدينة عامرة تتبع محافظة الكرك بالأردن إدارياً وتضم جامعة مؤتة التي زاد عدد طلبتها على اثنين وعشرين ألفاً.
وقد عقد الرسول (صلى الله عليه وسلم) لزيد الراية، فلما التقى المسلمون المشركين من الروم والمستعربه من اتبّاعهم في جيش ضخم قيل انه بلغ مائتي الف مال الروم الى المشرفيه ومال المسلمون الى مؤته وكان الامراء يقاتلون على ارجلهم فاخذ زيد بن حارثة اللواء فقاتل قتالا ضاريا واستشهد طعنا بالرماح ولما بلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ''استغفروا له وقد دخل الجنه وهو يسعى''. وعندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم استشهاد زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعبد الله بن رواحة في مؤتة قام صلى الله عليه وسلم وذكر استشهاهم وبدأ بزيد فقال: اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لزيد (ثلاثا) ثم قال: اللهم اغفر لجعفر وعبد الله ابن رواحه ''.
وقد فضّل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه اسامه بن زيد في العطاء على ابنه عبد الله ابن عمر فاعطى اسامة ثلاثة الاف وخمسماية، وفرض لابنه عبد الله بن عمر بن الخطاب ثلاثة الاف فاعترض عبد الله بن عمر لوالده الخليفه على هذا التمييز مُذّكرا والده ان اسامة بن زيد لم يسبقه -في الجهاد - الى مشهد، ولكن الخليفه عمر رضي الله عنه يرد على ابنه بهدوء ''يابُني كان زيد أحب الى الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان اسامة أحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فاَثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي''.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بلغه استشهاد زيد بن حارثة قد اتى منزله بعد ذلك ولقيته ابنة زيد فأُجهشت بالبكاء في وجهه، فلما راَها الرسول صلى الله عليه وسلم بكى حتى انتحب فقال له سعد بن عبادة: ما هذا يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ''شوق الحبيب الى حبيبه''.
وكان السبب المباشر لغزوة مؤتة ان الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل الحارث بن عمير الازدي الصحابي الجليل الذي استشهد وبنت وزارة الأوقاف الأردنية مقامه في الطفيلة قرب بصيرة، ثم احد بني لهب الى ملك بصرى بكتاب، فلما نزل عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني وعلم انه من رسل الرسول صلى الله عليه وسلم، امر به فاوثق رباطه ثم قدمة فضرب عنقه صبرا ولما بلغ الخبر رسول الله اشتد عليه، وندب الناس واخبرهم بمقتل الحارث وقاتله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: زيد بن حارثه امير الناس فان قتل زيد بن حارثه فجعفر بن ابي طالب، فان اصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فان اصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فيجعلوه عليهم .
وكان لواء زيد ابيض وعدد جيشه ثلاثة الاف، وتعتبر غزوة مؤتة من الغزوات التي قصد بها الرسول صلى الله عليه وسلم إعزاز الاسلام ودولته والانتقام من الاعداء الذين انتهكوا حرمة دولة الاسلام فاعتدوا - دون وجه حق - على رجالها وهم رسل السلام، وهو ما يعزز حرمة دم المسلم وكرامته في الاسلام.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس