عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-06-2011, 12:48 PM   #140
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(135)
وبناء على هذا فإن الشكل الموسيقي الموروث للقصيدة العربية - في ضوء ما عرفناه من قوانينه الموسيقية -يقوم على مجموعة من التوقعات الدقيقة وإشباعاتها ؛ فحين يقرأ المتلقي أو يسمع قول عمرو بن كلثوم في مطلع قصيدته مثلاً :
ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الأندرينا

فإنه يتوقع -بناء على توالي السواكن والحركات على هذا النحو المعين - عدة توقعات :
يتوقع أولاً أن تتوالى-على امتداد القصيدة -وحدات صوتية متماثلة ، يتألف كل منها من مجموعة من السواكن والحركات توازن التفعيلة "مفاعلتن" في ترتيب سواكنها وحركاتها، وهذه هي "وحدة الإيقاع ".
ويتوقع ثانيًا أن تتألف من كل ست من الوحدات السابقة وحدة أخرى مركبة هي "البيت"، وهذه الوحدة المركبة تتوالى أيضًا بنسقها الجديد على امتداد القصيدة .
ويتوقع ثالثًا أن تكون التفعيلة الأخيرة على صيغة معينة هي الصيغة المقطوعة-التي حذف منها الحرفان السادس والسابع وسكن الحرف الخامس فأصبحت (مُفاعَلْ)بسكون اللام -وهذه هي تفعيلة "الضرب".
ويتوقع أخيرًا أن ينتهي كل بيت بمجموعة من الأصوات المحددة التي تمثل "القافية" ، وهي هنا النون المفتوحة المسبوقة بياء أو واو التي يعقبها ألف .
إن قارئ القصيدة العربية الموروثة يتوقع كل هذه التوقعات ، والشكل الموسيقي الموروث تمامًا- باستثناء خلافات يسيرة مسموح بها في "وحدة الإيقاع"وهذه الخلافات بدورها محكومة ومنضبطة ، وينظمها في العروض الموروث ،كما سبق القول ، ما يعرف باسم "الزحافات والعلل"-ومن ثم فإن مثل هذا المتلقي لا يكاد يصاب بأي نوع من خيبة الأمل فيما يتصل بتوقعاته بالنسبة للشكل الموسيقي للقصيدة .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس