الموضوع: تحويل القبلة
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-02-2024, 02:00 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي

الثالث الصلاة التى تم فيها التحويل مرات صلاة العصر مثل " فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِي صَلاَةِ العَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ "ومرات الفجر مثل "بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ " ومرة الغداة دون تحديد الظهر أو العصر مثل" بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ"
الرابع الزمن فمرة نهارا حيث صلاة العصر مثل "فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِي صَلاَةِ العَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ "ومرة ليلا حيث صلاة الفجر مثل "قَدِ اُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ "
وقد أثبت الفقهاء هذه التناقضات الزمنية والمكانية فالمشهور أن التحويل كان فى ليلة النصف من شعبان ولكن الفقهاء استبعدوا ذلك مقرين بأنه فى رجب فقال ابن حجر:
" وكان التحويل في نصف شهر رجب من السنة الثانية على الصحيح ، وبه جزم الجمهور "
قال صاحب عون المعبود : وكان تحويل القبلة في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين"
الغريب أنه لا يوجد مصدر مقبول أو معروف لحكاية كون تحويل القبلة فى نصف شعبان ومع ذلك يتم الاحتفال بذلك من قبل السلطات فى دول مختلفة
وحاول الفقهاء التوفيق بين المتناقضات فى الصلاة التى تم فيها التحويل فقال ابن كثير:
" عن ابن عمر أن أول صلاة صلاها رسول الله (ص) إلى الكعبة صلاة الظهر ، وأنها الصلاة الوسطى ، والمشهور أن أول صلاة صلاها إلى الكعبة صلاة العصر ، ولهذا تأخر الخبر عن أهل قباء إلى صلاة الفجر"
واختلف الفقهاء فى مكان تلك الصلاة فحسب الروايات مسجد قباء وعند آخرين مسجد بنى سلمة بالمدينة والذى سموه بمسجد القبلتين
وأما ما جاء فى القرآن فهو :
" قوله "سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها"حيث بين الله للمؤمنين أن عند تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة بمكة سيقول السفهاء وهم المجانين من الخلق وهم أهل الكتاب الكفار :
ما سبب تركهم المسجد الأقصى الذى كانوا يتجهون إليه فى الصلاة؟ والسؤال يدل على الجهل فتغيير القبلة سببه هو حكم الله الذى نسخ التوجه للبيت الأقصى
وأما قوله "قل لله المشرق والمغرب"فيبين الله للسفهاء أنه يملك كل الجهات ومن ثم فمن حقه أن يغير اتجاه القبلة إلى حيث يريد لأنه حر التصرف فى ملكه
وأما قوله " وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه "ففيه بين الله لرسوله (ص)أن السبب الذى جعله يصدر حكمه بالاتجاه إلى بيت المقدس عند الصلاة فى الوحى السابق هو أن يعلم أى يعرف والمراد أن يفرق بين من يتبع الرسول والمراد الذى يطيع أمر النبى (ص)بالاتجاه إلى الكعبة بمكة وبين الذى ينقلب على عقبيه أى يرتد إلى دين الكفر الذى كان عليه قبل ادعاءه الإسلام
وأما قوله "وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله "ففيه بين الله للرسول(ص)أن الصلاة وهى طاعة حكم الله هو كبيرة أى أمر ثقيل عظيم على الناس عدا الذين هداهم الله وهم المسلمون الذين خفوا إلى طاعة الأمر على الفور
وأما قوله "وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم " ففيه يبين الله للمؤمنين أنه لا يضيع إيمانهم والمراد لا يزيل ثواب أعمالهم وهى هنا يقصد بها الصلاة وإنما يعطيه لهم والله بالخلق رءوف رحيم أى نافع مفيد لهم
وأما قوله "قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " ففيه يبين الله لرسوله (ص)أنه يعلم بأمر تقلب وجهه فى السماء والمراد بأمر تغير نظره فى الأفق الأعلى ولذلك سوف يأمره بقبلة يرضاها أى بجهة يحبها وهى المسجد الحرام ومن ثم فالواجب عليه أن يولى وجهه تجاهه والمراد أن يجعل نظره عند الصلاة جهة المسجد الحرام
وأما قوله "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره "ففيه يطلب الله من المؤمنين أن يتجهوا فى أى مكان يتواجدون فيه إلى الكعبة إذ أرادوا الصلاة ،وهذا يعنى وجوب الاتجاه للكعبة عند الصلاة
وأما قوله "وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم "ففيه بين الله للمؤمنين أن الذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطاهم الوحى من قبل وهم أهل الكتاب يعرفون أن أمر تحويل القبلة وغيره مما فى القرآن هو الحق من ربهم وهو الصدق النازل من خالقهم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس