الموضوع: عجب العجاب !!
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2007, 08:17 AM   #60
السمو
" الأصالة هي عنواننا "
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 10,672
إرسال رسالة عبر MSN إلى السمو
إفتراضي

( 32 )

كنت البارحة في المستشفى بسبب عارض صحي ألم بطفلتي ..
دخلت المستشفى وحمدت الله كثيراً كثيراً على الصحة والعافية ..
هذا يشكو بطنه وذاك يشكو رأسه وثالث يئن من ألم أذنيه
وآخر قد تمكنت الحمى منه فأصبح هزيلاً لا يقدر على الحراك
وشيخ كبير ملتم بملابس كثيرة وهو يقول " يالله يدفينا ويعافينا "
وذلك طفل ملء بصراخه المكان من شدة ألمه ..
مواقف ومواقف رأيتها .. وعندها هان ألم صغيرتي ..
وفي أثناء انتظار دخولنا على الطبيب جلست أتفكر ..
يالله كم في هذا العالم من أمراض ؟؟!!
ألف !! عشرة آلاف !! مليون !! ...
أعتقد أنها أكثر بكثير ..
أمراض الدم .. أمراض المخ والأعصاب .. أمراض القلب والشرايين
أمراض الكبد والكلى .. أمراض الأنف والأذن والحنجرة ......
هناك إيدز وسرطان وهربز وشلل رباعي وآخر نصفي ..
هناك حمى وطاعون وتصلب للشرايين ..
هناك عمى وصم وأمراض كثيرة ربما لم نسمع عنها ..
قلت يالله ورحماك يارباه كم نجيتنا من تلك الأمراض ؟!
ما ألطفك بعبادك وما أرحمك بهم .. !!
إن هذه الأمراض التي تصيبنا تحتم علينا أن نقف معها وقفات
فالله عز وجل هو الذي خلقنا وهو الذي يصيبنا بتلك الأمراض
فهيا أحبتي معي لترو العجب العجاب من فوائد هذه الأمراض وكيف نجعلها
سعادة وفرحاً بدلاً من ألم وحزن .. ولاشك أن المقام سيطول قليلاً لكن ثقوا
أنكم لن تعدموا الفائدة بإذن الله تعالى ..

أخرج البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه }، وقال : { ولا يزال البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة }
فهي تهذيب للنفس وماحية للخطايا والسيئات ..

أخرج الترمذي عن جابر مرفوعاً: { يود الناس يوم القيامة أن جلود كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء }.

ومن فوائدها قرب الله من المريض، وهذا قرب خاص، يقول الله: { ابن آدم، عبدي فلان مرض فلم تعده، أما لو عدته لوجدتني عنده } رواه مسلم عن أبي هريرة

أوعن نس مرفوعاً: { إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط }، وفي رواية: { ومن جزع فله الجزع } رواه الترمذي

وهذا حديث عظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير }

من فوائد الأمراض أنها علامة لمحبة الله الخير للعبد عن أبي هريرة مرفوعاً: { من يرد الله به خيراً يصب منه } رواه البخاري

ومن فوائدها أنه يكتب لك أجر أعمالك التي كنت تعملها وأنت صحيحاً معافا
( يعني حسنات تنهال عليك وأنت جالس )
ففي مسند أحمد عن عبدالله بن عمرو عن النبي : { ما من أحد من الناس يصاب بالبلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه، فقال: اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي }.

ومن أعظم فوائدها
تكفير الذنوب، فقد روى مسلم عن جبران { أن رسول الله دخل على أم السائب، فقال: "مالك؟" فقالت: الحمى، لا بارك فيها، فقال: "لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" }، وعند أحمد بسند صحيح: { حمى يوم كفارة سنة } وفي الأدب للبخاري عن أبي هريرة: { ما من مرض يصيبني أحب إلى من الحمى } لأنها تدخل في كل الأعضاء والمفاصل وعددها 360 مفصلاً،

وخير مايستأنس به المريض تذكر الأنبياء والصالحين وحالهم مع أمراضهم
وكلنا يعرف الأمراض التي داهمت أيوب عليه السلام فكان من أشد الصابرين
{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }

الحديث عن فوائد الأمراض يبعث في النفس الأمل ويحيها ..
أعلم أنه لايمكن حصر الفوائد في موضوع واحد .. لكن لعل فيما ذكر فيه الفائدة
أسأل الله أن يعافينا ويمتعنا بالصحة كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم
للعباس لما طلب منه أن يعلمه دعاء فقال له: { سل الله العفو والعافية، فإنه ما أعطى أحد أفضل من العافية بعد اليقين }..

حماكم الله من البرد والأمراض في هذه الأيام ..
ومن ابتلي منكم فأسأل الله أن تكون له طهراً وزيادة له في الأجر والعمر ..

دائم العلو
الثلاثاء
20 / 12 / 1427 هـ
__________________
الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والأكدار
الشيخ /ابن سعدي

آخر تعديل بواسطة السمو ، 09-01-2007 الساعة 08:25 AM.
السمو غير متصل   الرد مع إقتباس