عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-04-2008, 01:19 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]الأميرة والمغني


--------------------------------------------------------------------------------




تعبَ المُغنّي والأميرة ُ لـمْ تـزلْ
نشوى وتأمـرُ أنْ يُغنيَهـا غَـزَلْ
هوَ شَدَّ فـوقَ كمانـهِ شرْيانَـه ُ
وَترا ً وليـسَ غنـاؤهُ بالمُفْتعَـلْ
قدْ كانَ يُسْمِعُ نبْضَهُ فـي صوتـهِ
فالنبْضُ والأنغامُ وَقعُهمـا اتَّصَـلْ
أمّا الأميرة ُ فهـيَ تحسـبُ أنّـهُ
بَعَثَ انفعالا ًفي النفوس وما انفعَلْ
حسبتْهُ مُحْترفا ًيُمـارسُ حِرْفـة ً
ويُجيدُ صنْعتَـهُ بتلحيـن الجُمَـلْ
لمْ تدْر أنَّ اللحْنَ يمْضـغُ عمْـرَهُ
والنغمة َ الحيرى تُقرّبـهُ الأجَـلْ
وبأنَّ في بعض الحروفِ مَصائرا ً
تُرْدي ومِنْ بعض الأغاني ما قتلْ

* * *

تعبَ المُغنّي وهيَ فـي إغفـاءةٍ
راحَتْ تُردّدُ ما يُغنّي فـي جَـذلْ
ما أبْصرَتْ عينيهِ تلتمعـان مِـنْ
شَغفٍ بها ومِنَ الهيام ، مِنَ الخبَلْ
مـا أبصرَتْـهُ إذ ْ تَحـوَّلَ كلُّـه ُ
عينا ًبها كـلُّ اشتهـاء ٍ يُختـزَلْ
عينا ًتطوفُ على محاسنهـا وقـدْ
كادتْ تُغطّيها بفيض ٍ مِـنْ قُبَـلْ
كانتْ تُصفّـقُ للغنـاء وأهمَلَـتْ
مَنْ كانَ في نار الغناء قدِ اشتعَـلْ

* * *

غنّى وغنّى..... عندَ كلِّ حُروفهِ
كانَ الفؤادُ على مَخارجها اطَـلْ
وغناؤهُ قدْ كـانَ يَهطـلُ فوقَهـا
حُبّّا ولكنْ لمْ يُصبْها مِـنْ بَلَـلْ!!
وعلى ضفاف جراحهِ سُفنُ الهوى
وشراعُها يرنـو إليهـا والأمـلْ
لكنّـهُ والليـلُ يُوشـكُ ينقضـي
نَغمٌ لهُ فوقَ الجراح قـدِ احتفَـلْ
ما زالَ ينتظرُ الأميرة َ.....عَلّهـا
قدْ اُتخِمَتْ طرَبا ً ويكفي ما بَـذلْ
ولعلّهـا فهمَـتْ بـأنَّ غـنـاءَهُ
وبما احْتواهُ مِـنْ أفانيـن الغـزَلْ
ما كـانَ إلآ شهقـة ً مِـنْ قلبـهِ
هامَتْ بها حُبّا ً وأعيَتْهـا الحِيَـلْ
وبأنّهـا ستكـونُ آخـرَ نغـمـةٍ
مَجروحةٍ تبكي على وَتر ٍ يُـذ َلْ
فلديـهِ فـي ألحانـهِ وغـرامـهِ
شَمَمٌ لهُ يأبى البكاءَ علـى طَلَـلْ
[/FRAME]

--------------------------------------------------------------------------------


[FRAME="8 70"]ودُثـِّرْتَ بالوابل ِالطيّبِ




أبي، يا أبي
أيا أعطرَ الذكرياتِ لمّا تزَلْ تطوفُ على بيتنا الأول ِالأرحبِ
أيا حقلَ طِيب ٍ عليهِ شعاعُ المحبةِ لمْ يغربِ
رَحلـْتَ
فيا زمَنا ًكنـْتَ فيهِ معَ الفجر تـُبْعدُ عنكَ الدثارَ بتسبيحةٍ
وصلاةٍ على اسم النبي
وكنتَ ونحنُ نيامٌ تـُحضِّرُ وجبتـَنا للفطور
فأطـْيبْ بشاي ِ أبي أطـْيب ِ !!
وكانَ أبي طيّبا ًكنبي
وكانَ لهُ عقلُ شيخ ٍ وقلبُ صَبي
وكانَ نقيّا ً كمِسبحتهْ
وكانتْ عواطفـُهُ مثلَ سجّادتهْ
فيَبْسط ُهذي لحُبِّ الإلهْ
ويَبْسط ُ تلكَ لحُبِّ الأنام ِوحُبِّ الحياهْ

* *
أبي كانَ خارطة ًللشجَنْ
وعاصمة ًللمحبةِ ليسَ لها مِنْ وطنْ
وكانَ يُحبُّ سَماع َ (أبو ذيَّةٍ) يَئنّ ُبها صَوتُ (داخلْ حَسَنْ)
يُحسّ ُبأنَّ بها حُزْنَ كلِّ الوطنْ
أبي واحة ٌمِنْ حنانْ
نأتْ عنْ فظاظةِ هذا الزمانْ
أبي رَهَنَ العمرَ عندَ المُنى الكاذبهْ
وضَيَّعَ كلَّ السنين تـُخادعُهُ خوَذة ٌ خائبهْ

* *
أبي، يا أبي
لماذا رَحَلـْتَ ولمّا أزلْ رَغمَ هذا المشيبِ صَبي ؟!
يُؤمِّلُ منكَ المَجيءَ بحلوى إليهِ وطيّارةِ الورق ِ
لِيُطلقَ خيطا ً لها في الهواء
ويُطلقَ قلبا ً لهُ بعدُ لمْ يَعشق ِ

* *
أبي ، يا أبي
لقدْ جاءَ عيدٌ وعيدٌ وعيدْ
ولمْ تأتنا بالثيابِ الجديدهْ
فمَنْ بعَْدَ هذا الرحيل ِالمُمِضِّ يُداعبُنا بالأماني السعيدهْ؟!
ومَنْ يَستحثّ ُالمُنى والأملْ؟!
لا ُمِّي ويُسمعُها كلماتِ الغزلْ؟!
وأنتَ إلى الآن لمّا تزلْ
تعيشُ بخاطرها لحْنَ حُبٍّ ولا مِنْ مَلـَلْ
شريط َودادٍ وتحرصُ دوما ًعلى أنْ تـُعيدَهْ
فأنتَ الحبيبُ الذي ما رَحَلْ

* *
أبي يا أبي
لماذا رَحلـْتَ ؟!
وهذا الزمانُ نـُكابدُ فيهِ ولا يتقي
فأينَ اُخبىءُ رأسي وخوفي وأنتَ رحلتَ إلى المُطلـَق؟!

* *
أبي يا أبي
مضيْتَ وخلفـْتـَني للضنى المُتعِبِ
وكنـْتُ وعيناكَ ارجوحتان أرى فيهما ملعبي
حَملـْتَ هموما ًتنوءُ عليكَ
فكيفَ صبرْتَ ولمْ تتعبِ؟!

* *
أبي ، يا أبي
ذهبْتَ بعيدا ًبعيدا ًوعيناكَ عنـّيَ لمْ تذهَب ِ
أحاطتـْكَ رحمة ُ رَبٍّ كريم ٍ
ودُثـِّرْتَ بالوابل ِ الطيِّبِ










خالد صبر سالم
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس