عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-04-2010, 08:43 PM   #54
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الفصل الثالث والأربعون: الفلسطيني والعربي والإسرائيلي في نظر الطلبة الجامعيين في فلسطين ..

تقديم: محمود ميعاري .. أستاذ بجامعة بير زيت ـ فلسطين
الصفحات (727ـ 744) من الكتاب

أولاً: الإطار النظري

كثيراً ما يطغى التعصب على العلاقات بين الجماعات الإثنية (عرقية، قومية، دينية...الخ) والتعصب (Prejudice ) هو ظاهرة اجتماعية مستمرة. ففي العصور القديمة كان اليونانيون يعتقدون أنهم وحدهم الجديرون بالحرية والسيادة، وأن الجماعات الأخرى ليس لها إلا الخضوع والطاعة لهم.

وفي الوقت الحاضر يميز التعصب كثيراً من العلاقات الإثنية في العالم كالعلاقات بين العرب واليهود في فلسطين، وبين البيض والسود في الولايات المتحدة، وبين الصرب والمسلمين السلافيين في يوغسلافيا (سابقاً) والقائمة طويلة. وعرّف (بانتون Michael Banton) التعصب بأنه (موقف أو اتجاه سلبي أو عدائي نحو جماعة معينة أو نحو أعضائها).

ويتميز التعصب بوجود ما يمكن تسميته بالعربية صوراً نمطية أو أفكاراً مقولبة أو آراء مسبقة (Stereotype) والمصطلح الأخير مستمد من لغة تقانة (تكنولوجيا) الطباعة، وهو في الأصل اللوح المعدني الذي يستخدم في طبع آلاف النسخ أو الصور المتطابقة دون حاجة الى تغيير.

وقد عرف (ليبمان) الستيريوتايب بأنه (الصورة الذهنية المشتركة التي تحملها مجموعة من الأفراد، والتي تتكون غالباً من رأي مبسط أو ناقص أو مشوه يتم تجاهل الفروق الفردية بين الناس فيه.

(1)

تُرجع (نادية سالم) صورة العرب السلبية في الغرب الى محددات أو (عوامل) تاريخية ومحددات ثقافية وحضارية. وأهم المحددات التاريخية هي الحروب الصليبية وما نتج عنها من تشويه للصورة العربية في أوروبا. فالمؤلفات الغربية عن هذه الحروب ترسم صورة قاتمة للعربي يبدو فيها متعصباً وغير متسامح تجاه المسيحيين.

أما المحددات الثقافية والحضارية، فأهمها كتابات المستشرقين العدائية عن الإسلام الذي ظل يشكل خطراً على المسيحية كدولة وعقيدة أكثر من ألف سنة. فالقرآن في هذه الكتابات ليس تنزيلاً إلهيا، بل من تأليف محمد وهو مليء بأفكار غريبة عن الجن والملائكة. هذه المؤلفات المشوهة عن الإسلام خلقت لدى الإنسان الغربي العادي صورة عن العرب والمسلمين بأنهم أقرب الى البربرية والهمجية.

(2)

الصور النمطية تبقى شبه ثابتة في الأوضاع العادية. وكما يقول (ملتون غوردون) ( إن الصور تغرس في الثقافة، وتتغير ببطء، وتنتقل بالطريقة نفسها التي تنتقل بها المعتقدات الثقافية الأخرى).

ففي دراسة قامت بها (نادية سالم) على صور العرب والإسرائيليين في الصحف الأمريكية تبين أن حرب 1967 أظهرت سمات سلبية للشخصية العربية (فالعربي يشعر بالدونية، فاقد للثقة بالنفس، تفكيره غيبي، كاذب، إرهابي) وصفات إيجابية للشخصية (فالإسرائيلي شجاع، واثق من نفسه، متحضر، وتفكيره علمي). أما بعد حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، فقد تحسنت صورة العربي في الصحافة الأمريكية فالعربي (واثق من نفسه، متحضر، وتفكيره علمي). وتراجعت صورة الإسرائيلي فهو (مضطهد ويشعر بالدونية ويحس بالعزلة).

هذه الحالات موجودة في أكثر من بقعة في العالم. فالصيني في نظر الهنود (ودوداً، أميناً، شجاعا ومتحضراً وعلمياً). هذا كان قبل النزاع الحدودي بين البلدين، أما بعده فالصيني في نظر الهنود (عدوانياً، مخادعاً، أنانياً، مثيراً للحرب، قاسياً، عنيفاً، وأحمق).

(3)

هناك تفسيرات عديدة للتعصب ولظهور الصور النمطية، أهمها تفسيران رئيسيان: تفسير نفسي، وتفسير اجتماعي. والتفسير النفسي يرجع التعصب والصور النمطية الى عوامل نفسية مثل (الخوف والقلق والشعور بالنقص والإحباط).

والتفسير الاجتماعي للتعصب فيركز على علاقة الجماعة الأخرى بجماعة الفرد. فيرى بعض العلماء أن التفاوت في المكانة والقوة بين جماعتين يخلق شعوراً بالتعصب، ولا سيما لدى أفراد الجماعة المسيطرة. فمثلاً ينظر الأسياد الى العبيد باعتبارهم كُسالى وغير مسئولين وغير مبادرين.

والتعصب هو رد فعل دفاعي ضد التحدي، الصريح أو الضمني، لامتيازات الجماعة المسيطرة، وكلما زاد التهديد الحقيقي أو المدرك، لامتيازات الجماعة المسيطرة، زاد تعصب أفراد هذه الجماعة ضد المهددين لها من الخارج.

وعندما لا تستطيع فئة التغلب على الفئة التي أقوى منها، فإنها تستلهم تعصب تلك الفئة لتمارسه على من تقدر عليهم. فعجز اليهود الشرقيين في إسرائيل عن الوصول الى مستوى اليهود الغربيين، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، يدفعهم الى تعصبهم ضد المواطنين العرب، وممارسة العداون عليهم بصورة أنكى من اليهود الغربيين.

ثانياً: الدراسات السابقة

لقد أجريت في إسرائيل عدة دراسات على صور الذات والآخر في نظر الشباب الإسرائيلي. ففي عام 1965 أجرى (كلمن بنيميني) وهو عالم نفس في الجامعة العبرية في القدس، بحثاً عن صور الإسرائيلي والأمريكي والألماني والعربي في نظر طلبة مدارس ثانوية يهودية. ووجد أن صورة الإسرائيلي (يتسم بأنه إيجابي واجتماعي وذكي ورجولي ومتفائل ويعترف بالجميل ومنتصب وسريع وصحي وقوي وواسع الأفق)، أما صورة العربي (قديم جداً، ثقيل، صعب، ناكر للجميل، أناني، سلبي، ضيق الأفق، قصير بطيء راكد) ومن المستغرب أن صورة الألماني تفوقت على صورة العربي، رغم فظائع النازية.

كرر (بنيميني) التجربة (الدراسة) في أعوام 1968، 1974، 1979، 1990، 1994. فلم تتحسن صورة الفلسطيني أو العربي إلا قليلاً في الأعوام التي وقعت بها اتفاقيات (كامب ديفيد) واتفاقية أوسلو.

ثالثا: الدراسة العربية

1ـ صورة الذات والآخر

في دراسة طلاب جامعة بير زيت يرى الفلسطينيون أنهم أفضل من الإسرائيليين وأفضل من أهل قطاع غزة وأفضل من بقية العرب، فصورة الفلسطيني في الضفة الغربية (شجاع، عقلاني، غير عدواني). في حين صورة الفلسطيني في إسرائيل (1948) (متوسط في شجاعته وعقلاني وغير عدواني).

2ـ الصورة الإجمالية وارتباطاتها المتبادلة

تقييم الفلسطيني لليهودي بأنه (عقلاني، متوسط في شجاعته) بعكس تقييم اليهودي للفلسطيني.

3ـ الصور الإجمالية وعلاقتها بالهوية

تم توجيه خمسة أسئلة (الديانة والقومية والقطرية ..) وكانت النتيجة أن الهوية الفلسطينية هي الأقوى 90.5% ثم جاءت العروبة 63.6% ثم جاءت الديانة 54.5%.

وقد ظهر أن الانتماء السياسي لفصيل معين (فتح، حماس، منظمات يسارية الخ) لا تختلف أجوبتهم جوهرياً عن غيرهم.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس