[المشرقي الإسلامي]

شتعل الرحيل في داخلك

ويتواصل اللقاء مع حكاية قديمة

تظل تقترف معك كل الخطايا الممكنة

لكن الذنب دائماً

يُنسب لك وحدك !

.
.
هذا الجزء كان رمزيًا بحرفية وكنت أرجو أن تستمر على هذا المنوال في هذه الخاطرة أعجبني للغاية هذا التمازج بين الحكايا القديمة والذات أو الأنا داخل القصيدة فالذات هي في منتصف الطريق تتوازى في الزمن بين الحكايا والخطى وكأن أحدهما سبب للآخر وهنا يبدو أن الشاعر في حالة لا اختيار فلا هو يملك الحكايا التي كان طرفًا فيها ولا يملك الخطى التي مرت وليس بيده أن يصلحها . وفي النهاية يبدو الخطاب الذي وكأنه من محبوب لا يفصح عنه الشاعر أو هو خطاب النفس :
لكن الذنب دائماً
يُنسب لك وحدك !

الذنب ينسب للشاعر في عدم قدرته على التحكم في ماضيه ولا الخطايا التي انتهت بالفعل . جو القصيدة أشعر فيه بحالة من الجرم الخفي ربما إثم ربما هجر لحبيبة ربما هجر لوطن وكأن هذا الوطن أو المحبوبة أو الشخص الآخر أو الذات هو الذي يخطاب الشاعر مستحثًا إياه على التحرك نحو الأمام وإعطاء نفسه فرصة للتعبير عما بها .
هنا عمر يتمطى

لا يريد أن يسارع الخطى
هذا التعبير رائع للغاية . العمر الذي يتباطأ خوفًا من الأفراح فالفكرة تقليدية وإن صيغت بشكل جديد ولا أحب تحميل الزمن كل الخطايا لأسباب كثيرة موضوعية ودينية .وهنا يظهر تأويل آخر للقصيدة أن المخاطب في أولها هو الزمن وليس الوطن وليس النفس ولا المحبوبة .صبح يبدو أنه ضل طريقه ..
جميل هذا التعبير وإن كان يخالف القرآن " كل شيء خلقناه بقدر " لذا على الشاعر الحذر فيما يكتب من أن يكون مخالفًا للكتاب والسنة.
كذلك سب الدهر في كلمة زمن ردئ " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر" أي أن الله يسيّر الدهر .
نيران الغربة وتسجن فيه المشاعر تعبيران خطابيان مكرران أضعفا بقوة القصيدة أو الخاطرة .
العمل كان فيه تكثيف معقول لكنه كان يحتاج إلى الاتكاء على صورة أكثر كثافة . الرؤيا الفلسفية فيه مستبطنة وكان ينتظر أن يذكر الشاعر فيه ملابسات هذه الحالة وإن كان قد أحالها إلى عقل المتلقي ليوجد حالة من الغموض المعقول والذهنية لكنه رغم جمالياته المتعددة يبدو بحاجة إلى قدر أكبر من النضج أو يمكن القول إن المنتظر منه جاء دون المتوقع .ولكن حسبك هذه المحاولة وبالتوفيق