عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-10-2021, 08:34 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

قال الإمام ابن حجر :
قوله طريقا نكرها ونكر علما: ليتناول أنواع الطرق الموصلة إلى تحصيل العلوم الدينية وليندرج فيه القليل والكثير قوله سهل الله له طريقا أي في الآخرة أو في الدنيا بأن يوفقه للأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة وفيه بشارة بتسهيل العلم على طالبه لأن طلبه من الطرق الموصلة إلى الجنة
فائدة: قال الإمام القرافى فى قوله (ص): (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع):
قيل: تكف عن الطيران فتجلس إليه لتسمع منه.
وقيل: تكف عن الطيران توقيرا له.
وقيل: تكف عن الطيران؛ لتبسط أجنحتها له بالدعاء.
ولو لم تعلم الملائكة أن منزلته عند الله تستحق ذلك لما فعلته
فينبغى لكل أحد من الملوك فمن دونهم أن يتواضعوا لطلبة العلم؛ اتباعا لملائكة الله وخاصة ملكه "

الرواية غير صحيحة لمناقضتها كتاب الله فى كون الملائكة فى السماء وطلاب العلم فى الأرض كما قال تعالى:
" وكم من ملك فى السموات"
وقال:
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا" ثم قال :
"4 – ومن فضل العلم وشرفه أن الفقه فى الدين سبب من أسباب الحصول على الخير:
عن معاوية أن النبى (ص) قال: (من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين) .
قال الإمام ابن القيم :
وهذا يدل على أن من لم يفقهه فى دينه لم يرد به خيرا كما أن من أراد به خيرا فقهه فى دينه، ومن فقهه فى دينه فقد أراد به خيرا إذا أريد بالفقه العلم المستلزم للعمل.
وأما إن أريد به مجرد العلم فلا يدل على أن من فقه فى الدين فقد أريد به خيرا فإن الفقه حينئذ يكون شرطا لإرادة الخير وعلى الأول يكون موجبا والله أعلم .
وقال ابن بطال :
فيه دليل على فضل العلماء على سائر الناس، وفيه فضل الفقه فى الدين على سائر العلوم، وإنما يثبت فضله لأنه يقود إلى خشية الله والتزام طاعته وتجنب معاصيه .
5 - ومن فضل العلم وشرفه أن العلم ميراث الأنبياء:
عن أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) .
قال الإمام ابن القيم :

هذا من أعظم المناقب لأهل العلم فإن الأنبياء خير خلق الله فورثتهم خير الخلق بعدهم، ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته إذ هم الذين يقومون مقامه من بعده ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم فى تبليغ ما أرسلوا به إلا العلماء كانوا أحق الناس بميراثهم .
6 - من فضل العلماء وشرفهم وعلو منزلتهم أن النبى (ص) بين أنهم ورثة الأنبياء:
عن أبى أمامة الباهلى قال: ذكر لرسول الله (ص) رجلان أحدهما عالم والآخر عابد فقال رسول الله (ص)فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم) ثم قال رسول الله (ص): (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت فى بحره ليصلون على معلمي الناس الخير) .
وفى بيان سبب تفضيل العالم على العابد يقول الإمام ابن القيم :
أن الشيطان يضع البدعة فيبصرها العالم وينهى عنها والعابد مقبل على عبادة ربه لا يتوجه لها ولا يعرفها وهذا معناه صحيح فإن العالم يفسد على الشيطان ما يسعى فيه ويهدم ما يبنيه فكل ما أراد إحياء بدعة وإماتة سنة حال العالم بينه وبين ذلك فلا شيء اشد عليه من بقاء العالم بين ظهراني الأمة ولا شيء أحب إليه من زواله من بين أظهرهم ليتمكن من إفساد الدين وإغواء الأمة وأما العابد فغايته أن يجاهده ليسلم منه في خاصة نفسه وهيهات له 0
وقال الإمام ابن القيم :
وقوله: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض يصلون على معلم الناس الخير): لما كان تعليمه للناس الخير سببا لنجاتهم وسعادتهم وزكاة نفوسهم جازاه الله من جنس عمله بأن جعل عليه من صلاته وصلاة ملائكته وأهل الأرض ما يكون سببا لنجاته وسعادته وفلاحه وأيضا فإن معلم الناس الخير لما كان مظهرا لدين الرب وأحكامه ومعرفا لهم بأسمائه وصفاته جعل الله من صلاته وصلاة أهل سمواته وأرضه عليه ما يكون تنويها به وتشريفا له وإظهارا للثناء عليه بين أهل السماء والأرض 0
وقال الإمام بدر الدين بن جماعة :
واعلم أنه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار والدعاء له وتضع له أجنحتها وإنه لينافس فى دعاء الرجل الصالح أو من يظن صلاحه فكيف بدعاء الملائكة وقد اختلف فى معنى وضع أجنحتها فقيل التواضع له وقيل النزول عنده والحضور معه وقيل التوقير والتعظيم له وقيل معناه تحمله عليها فتعينه على بلوغ مقاصده.
وأما إلهام الحيوانات بالاستغفار لهم فقيل؛ لأنها خلقت لمصالح العباد ومنافعهم والعلماء هم الذين يبينون ما يحل منها وما يحرم ويوصون بالإحسان إليها ونفى الضرر عنها .
وقال الإمام ابن رجب : وأما قوله (ص): (سهل الله له به طريقا إلى الجنة):
فإنه يحتمل أمورا:
منها: أن يسهل الله عز وجل لطالب العلم العلم الذى طلبه وسلك طريقه وييسره عليه؛ فإن العلم طريق موصل إلى الجنة وهذا كقوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}
قال طائفة من السلف فى هذه الآية: هل من طالب علم فيعان عليه.
ومنها: أن ييسر الله لطالب العلم العمل بمقتضى ذلك العلم إذا قصد بتعلمه وجه الله، فيجعله الله سببا لهدايته والانتفاع به والعمل به، وذلك من طرق الجنة الموصلة إليها.
ومنها: أن الله تعالى ييسر لطالب العلم الذى يطلبه للعمل به علوما أخر ينتفع بها، فيكون طريقا موصلا إلى الجنة، وهذا كما قيل: من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم

ومنها: أن الله تعالى قد ييسر لطالب العلم الانتفاع به فى الآخرة، وسلوك الطريق الحسنى المفضى إلى الجنة وهو الصراط وما بعده، وما قبله من الأهوال العظيمة والعقبات الشديدة الشاقة ."
الرواية خاطئة لا يمكن لأن يتحدث بها النبى(ص) للتالى:
الخطأ الأول أن العالم غير العابد وهو ما يخالف أن المطلوب هو العبادة والعبادة لا يمكن أن تكون بغير علم كما قال تعالى:
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
الخطأ الثانى الصلاة على معلم الناس الخير فقط والملائكة تستغفر لكل الذين آمنوا كما قال تعالى :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا"ثم قال :
"7 - ومن فضل العلماء وشرفهم أن النبي (ص) دعا لهم بالنضارة:
عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله (ص)يقول: " نضر الله امرأ سمع منا حديثا، فحفظه حتى يبلغه غيره، فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " .
قال الإمام المنذري : معناه الدعاء له بالنضارة وهى النعمة والبهجة والحسن، فيكون تقديره: جمله الله وزينه، وقيل غير ذلك .
ثالثا: مكانة العلم عند السلف الصالح رضوان الله عليهم: جاءت عن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم آثار كثيرة تبين لنا فضل العلم وشرفه وعلو منزلته فى الدنيا والآخرة ومنها:
قال معاذ بن جبل :
(تعلموا العلم فإن تعلمه لله ـ أي مخلصا به ـ خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه صدقة، وبذله لأهله قربة ـ أثمن هدية ـ وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة، والدليل على الدين، والنصير في السراء والضراء، والوزير عند الإخلاء, والقريب عند القرباء، هو منار سبيل الجنة، يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير قادة وسادة، يقتدى بهم، يدل على الخير، وتقتفى به آثاره، يجعلك مع الملائكة والمقربين، يسبح لك كل رطب ويابس، تستغفر لك حتى الحيتان في البحر، وهوام السباع في البر، به يطاع الله عز وجل ـ وبه يعبد الله عز وجل، وبه يوحد الله عز وجل، وبه يمجد الله عز وجل، وبه يتورع الإنسان ـ يكون ورعا وبه توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام. هو إمام العمل يلهمه السعداء ويحرم منه الأشقياء) 0"

الرواية عن معاذ به كفر واضح وهو تسبيح الرطب واليابس لطالب العلم ومعاذ الله أن يكون التسبيح لغير الله ثم قال :
"وقال لقمان لابنه: «يا بني لا تعلم العلم لتباهي به العلماء أو لتماري به السفهاء، أو ترائي به في المجالس، ولا تترك العلم زهدا فيه ورغبة في الجهالة، يا بني، اختر المجالس على عينك، وإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم، فإنك إن تكن عالما ينفعك علمك، وإن تكن جاهلا يعلموك، ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم، وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم، فإنك إن تكن عالما لا ينفعك علمك، وإن تكن جاهلا زادوك غيا أو عيا ، ولعل الله يطلع عليهم بعذاب فيصيبك معهم» 0
وقال عمر بن الخطاب :
«تعلموا العلم، وعلموه الناس وتعلموا له الوقار والسكينة وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه، ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم») 0
وقال علي بن أبي طالب لرجل من أصحابه: يا كميل: «العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو بالإنفاق» 0
وقال- «لا يؤخذ على الجاهل عهد بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهد ببذل العلم للجهال، لأن العلم كان قبل الجهل به» 0
وقال أيضا- «العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثلم من الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه») "

هذا القول يخالف كتاب الله فى كون المجاهد هو ألأفضل ولا يوجد مجاهد جاهل فكلهم علماء سواء كان علمهم قليل أو كثير وفى هذا قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" ثم قال:
"وقال عبد الله بن مسعود «أغد عالما أو متعلما، ولا تغد بين ذلك» 0
وقال على بن أبى طالب كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه، وكفى بالجهل ذما أن يتبرأ منه من هو فيه.
وعن ابن عمر : مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة.
وعن سفيان الثوري والشافعي : ليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم.
وعن الزهري : ما عبد الله بمثل الفقه.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس