عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-12-2008, 12:19 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي


في انتظار الصباحات المؤجلة
( القصيدة متوفرة حاليا بالنص فقط )





في انْتِظارِ الصّباحاتِ المؤجّلَةِ
لَيْلَةٌ أُخْرى !!!
تُغنّي... أَمْ تَنوحْ
أَمْ على أَبْوابِ حَرْفٍ
ـ لَمْ يَزَلْ ـ
يَنْسابُ مِنْ دَفْقِ الحَكايا
وَمِنَ السّطْرِ الّذي اعْوجّتْ
حناياهُ بِأَثْقالِ الخَطايا
أَمْ بِأيِّ الْجُرْحِ جاءتْ تَنْتَقي
سَوْطَ زمانِ الغُرْبَةِ الْعَطْشى
إلى جَلْدِ الْمعاني
كيْ تَبوحْ
لَيْلَةٌ أُخْرى !!!
أَتَتْ تُعْطي هداياها
إلى الصّمْتِ الْمُسجّى
في شرايينِ الْأماني
للصباحاتِ الّتي
شاخَتْ على أَسْوارِ دنيا
لا تلوحْ
خَبّأتْ
ـ خَلْفَ انْكِساراتِ السنا ـ
وَجْها عَنيدا لفتىً آتٍ
بِلونِ الصّبرِ في كفّيْهِ شالٌ
مِنْ نسيْجِ القَهْرِ والْحُزْنِ الْمُحَنّى
بِدَمِ الْحُلْمِ الّذي اغْتالَتْ
أياديهمْ صباهْ
ظَنَّ أنَّ الشّالَ كافٍ
كيْ يَرُدَّ الْبَرْدَ مِنْ دَرْبٍ مشاهْ
لَمْ يَكُنْ يَدْري
لماذا الّليلُ لَمْ يُلْهِمْ
قَصيدَ الْعِشْقِ حَرْفا في هواهْ ؟!!
لِمَ ماتَتْ ـ في بلادي ـ
بَسْمَةُ الْأيامِ والْأحلامِ
مِنْ سَمْتِ الْغَدِ الْآتي الّذي
ضلّتْ خُطاهْ ؟!!
لِمَ يَخْبو ـ عَنْ ليالي الْنيلِ ـ
دِفءُ الْناي والْموّالِ والْعِشْقِ
وأَضْحى الْماءُ مَعْجُونا
بِطْمي الْخَوْفِ لا يروي الشّفاهْ؟!!
لَمْ تَعُدْ تلْكَ السّواقي
ينْتَشي مِنْها أديمُ الْأَرْضِ
أوْ تَسْقي الرّوابي أُغْنياتٍ
ـ تاهَ حاديها ـ
وكانتْ ـ مِنْ قَديمٍ ـ كالصّلاةْ
لَمْ تَعُدْ ( أوزيس ُ )
تَشْدو في النّواحي
كيْ يَعودَ الْغائبُ الموءودُ
مَبْعوثَ الْإلهْ
لَمْ تَعُدْ تَجْمَعُ شَمْلَ الحُبِّ
ـ مِنْ جُبِّ الشِّتاتِ الْمُرِّ ـ
في أحْضانِها
كيْ يَرْتوي مِنْ ثَدْيها
سِرَّ الْحياةْ
لَمْ تَعُدْ ( أوزيسُ ) يُضْنيها جَفاهْ
لَيْلَةٌ أُخْرى!!!
تهادَتْ مِثْلَ آلافِ الّليالي
ـ في بلادي ـ
سافَرَتْ ساعاتُها
عَبْرَ جِبالِ الْمِلْحِ والْجُرْحِ
إلى عُمْقِ مَداراتِ الْخَواءْ
في صَحاري عُمْرِنا الْمسْلوب ـ قهرا ـ
وانْكِفاءِ الْحُلمِ والْعَجْزِ
وَمَوْتِ الْكبْرياءْ
حيْثُ صارتْ أَعْيُنِ الْبَدْرِ سوادا
خاصَمَتْ حُضْنَ الضّياءْ
حيْثُ لا شيءَ يُغَنّي ...
غيْرُ مَوّالِ الشّقاءْ
غَيْرُ آمالٍ تشظّتْ في صدورِ الْأبرياءْ
في انْتِظارِ الفَجْرِ والصّبْحِ الْمُحلَّى
بانْكِسار الليلِ ـ دَحْرا ـ
تَحْتَ أقْدامِ الْفضاءْ
حيْثُ خُبْزُ الْموتِ
في كفِّ الْحيارى / في الدمِ الْمسْفوحِ
في عجْزِ يدِ الْمَقْهور
مِنْ أَجْلِ الْبقاءْ
في الْمُنى الْمَكْلومِ
ـ بحثا عَنْ حبيبٍ غائبٍ ـ
مازال يَرْنو مِنْ بَعيدٍ
لغَدٍ معْصوبةٍ عيناهُ منْزوعِ الرّداءْ
لَيْلَةٌ أخرى!!!
تَعبُّ الْكأسَ تُلْوَ الْكأسِ
مِنْ حُلْمي الْمُباحْ
أسْكَرتْها لَحْظَةُ التّنْويرِ حتّى عانَقَتْ
حَرْفَ الْقصيدِ الْمُسْتباحْ
أيْقَظَتْ مِنْ كَوْمَةِ التّاريخِ وجها
للْفتى مهرانَ / للجُنْديِّ في سيناءِ
للنيلِ إذا ما الْجِدُ لاحْ
كان يسْمو في فضاء الْعزِّ
كالْنوْرَسِ حُرّا
يكْرَهُ الْأصفادَ مفْرودَ الْجِناحْ
إنْ سرى ليلٌ توضّا
ثمَّ نادى للْفلاحْ
يطْلُبُ الْفَجْرَ حثيثا
موقِظا عيْنَ الصّباحْ
كيْفَ أضْحى في ثُباتٍ
مُسْتَلِذّا صَمْتَهُ ـ كالْقبْر ثاوٍ ـ
لا يَعي معْنى الْكِفاحْ
أيّها الساكنُ في صمْتِ الجِراحْ
أيّها المَصْلوبُ عِشقا
لبلاد النّيل / للأهرامِ / للإنسان
للوادي البَراحْ
قدْ غدا الليلُ طويلا
والسّنا الْغافي ينادي
مِنْ وراء الْحُجْبِ في ( ديكِ ) الْحَكايا
هل أتى من ( شهرزادَ ) القوْلُ
كيْ نرمي الْقِداحْ ؟
( سيّدي :
قد سكتَ السّطرُ عَنِ الْحَرْفِ الْمُتاحْ
شعر/هشام مصطفى






هشام مصطفى
عمان / الوافي 2008





السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس