عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-08-2022, 08:53 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,962
إفتراضي

حديثنا دوما عن حرية إسداء الرأي، وقبل ذلك يجب أن نسعى إلى ضمان الحرية في التفكير، لأن الإنسان لا يمكنه أن يؤكد إنسانيته إذا لم يفكر، فمجرد تناول الطعام، وارتداء اللباس، ورفع الرأس إلى السماء، أو خفضه إلى الأرض، بحرية ... لا يعني الحرية بالضرورة، لأن من الحيوانات من يتقن هذه الأفعال أكثر من الإنسان.
بل الإنسان السوي هو الذي يفكر في المصير، ويعتبر بالماضي، ويستفيد من التجارب؛ يؤثر بأفكاره، ويتأثر بأفكار غيره، ويدلي برأيه دون تردد ولا إحجام، ويقبل رأي مخالفه في حدود المنطق.
وهذا الخلق من أساسيات العمل الجماعي، فبدونه تغدو الجماعة قطيعا من الأفراد تحكمها الأنانيات، ويسيرها الادعاء والرفض، فلا تخضر فيها فكرة ولا تورق، ولا يسعد فيها فرد ولا يسمو."
بالقطع الحديث عن حرية التفكير حديث خاطىء لأن التفكير نفسه في كتاب الله يعنى الحق فلا يوجد تفكير سليم وتفكير خاطىء لأنه لو كان هناك تفكير خاطىء ما طلب الله التفكير فقال :
"أفلا تتفكرون"
ومن ثم لا حرية في التفكير لأن الحرية تؤدى لحق أو إلى باطل وساعتها لا تكون تفكير وإنما هى هوى ضال أى انشغال بالشهوات
وأما قبول الرأى المخالف أو حتى الرأى الذى عليه الإنسان لابد أن يرجع فيه الإنسان إلى مصدر الحق وهو الصواب فقد يكون الرأيين خطأ اى باطل والصواب في كتاب الله سواهما وفى هذا قال تعالى :
" وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله"
والمبدأ الأخلاقى الثالث عند باباعمى هو الاستعداد للتصحيح وفيه قال :
" الاستعداد للتصحيح.
الإنسان الواثق من علمه وفكره هو الذي يستعد دوما لأن يصحح خطأه، ويعتبر ذلك التصحيح إضافة فيه، وإعلاء من فكرته؛ أما الشاك والمتردد، فيخاف التصحيح ويهابه، ويدفع المستمعين دوما إلى التوهم أنه على صواب لا يستدعي النقاش ولا الحوار.
وانظر إلى أخلاقيات رسول الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - حين يقول للكافرين، وهو على الحق الذي لا ريب فيه: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}."
والاستعداد للتصحيح معناه في الإسلام هو التوبة من الباطل بالعودة للحق فالمسلم لا يعاند نفسه ولا يعاند الله وإنما على الفور يبصر الحق فيترك مس وهو طاعة الشيطان وهو شهوات النفس كما قال تعالى :
"إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون"
وتحدث عن احترام التخصص فقال :
"احترام التخصص:
سعة العلوم، وضعف الإنسان، وقصر عمره ... كل ذلك يجعل من المستحيل على إنسان واحد إدراك جميع الحقائق في أي علم من العلوم، أو في أي تخصص من التخصصات، ولذلك كان لزاما على المشتغلين بالمعارف أن لا يعتدوا بما عندهم، وأن يحترموا تخصصات غيرهم."
والتخصص يجب احترامه ولكن في الإسلام قد يكون من ليس متخصص في تخصص ما لديه ما يخدم أهل التخصص وهم عجزوا عن رؤيته وعن تجربة مثلا في مرض ابنى لم يأت التشخيص الصحيح من أصحاب التخصص وإنما من معلم في مدرسة فبعد أربعة أشهر من الكشوفات والتحاليل والأشعات عند أطباء عاديين وعند أساتذة يدرسون له في الكلية لم يستطع أى منهم أن يحدد مرضه
بالقطع ليس هذا دعوة للكشف عند المعلم أو غيره ولكن كلمة تصدر من غير متخصص قد تكون هى الحل
وتحدث عن الأسس التقنية للعمل الجماعى فقال :
"الأسس التقنية:
البرمجة المحكمة.
النظام الدقيق.
الانضباط والالتزام.
الحوار ضمان لسيولة الفكرة، والتدوين تأكيد على رسوخها."
وأى عمل جماعى لابد أن يكون هادف ومنظم حسب خطط ومن ينفذونه لابد أن يعملوا بجد وهم يتحاورون عند ظهور أى عقبة تقابلهم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس