عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-01-2019, 10:44 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي

"وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أإفكا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين "المعنى وإن من أتباعه لإبراهيم (ص)إذ أتى إلهه بعقل مطيع حين قال لوالده وشعبه ماذا تطيعون ؟أإفتراء أرباب دون الرب تحبون فما اعتقادكم بإله الناس ؟ يبين الله لنبيه (ص)أن من شيعة وهم أتباع دين نوح (ص)إبراهيم (ص)إذ جاء ربه بقلب سليم والمراد حين أطاع حكم خالقه بنفس مخلصة لله وهو قد قال لأبيه وهو والده آزر وقومه وهم شعبه ماذا تعبدون والمراد ماذا تطيعون ؟ثم أجاب أإفكا آلهة دون الله تريدون والمراد أإفتراء أرباب سوى الله تطيعون فتحبون نفعها ؟وهذا يعنى أنهم يطيعون الإفك وهو أحكامهم المخترعة كأرباب تاركين طاعة حكم الله طمعا فى نفعها الدنيوى ويسأل فما ظنكم برب العالمين أى فما اعتقادكم فى ما يفعله بكم خالق الكل ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الله سيعاقبهم على عبادتهم لغيره .
"فنظر نظرة فى النجوم فقال إنى سقيم فتولوا عنه مدبرين فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين فأقبلوا إليه يزفون قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون "المعنى فأبصر مرة الكواكب فقال إنى عليل فأعرضوا عنه غائبين فذهب إلى أربابهم فقال ألا ترزقون ؟ما لكم لا تتحدثون فنزل عليهم تحطيما باليد فأتوا إليه يسألون قال أتتبعون ما تصنعون والرب أنشاكم وما تصنعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)نظر نظرة فى النجوم والمراد أبصر الكواكب ذات مرة فقال لها إنى سقيم والمراد إنى مريض فاشفونى فكانت النتيجة هى أنهم تولوا عنه مدبرين والمراد أعرضوا عنه غائبين وهذا يعنى أنهم لم يستجيبوا لدعوته واختفوا وبهذا أثبت لنفسه أنهم ليسوا آلهة ،ثم راغ أى ذهب إبراهيم (ص)إلى آلهتهم وهى أصنامهم فى المعبد فسألهم ألا تأكلون أى ألا ترزقون ؟ما لكم لا تنطقون أى ما لكم لا تتحدثون؟والغرض من الأسئلة هو إثبات أن الأصنام عاجزة عن رزقه وعاجزة عن النطق وهو الكلام وهو يقصد الوحى ومن ثم فليست آلهة فما كان منه إلا أن راغ عليهم ضربا باليمين أى نزل عليهم تكسيرا بما فى يده اليمنى وهو الفأس فأقبل والمراد فأتى القوم إلى إبراهيم (ص)يزفون أى يسألون والمراد ليحاسبوه فقال لهم أتعبدون ما تنحتون أى هل تطيعون الذى تخلقون والله خلقكم وما تعملون والمراد والرب أنشأكم والذى تخلقون ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بجنونهم لأنهم يعبدون ما يخلقون بأيديهم مع أن المفروض أن المخلوق هو الذى يعبد خالقه كما يجب عليهم أن يعبدوا الله خالقهم وما يعملون بأيديهم .
"قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه فى الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين وقال إنى ذاهب إلى ربى سيهدين "المعنى قالوا شيدوا له محرقة فارموه فى النار فأحبوا به مكرا فجعلناهم الأخسرين وقال إنى مهاجر إلى إلهى سيرشدنى ،يبين الله لنبيه (ص)أن القوم قالوا لبعضهم :ابنوا له بنيانا والمراد اصنعوا له محرقة فألقوه فى الجحيم أى فاحرقوه فى النار مصداق لقوله بسورة الأنبياء"قالوا حرقوه"وأرادوا به كيدا والمراد شاءوا له الهلاك فكانت النتيجة أن جعلهم الله الأسفلين أى المعذبين أى الأخسرين مصداق لقوله بسورة الأنبياء"فجعلناهم الأخسرين "وقال إبراهيم (ص)إنى ذاهب إلى ربى سيهدين والمراد إنى متجه إلى خالقى سيعلمنى وهذا يعنى أنه قصد الله حتى يعلمه الدين السليم .
"رب هب لى من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين "المعنى إلهى أعطنى من المسلمين فأخبرناه بصبى رحيم فلما وصل معه السعى قال يا ولدى إنى أشهد فى الحلم أنى أقتلك ففكر ماذا تقول قال يا والدى اعمل ما توصى ستلقانى إن أراد الرب من المطيعين ،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)دعا الله فقال رب هب لى من الصالحين والمراد خالقى أعطنى ذرية من المحسنين فبشرناه بغلام حليم والمراد فأخبرناه بصبى رحيم هو إسماعيل(ص)فلما بلغ معه السعى والمراد فلما وصل معه إلى مكان إلتقاء الصفا بالمروة قال له أبوه :يا بنى أى يا ولدى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك والمراد إنى أشاهد فى الحلم أى الرؤيا أنى أقتلك وهذا يعنى أنه شاهد رؤيا تكررت عدة مرات رأى فيها نفسه ينحر ابنه وقال له انظر ماذا ترى والمراد فكر ماذا تقول وهذا يعنى أن الوالد خير ابنه فى تنفيذ الرؤيا من عدمه عندما طلب منه التفكير فى الأمر فقال له إسماعيل (ص)يا أبت أى يا والدى افعل ما تؤمر والمراد اصنع الذى توصى به فى الرؤيا من قبل الله ستجدنى إن شاء الله من الصابرين والمراد ستلقانى إن أراد الرب من المطيعين وهذا يعنى أنه رضا بقضاء الله فطلب تنفيذ الرؤيا وهذا يدل على قوته فمن يرضى بأن يذبحه الأب طائعا راضيا؟
"فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه فى الأخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزى المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين "المعنى فلما أطاعا وكفاه للبطن ودعيناه أن يا إبراهيم قد نفذت الحلم إنا هكذا نثيب المصلحين إن هذا لهو الإختبار العظيم وأنقذناه بعجل سمين وتركنا عليه فى الباقين خير على إبراهيم (ص)هكذا نثيب المصلحين إنه من خلقنا المصدقين ،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)لما أسلما أى أطاعا أمر الله تل أى أرقد إبراهيم (ص)إسماعيل (ص)على الجبين وهو البطن استعدادا لذبحه ناديناه والمراد فأوحى الله له :أن يا إبراهيم (ص)قد صدقت الرؤيا أى قد نفذت الحلم وهذا يعنى أن الذبح فى الحلم كان تفسيره فى الحقيقة الإستعداد للذبح وليس تنفيذ الذبح وقال له إنا كذلك أى بتلك الطريقة وهى الإنقاذ يجزى الله المحسنين أى يثيب الله الشاكرين مصداق لقوله بسورة آل عمران "وسنجزى الشاكرين"إن هذا لهو البلاء المبين أى الإمتحان الكبير وفديناه بذبح عظيم أى وأنقذناه بذبح عجل كبير والمراد أن الله منع ذبحه مقابل ذبح عجل كبير بدلا منه وتركنا عليه فى الأخرين سلام على إبراهيم (ص)والمراد وذكرنا له فى القادمين خير لإبراهيم (ص)وهذا يعنى أن الله ذكر إبراهيم (ص)بكل خير فى الوحى المنزل على القادمين بعده للحياة فى المستقبل وكذلك أى بتلك الطريقة وهى الذكر بالخير يجزى الله المحسنين أى يشكر أى يثيب الرب الشاكرين والسبب إنه كان من عبادنا أى خلقنا المؤمنين أى المخلصين وهم المصدقين بالوحى أى المخلصين مصداق لقوله بسورة يوسف "إنه من عبادنا المخلصين ".
"وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين "المعنى وأخبرناه بإسحاق رسولا من المسلمين وزكيناه وإسحاق (ص)ومن نسلهما مسلم ومنقص لحقه عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أنه بشر أى أخبر إبراهيم (ص)بولادة ابنه إسحاق(ص)نبيا من الصالحين أى رسولا من المحسنين وهم المسلمين وقد بارك الله على إبراهيم (ص)وإسحاق (ص)والمراد أن الله زكى أى شكر كل منهما الشكر الحسن ومن ذريتهما وهى نسلهما أى أولادهما محسن أى مصلح أى مسلم وظالم لنفسه مبين والمراد ومنقص لحق نفسه عظيم النقص وهو الكفر حيث أنقصها حقها وهو مكانها فى الجنة وهذا هو النقص العظيم .
"ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم ونصرناهما فكانوا هم الغالبين وأتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم وتركنا عليهما فى الأخرين سلام على موسى وهارون إنا كذلك نجزى المحسنين إنهما من عبادنا المؤمنين "المعنى ولقد أنعمنا على موسى (ص)وهارون (ص)وأنقذناهما وشعبهما من العذاب المهين أى أنجيناهما فكانوا هم المنتصرين وأوحينا لهما الحكم المضىء أى أرشدناهما الدين العادل وذكرناهما فى الباقين خير على موسى (ص)وهارون (ص)إنا هكذا نثيب المصلحين إنهما من خلقنا المصدقين ،يبين الله لنبيه (ص)أنه من أى أنعم على كل من موسى (ص)وهارون (ص)بنعمه وأنجاهما وقومهما من الكرب العظيم والمراد وأنقذهما وشعبهما من العذاب المهين مصداق لقوله بسورة الدخان"ولقد نجينا بنى إسرائيل من العذاب المهين "وفسر هذا بأنه نصرهم أى أيدهم على عدوهم فكانوا هم الغالبين أى المنتصرين وهم ورثة الملك ويبين له أنه أتاهما الكتاب المستبين والمراد أنه أعطاهما الفرقان العظيم وهو التوراة مصداق لقوله بسورة الأنبياء"ولقد أتينا موسى وهارون الفرقان"وفسر هذا بأنه هداهم الصراط المستقيم أى علمهما الدين العادل وهو الإسلام ويبين له أنه ترك عليهما فى الأخرين والمراد ذكرهما فى الوحى المنزل على القادمين من بعدهم وهذا الذكر سلام لهما أى خير والمراد ذكرا بالثناء عليهما وكذلك أى بتلك الطريقة وهى المن والنصر والإرشاد والذكر يجزى الله المحسنين أى يثيب الرب المصلحين وهم المسلمين والسبب أنهما من عباده المؤمنين أى أنهما من خلقه المصدقين وهم المخلصين مصداق لقوله بسورة يوسف "إنه من عبادنا المخلصين "وهم المسلمين .
"وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم الأولين فكذبوه فإنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين وتركنا عليه فى الأخرين سلام على آل ياسين إنا كذلك نجزى المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين "المعنى وإن إلياس(ص)من المبعوثين حين قال لشعبه ألا تطيعون أتطيعون بعلا وتتركون أفضل المنشئين الرب خالقكم وخالق آبائكم السابقين فكفروا به فإنهم لمعذبون إلا خلق الرب المطيعين وذكرنا فيه فى القادمين خير على آل ياسين إنا هكذا نثيب المصلحين إنه من خلقنا المصدقين ،يبين الله لنبيه (ص)أن إلياس (ص)من المرسلين وهم المبعوثين المبلغين للوحى إذ والمراد وقت قال لقومه وهم شعبه :ألا تتقون والمراد ألا تطيعون حكم الله؟أتدعون بعلا والمراد هل تطيعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين والمراد وتتركون طاعة أفضل الصانعين الله ربكم أى خالقكم ورب أى خالق آبائكم الأولين أى السابقين ؟والغرض من الأسئلة هو أن يطيعوا حكم الله ويتركوا طاعة حكم غيره فكانت النتيجة أن كذبوه أى كفروا برسالته ولذا فهم محضرون أى معاقبون إلا عباد الله المخلصين وهم خلق الرب المطيعين لحكمه فهم مرحومون وتركنا عليه فى الأخرين سلام على آل ياسين والمراد وذكرناه فى الوحى المنزل على القادمين بخير على أهل إلياس وهم المؤمنين به وكذلك أى بتلك الطريقة وهى إعطاء السلام له يجزى المحسنين أى يثيب المصلحين أى المسلمين والسبب إنه من عبادنا المؤمنين والمراد إنه من خلقنا المخلصين وهم المصدقين بوحى الله .
"وإن لوطا لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين ثم دمرنا الأخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون"المعنى وإن لوطا من المبعوثين حين أنقذناه وشعبه إلا امرأة فى الهالكين ثم أهلكنا الباقين وإنكم لتفوتون عليهم مشرقين وبالليل أفلا تفقهون؟يبين الله لنبيه (ص)والناس أن لوط (ص)من المرسلين وهم المبعوثين المبلغين لحكم الله إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين والمراد وقت أنقذناه وعائلته كلهم إلا امرأة كانت من الهالكين ثم دمرنا الآخرين والمراد ثم أهلكنا الكافرين ويبين للناس أنهم يمرون أى يفوتون على بلدة قوم لوط (ص)مصبحين أى مشرقين والمراد بالنهار وبالليل ويسألهم الله أفلا يعقلون أى "أفلا يبصرون"كما قال بسورة السجدة والغرض من السؤال أن يفهموا ما حدث للقوم فيعتبروا بما حدث لهم .
.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس